استفزت عبارة «راجعنا بكرة» مراجعي كتابة عدل ينبع ممن علا صوت شكواهم مطالبين بتيسير المعاملات الخاصة بهم وانجازها فى وقت سريع وكان محرر «المدينة» قد تقمص شخصية مراجع للاطلاع على صحة هذه الشكاوى وتواجد امام مبنى كتابة عدل ينبع في الساعة السابعة والربع ولكن ابواب المبنى كانت مغلقة ولم تفتح إلا في الساعة السابعة وخمس واربعين دقيقة على الرغم من ان الدوام الرسمي يبدأ في تمام الساعة السابعة والنصف أي ان الموظفين يجب ان يكونوا في مكاتبهم قبل ذلك الوقت وخدمة المراجعين وما أن فتحت الابواب حتى اندفع المراجعون إلى داخل المبنى لإنهاء إجراءات معاملاتهم ولكنهم صدموا عندما وجدوا مكاتب الموظفين خاوية على عروشها وانتظر محرر «المدينة» مع عدد من المراجعين في صالة الانتظار إلى الساعة الثامنة والربع حيث بدأ الموظفون بالتوافد تباعاً ولكنهم سرعان ما اختفوا من امام المراجعين بعد التوقيع على ورقة الحضور ، حيث ذهبوا لتناول إفطارهم وبعد نصف ساعة عادوا إلى مكاتبهم ولكنهم رفضوا استقبال أي معاملة او انهاء اجراءاتها بحجة أن كتاب العدل لم يصلوا بعد إلى مكاتبهم لتعود دقائق الانتظار من جديد والمراجعون يترقبون كل داخل من الباب على أمل ألا يطول انتظارهم . وفي الساعة التاسعة والربع بدأ توافد كتاب العدل فانفرجت اسارير المراجعين وتوافدوا على شباك الاستقبال لإنهاء اجراءات معاملاتهم وعمل وكالات ولكنهم صدموا عندما لم يجدوا سوى كاتب عدل واحد فقط يتم الإحالة اليه فيما البقية لم يصلوا إلى مكاتبهم بعد. كبر العمر من جانبه قال مرزوق المطيري خمسيني العمر انه لم يسعفه كبر سنه ليجد معاملة حسنة من موظفي كتابة عدل ينبع ولكنه كان كغيره من المراجعين ينتظر رحمتهم به لإنهاء إجراءات معاملته والتي لا تحتاج سوى إلى توقيع ،و يقول المطيري انني اتيت من المدينة لمراجعة معاملتي ولكن عندما اتيت إلى كاتب العدل ابلغني بأنه يحتاج إلى مراجعة المعاملة والتدقيق فيها وأبلغه بالمراجعة بعد العيد او انه سوف يتصل به عندما تنتهي . واستغرب المطيري من الروتين الممل المتبع في كتابة عدل ينبع حيث ان معاملته لا تتعدى ورقتين يستطيع قراءتها وتدقيقها وتفحصها في عشر دقائق فلماذا التعقيد وإطالة المواعيد بلا جدوى وشاركه الرأي يعقوب يوسف الهندي الذي قال ان كتابة عدل ينبع لم تعترف بكثير من الصكوك الصادرة من المحاكم وحتى بعض الصكوك المميزة في الوقت الذي ان القضاة الذين اصدروا هذه الصكوك حكموا في قضايا اخرى سواء سجن او قطع يد او حتى إعدام ونفذت هذه الأحكام ، فلماذا لا يتم تنفيذ هذه الصكوك والقبول بها . إشكالية واضحة ويضيف الهندي ان هناك اشكالية في تطبيق الاوامر والقرارات حيث ان لدي ارض وعليها صك شرعي ومذكورة فيه اطوال وعرض الأضلاع ولكن كتابة عدل اصرت على ذكر المساحة الكلية مع العلم ان هناك قرارا من وكيل وزارة العدل بانه ليس من الضروري ذكر المساحة الإجمالية للاراضي في الصكوك في حالة وجود اطوال وعرض اضلاع الارض ولكن لم يتقيدوا بهذا التعميم . و قال احمد الجهني انه راجع كتابة قبل ثلاثة اسابيع وحضر إلى مقر كتابة العدل الساعة السابعة والنصف ظناً منه انهم ملتزمون بالدوام الرسمي. ولكنه فوجئ بعدم حضورهم لمكاتب إلا بعد الساعة التاسعة مما جعله يتأخر عن عمله وعندما اراد مراجعتها مجدداً لعمل وكالة شرعية وضع في الحسبان انهم لن يحضروا إلى مكاتبهم قبل الساعة التاسعة او العاشرة . فما كان منه الا ان ذهب إلى عمله واستأذن لمدة ساعة واحدة على امل ان ينجز وكالته فحضر في تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً ولكنه فوجئ ايضاً بإغلاق نافذة احالات الوكالة منذ الساعة العاشرة والنصف صباحاً . الرفض أولا وأخيرا «المدينة» بدورها حاولت نقل معاناة هؤلاء المواطنين إلى رئيس كتابة عدل ينبع فواز المطيري ، ولكنه رفض حتى مقابلة محرر «المدينة» بحجة انه مشغول بحسب كلام موظفي مكتبه ، وتردد المحرر على مكتب المطيري ثلاث مرات على فترات متفاوتة املاً منه في إجابة شافية لما يلاقيه المواطنون من معاناة ،ولكن دون جدوى وقوبلت جميع المحاولات بالرفض. محرر «المدينة» لم يفقد الأمل في الحصول على إجابة وتفسير منطقي لما يحدث من موظفي كتابة عدل ينبع فتوجه إلى نائب رئيس كتابة عدل ينبع محمد الكاملي والذي رفض ايضاً الحديث متحججاً بضيق الوقت وانشغاله بإنجاز أعماله ورفض حتى تحديد موعد للحديث أو حتى التحدث عن طريق التليفون .