اطلعت على ما كتبه الدكتور عبد العزيز النهاري في صحيفة المدينة بتاريخ السبت 22/2/1431ه عندما استهلَّ مقاله بتوجيه استفهام مباشر للقراء من خلال العنوان : هل قرأتم عن أرامل رابغ ؟! ثم بدأ الكاتب المقال بأسلوب مشوق يجذب الانتباه عندما كتب : (( أتوقع أن ينتفض وزير الشؤون الاجتماعية ووكيل الوزارة للضمان الاجتماعي ومحافظ رابغ والجمعيات الخيرية ورجال الأعمال الباحثين عن الخير وكذلك الأثرياء ممن استثمروا بالملايين في رابغ ، لتقديم العون إلى أرامل رابغ الفقيرات اللاتي نشرت “المدينة” عن معاناتهن يوم الخميس الماضي .. )) وبعد قراءة استكشافية للمقال لاح لي أن الكاتب فور قراءته للتحقيق المذكور تعرض لانتفاضة فكرية حرَّكت فيه الجوانب الإنسانية فكتب مقاله مشفقاً على أرامل رابغ معتمداً على ما قرأ ، فكيف به لو عاين الواقع عن كثب ، ووقف على معاناتهن بنفسه لكان هاله ماسوف يرى ، ولعلم أن ما خفي من معاناتهن كان أعظم من أن تصفه الكلمات حتى لو كانت كلماتٍ تقطرُ ألماً وحَزَناً ، إلا أنه مما يؤسف له أن أيّاً من الجهات ذات العلاقة لم تتفاعل قبلاً مع معاناة أرامل رابغ على الوجه المطلوب على الرغم أن معاناتهن ليست وليدة اليوم فقد مضت عليها حقبةٌ غابرة وسنواتٌ عابرة ولو تمَّ التفاعل معها في حينها على الوجه المطلوب لم يحتجن أولئك النسوة الأرامل إلى أن يكسرن حاجزي الصبر و الصمت ليطرقن باب الجانب الإنساني في صحيفة المدينة لتقوم مشكورة بنشر معاناتهن على صفحاتها رجاء أن يكون هناك من يرأف بحالهن ويتعاطف مع معاناتهن طالما أن الجهات ذات العلاقة لازال راسخٌ لديها الفكر السائد العقيم البائد الذي يرى أنه على المواطن أن يطرق باب المسؤول ليقوم سعادته مشكورأ بالرأفة بحاله والتلطف بإنهاء معاناته ، وليت قومي المسؤولين يتذكرون ثم يفهمون أن حكومتنا الرشيدة حفظها الله لطالما أوضحت لهم أنه على المسؤول أن يكون كالطبيب المُعالج يُسارع لمباشرة حالة المُصاب ولا ينتظر منه المجيء لمقر العيادة لكي لاتتفاقم إصابته وتتدهور حالته ، ولمَّا كان الشيء بالشيء يُذكر كنت أود من الكاتب لو أنه استرسل في مقاله وسلَّط الضوء أكثر فأكثر على السكن الخيري في رابغ الذي يسكن فيه أولئك النسوة الأرامل سائلاً الجهة المشرفة عليه : كيف وافقت على أن يكون تصميم السكن الخيري في رابغ بهذا الضيق الشديد في المساحة ، الذي لم يُرَاع ِ رحابة الدار التي تتناسب مع عدد أفراد الأسرة السعودية وزيادتها المستقبلية بحيث تعيش فيه بأريحية تامة ؟! : فلماذا يتم إسكان الفقراء والمحتاجين في مجمَّعات سكنية تعزلهم عن التجمعات السكانية الطبيعية وكأنهم منبوذون مَقْصِيون ؟! لماذا لا يتم دمج الفقراء في التجمعات السكانية الطبيعية ونشعرهم أنهم جزءٌ لا يتجزأ من المجتمع ونترك لهم حرية الاختيار يختارون قطع الأراضي التي يريدون ونعينهم على امتلاكها وجعلهم يعيشون في بحبوحة من العيش وبمنأىً عن سؤال الناس أعطوهم أو منعوهم . عبد العزيز عبد الله السيِّد - الأبواء