كشف عضو مجلس ادارة غرفة جدة الدكتور عبدالله صادق دحلان، أنه قدم اعتذاره الى الشيخ صالح كامل رئيس مجلس ادارة الغرفة على سوء الفهم الذي حدث بينهما بسبب خطابات متبادلة في الأسبوعين الماضيين بينهما. وكشف الدحلان في حديث هاتفي مع «المدينة» ، انه سافر الأسبوع الماضي الى بيروت واجتمع مع صالح كامل في المستشفى التي أجرى فيه الاخير عملية جراحية الاسبوع الماضي وأعتذر له في حضور ابنائه على التفسير غير المقصود للخطاب الذي بعث به الدحلان وتسعة اخرين من اعضاء مجلس ادارة الغرفة الذين طلبوا فيه من رئيس الغرفة الدعوة لعقد اجتماع مجلس ادارة استثنائي وإحاطتهم واعضاء المجلس الاخرين ببعض القرارات والاجراءات التي كان ينوي رئيس الغرفة اتخاذها وبالاخص فيما يتعلق بتعيين الأمين العام الجديد للغرفة وانتقدوا فيه انفراد الرئيس ببعض الصلاحيات والقرارات (على حد تعبيرهم في خطابهم). وأضاف الدحلان وهو يتحدث «للمدينة» هاتفياً: نكن للشيخ صالح كامل كل الحب والتقدير والاعتزاز على المجهود الذي يبذله والخطاب الذي قدمناه انا ومجموعة من اعضاء مجلس الادارة (عشرة أعضاء) يعبر عن وجهة نظر وليست اعتراضا على وجود الشيخ صالح كرئيس للغرفة ولايمكن ان يفسر بغير النية الحسنة التي كتب بها من اجل المصلحة العامة للغرفة، وأؤكد لك ان سوء الفهم البسيط الذي حدث مع الشيخ صالح قد انتهى (على حد قول الدحلان)، وكشف الدحلان ان خطابه الأول الذي وجهه لرئيس الغرفة كان طبيعياً ومحدداً بنقاط ايجابية لمصلحة العمل كمجلس ادارة ويهدف الى توضيح بعض الأمور الخاصة بالصلاحيات وهي وجهة نظر من حقه (على حد قوله) ان يوضحها لرئيس الغرفة وزملائه الاعضاء. وامتدح الدكتور عبدالله دحلان، في حديثه مع «المدينة» الشيخ صالح كامل، وقال: انه شخصية قيادية ورمز من رموز الاقتصاد السعودي والعربي والاسلامي ونكن له كل التقدير والاحترام، وتواجده على رأس هرم الغرفة التجارية الصناعية بجدة هو شرف لكل من يعمل معه ان يرافقه في هذه الخدمة الوطنية، واضاف : لايمكن ان نطلب من الشيخ صالح ان يترك منصبه كرئيس من الغرفة ولم يخطر على بالي ابداً مثل ذلك بل وانني أؤكد ان وجود صالح كامل في رئاسة الغرفة أمر ضروري جداً ولايمكن ان استمر انا شخصياً في عضوية الغرفة اذا ترك الشيخ صالح فإنني سأترك عضويتي في الغرفة. وأستطرد الدحلان: أنا اعلنها رسمياً أنني لن أبقى في الغرفة اذا غادرها الشيخ صالح كامل، ونفى ان يكون هناك انقسام في مجلس الادارة وعاد للتأكيد انه سيغادر الغرفة اذا غادرها صالح كامل ولن يبقى في مجلس منقسم. وكانت الأوساط الاقتصادية ومجتمع الاعمال في جدة قد تداول خلال الاسبوعين الماضيين خطاباً شديد اللهجة (نسب إلى الشيخ صالح كامل ولم يكن موقعاً منه ووزع بالبريد الإلكتروني) موجه الى اعضاء مجلس الادارة العشرة الذين خاطبوه منذ أسبوعين بطلب عقد اجتماع مجلس ادارة استثنائي لبحث بعض الصلاحيات والقرارات التي اعتبروها انفرادية. وقد بدأ صالح كامل خطابه بوصف خطابهم اليه ب «التعليمي والتوجيهي» واضاف رداً على وصفهم لقراراته بالانفرادية : «أعتقد أنكم تتذكرون جيدا كلامي لكم جميعا فى أول اجتماع لي بكم ..