أعود مجددا إلى مشروع قرار مجلس النواب الأمريكي بفرض عقوبات على مشغلي الأقمار الصناعية التي تحمل قنوات تلفزيونية فضائية مصنفة كقنوات إرهابية تغذي الكراهية ضد أمريكا؟! هذا المشروع لم يكن هدفه في رأيي محاربة الإرهاب ولكن إسكات كل صوت يعارض السياسة الأمريكية في منطقتنا التي تدعم كل المشاريع التوسعية الإسرائيلية للأراضي العربية خاصة بعد نجاح قنوات فضائية عربية في إيصال الصوت العربي وتوضيح الوجه الآخر من صورة إسرائيل البشعة إلى عقر الساحة الإعلامية الأمريكية، وفشل المشاريع الأمريكية المماثلة في إيجاد نفس التأثير على الساحة الإعلامية العربية. *** وتبرز على الدوام قناة الجزيرة التي أنشئت عام 1995م كمثال بارز على الاختراق الإعلامي الذي نجحت القنوات الفضائية الخاصة في إحرازه ليس فقط على مستوى الإعلام العربي بل وعلى المستوى الدولي وهو نجاح حفز الولاياتالمتحدة على محاولة تقليد هذه التجربة الناجحة بإطلاق قناة أمريكية موجهة إلى المنطقة العربية باللغة العربية وهي قناة الحرة. *** وكان الهدف أن تنافس قناة «الحرة» الناطقة بالعربية والموجهة إلى منطقة الشرق الأوسط. القناتين الفضائيتين العربيتين ّالجزيرةّ و»العربية» والعمل على «بث برامج سياسية وتحليلات إخبارية، موجهة إلى الفلسطينيين والعرب، تُصحح المفاهيم الخاطئة وسوء الفهم الذي قد يقع فيه المستمع (العربي)، من وجهة نظر أمريكية»، كما يقول أهم الشخصيات التي سعت بقوة وراء ظهورها إلى الوجود، ورئيس لجنة الشرق الأوسط للإعلام الحكومي، نورمان باستز. إلا أن إنشاء هذه القناة أثار كثيرا من الشكوك حول غاياتها وأهدافها، وانتهى الأمر بفشلها في اجتذاب المشاهد العربي أو في تجميل الوجه الأمريكي في العالم العربي، أو تغيير قناعة الشعوب العربية بالانحياز الأمريكي الأعمى إلى جانب إسرائيل.