أكد الدكتور عبدالله العسكر ثبوت فشل المناهج العلمية التأريخية وغيرها من مناهج تدريسية في إبعاد الأدلجة عن العلم والبحث، واقترح تغيير مسمى التأريخ الإسلامي الى تأريخ الشعوب الاسلامية، مشيدا بوحدة تأسيس التاريخ الشفاهي في دارة الملك عبدالعزيز. كما انتقد الدكتور العسكر خلال حفل تكريمه باثنينية عبدالمقصود خوجة بجدة أمس الأول، المنظومة المعرفية والإدارية في المملكة وبأنها لا تشجع على استمرار صعود أجيال أخرى، مكتفياً بالقول بأن جيل المؤرخين السعوديين الحاليين هو آخر جيل. كما عزا تقصيره في مجال النشاطات التأريخية إلى انغماسه في لجان علمية وثقافية واجتماعية بسبب محدودية الحرية الفكرية عند تناول قضايا تاريخية. وأشار إلى مشاركته، التي وصفها بالناجحة، في الوقوف علمياً وثقافيا بوجه الهجمة الأمريكيةوالغربية على المملكة بعد أحداث سبتمبر، من خلال مقالاته الصحفية وإلقاء المحاضرات في محافل علمية وثقافية في أوروبا وأمريكا، وبالتوجيه بقيام وزارة التعليم العالي بعمل يقوده أكاديميون سعوديون كل في مجال تخصصه بردم الهوة التي نشأت في العلاقات الأمريكية السعودية. وسُئل الدكتور العسكر هل يحتاج التاريخ العربي والإسلامي إلى عملية فرز وتصنيف وما هي آلية ذلك، فقال: إذا التصنيف والفرز هو تصحيح بعض الأخطاء الواردة وإعادة كتابته ليكون مقبولاً من الوجهة التاريخية الحديثة، فهذا صحيح، لكن التراكم المعرفي في أقسام التاريخ بالعالم العربي، أنتج كماً هائلا من أطروحات الدكتوراة والذي بحث في مناحٍ كثيرة، لهذا من السهل جداً أن نبدأ تصنيف تاريخنا من خلال هذا الكم المعرفي الكبير، لكن كيف نصنفه؟ التصنيف ربما يقودنا إلى قضية زمنية، وعلاقة الزمن بالتاريخ، وأنا لي محاولة متواضعة في هذا الباب، وكتبت كتيب “تحقيب التاريخ الإسلامي” وقمت بإعادة تفكيك الحقب التاريخية وأعدت تصنيفها لتتسق مع معطيات العصر. وعن الدراسات الاستشراقية، قال: الدراسات الاستشراقية فتحت بابا كبيرا جداً لنهضة تاريخية وعلمية في العالم، هناك من اتهم المستشرقين بأن لهم أهدافا، صحيح أن بعضهم يعمل لصالح حكومات، وبعضهم له أهداف تبشيرية، لكن أنا لا يهمني هذا، أنا يهمني أمهات الكتب والمصادر، ولو بحثنا عن التراث العربي الإسلامي من الذي بدأ في نشره في مطلع هذا القرن والقرن التاسع عشر، نجدهم هم الذين بحثوا وتعلموا لغات وتعبوا، والجيل العربي الذين كانوا بعدهم كانوا عالة عليهم وكانوا طلابا لهم، ولذلك نقول إنه لا يهمني إن كان يعمل في المخابرات أو لدى الحكومة الغربية، يهمني إنتاجه وعمله، لذلك يقال أن الدراسات الاستشراقية تنقسم الى قسمين، قسم مفيد وعظيم ونحن نشكرهم عليه، وقسم متهلهل ضائع. وأشار العسكر إلى اهتمامه بأدب الرحلات وخصوصا الرحلات الغربية إلى الجزيرة العربية والمملكة وقد كتب وترجم بعض الرحلات القصيرة.