اننى لا أريد الانفراد بالقرارات .. بل ان من طبيعتي اننى لا أجيد اتخاذها بمطلق الصلاحيات ..لأنني أؤمن بنشر الخبرة .. وزيادة القدرة ورفع قيمة الكفاءات. ولو كانت لي رغبة فى الانفراد بالسلطات .. لأبقيت لنفسي ذات الصلاحيات التي كان يتمتع بها من سبقني من رؤساء الغرفة.» وعاد كامل للتذكير بالخطاب الذي كان قد بعث به اليه الدكتور عبدالله دحلان بتاريخ 13 ربيع الأول الماضي والذي أشار اليه الموقعون في خطابهم بأنه يحوى ملاحظات قيمة بخصوص النواحي الاجرائية وإعادة هيكلة الغرفة، فعاد اليهم كامل بالتذكير بأن اللجنة التي شكلت في مجلس الادارة لتطوير الموظفين برئاسة الدكتورة لمى السليمان وعضوية الدكتور عبدالله بن محفوظ وموسى العمران، وانه لم يكن هو الذي اختارهم كأشخاص لعضوية هذه اللجنة وانما هو قرار مجلس الادارة بكامله وانه اضاف اليهم بعض المستشارين من داخل الغرفة ومن خارجها. وكشف صالح كامل في خطابه ان هناك تحركات ومداولات تجري من دون علمه، وهو ما يؤكده أسلوب الخطابات الجماعية، التي (وصفها كامل) بأنها عادة ما تستخدم فى التكتلات والأحزاب .. واضاف : “الغرفة برمتها ليست مكانا لتكتل أو تحزب .. فالأمر الطبيعي كل من لديه ملاحظة عليه أن يبلغني بها شفهيا او كتابيا إما فيما بيني وبينه أو يدلى بها جهارا فى اجتماع مجلس الادارة” . وقال كامل في الخطاب المنسوب اليه : أنا أعرف كما تعرفون المسؤوليات وتسلسلها ولا أتصرف على الإطلاق بدوافع شخصية أو نوازع حب الظهور ولا أعمل لمصلحة فئة دون أخرى أو لمصلحة جماعة بعينها .. اننى أتصرف وأعمل وسأتصرف وسأعمل بعون الله لتحقيق مصلحة الغرفة بكامل أجهزتها وجميع موظفيها وكل منسوبيها . وللعلم أخبركم .. ولربما بعضكم يعلم أنني لا أملك الوقت ولم أعد أمتلك من الصحة ما أضيعه على احتجاجات غير مبررة..أو ملاحظات كأنها «فرت من قسورة» .. لا طائل من الاستماع إليها أو قراءتها سوى إهدار الوقت وتشتيت الاهتمام عما هو أولى وأهم. وأما تعلمون أيها الموقعون ألعشره أنكم أكثر من نصف المجلس + واحد.. وإذا بالفعل ضقتم بي وأسلوب ادارتى ومنهج رئاستي ذرعا .. فلتحزموا أمركم ولتتخذوا قراركم باقالتى من الغرفة .. لأنه ليس لدى الاستعداد للدخول فى مهاترات ومناورات وأنا فى هذه السن وفى هذه المكانة.ولست من طلاب الوجاهة .. أقولها بكل صراحة وأمانة». وحول طلب الاعضاء الأحد عشر عقد جلسة استثنائية فرد صالح كامل عليهم بأنه يتواجد حالياً في المستشفى وانه بوسع الاعضاء العشرة عقد هذه الجلسة الاستثنائية فى ظل عدم حضوره، وبوجود نائب الرئيس مازن بترجي، وقال كامل «قد تكون مناسبة تسقط عنكم الحرج فى مواجهتي المباشرة .. خاصة بعدما تكشف لي أن هناك مجموعة من الأعضاء الموقعين والمرسلين لخطابهم الى يرغب كل منهم أن يكون رئيسا للغرفة .. وليس هذا على الله بعزيز فلأيام قادمة والمجال مفتوح لكل متعجل أو مستعجل». وعتب كامل في الرسالة المنسوبة اليه بشكل كبير من بين الاعضاء الموقعين العشرة على عضوي مجلس الادارة الدكتور عبدالله دحلان و زياد بسام البسام، وذلك باعتبارهما الأكبر سنا والأكثر خبرة من بين الاعضاء الموقعين والأقدم معرفة به شخصياً، وقال «حجم عتبى عليهما بحجم ما لرأيهما عندي من وزن .وما كنت أظن أن يتم استدراجهما للتوقيع على مثل هذا الخطاب». وحول بقية الموقعين وصفهم صالح كامل بإنهم حديثو عهد بالعمل فى الغرفة ولا شك أن الأيام قد تمنحهم الخبرة اللازمة .. وربما تمنعهم من التوقيع على خطابات مماثلة». وفيما يتعلق بما ذكره الدكتور الدحلان في خطابه اليه حول عدم اختيار أعضاء مجلس الادارة الذين لديهم خبرة فى الهيكلة، قال كامل : «لو أمعنوا النظر وأسعفتهم خبرتهم للاحظوا .. أن الدكتور عبدالله دحلان والدكتور ماجد القصبي لم يتقدم أحدهما أو كلاهما للدخول فى عضوية لجنة التطوير .. بينما كانت معروضه أمامهما في اجتماع مجلس الادارة». وعلمت «المدينة» ان الاعضاء الذين وقعوا على الخطاب الموجه الى رئيس الغرفة (مثار الخلاف والجدل) هم : الدكتور عبدالله دحلان – زياد بسام البسام – بسام اخضر – د. عائشة نتو – فاتن بندقجي – احمد المربعي – زهير المرحومي – عصام ناس – د. محمد حبيب خوجة – سليم الحربي. وقد نص الخطاب تأييد للخطاب السابق الذي أرسله الدكتور عبدالله دحلان بخصوص النواحي الاجرائية في تعيين الامين العام وبخصوص موضوع إعادة هيكلة الغرفة التجارية الصناعية بجدة، وطلب الموقعون على الخطاب عرض هذه المواضيع على جدول مجلس الادارة في جلسة اسنثنائية للتشاور واتخاذ القرارات المناسبة، وعبروا عن أملهم في تأجيل اتخاذ قرارات بهذه المواضيع لحين اتخاذ القرار في مجلس الادارة. وعلمت «المدينة» ان الخطاب الذي أثار الضوضاء اعتمد فيه الموقعون العشرة على حق ثلث اعضاء مجلس الادارة حسب نظام الغرف التجارية في طلب اجتماع استثنائي، وتشير مصادر مطلعة الى ان ثلاثة من الاعضاء الموقعين على الخطاب هم الذين خططوا له وصاغوه ووزعوه بين الاعضاء لتوقيعه. فيما امتنع عن التوقيع نائبا رئيس مجلس الادارة مازن محمد بترجي والدكتورة لمى عبدالعزيز السليمان والاعضاء الدكتور ماجد القصبي والدكتور عبدالله بن محفوظ ومحمد محمد بن لادن وموسى العمران وعبدالخالق سعيد. وقد حاولت «المدينة» الحصول على وجهات نظر اعضاء مجلس ادارة الغرفة وبالاخص الموقعين على الخطاب الموجه الى الشيخ صالح كامل إلا انهم اعتذروا عن الحديث في هذا الموضوع ماعدا الدكتور عبدالله دحلان الذي زود «المدينة» بخطاب آخر بعث به الى الشيخ صالح كامل بعد ان زاره في المستشفى وتضمن الخطاب توضيح للمكانة التي يحظى بها الشيخ صالح كامل بين الاعضاء والمجتمع الاقتصادي في المملكة والعالم العربي والاسلامي والدعوات له بالصحة والعافية ونجاح العملية الجراحية التي اجراها. واعتبر الدحلان في خطابه ان سعة صدر الشيخ صالح كامل تتسع لمشاغبة الاعضاء الابناء والاخوان الصغار (على حد تعبيره) مع الدعوات له بالعودة سليماً معافا.