أكد الدكتور علي حبيب الاستشاري والاستاذ المشارك بكلية طب الاسنان بجامعة الملك عبدالعزيز ان الامراض العصبية تؤثر كثيرا على الفم والاسنان وخاصة مرضى فقدان الشهية والنهم العصبي اللذان يصيبان العديد من الناس. وأوضح أن طبيب الأسنان هو أول من يكتشف الكثير من الأمراض النفسية عند المرضى بسبب تداعياتها الفموية. وقال الدكتور حبيب أن فقدان الشهية العصبي يحدث عندما يكون المريض فاقدا للشهية تماما أي يكون في حالة صوم شبه دائمة طوال اليوم ويكون ذلك بسبب رد فعل نفسي وهو الخوف من السمنة بسبب الأكل. وعن الأعراض الجسدية التي تصيب فاقد الشهية قال: هي الفشل في الوصول إلى الوزن المثالي أو الطبيعي للجسم، كما ان وزن الجسم غالبا ما يكون أقل من الوزن الطبيعي بحوالى 15% - الخوف من السمنة وعدم الاقتناع بشكل أو حجم الجسم من قبل المريض.. وشحوب في لون جلد الجسم مع وجود تبقع في مختلف مناطقه. وأضاف: من الطبيعي أن نجد المريض بفقدان الشهية مصابا بالعديد من الأمراض الجسمية والتي تكون نتيجة لقلة الغذاء الضروري لصحة الجسم ونذكر من هذه الأمراض: - انقطاع العادة الشهرية للنساء. - تباطؤ في نبضات القلب. - انخفاض دائم في درجة حرارة الجسم. - انخفاض في معدل البوتاسيوم والكالسيوم في الجسم وبالتالي احتمالية التعرض لهشاشة العظام كبيرة. - انخفاض دائم في ضغط الدم. مشاكل طبية ويقول الدكتور علي: هناك العديد من المشاكل الطبية المصاحبة لهذا المرض ويلجأ المريض المصاب بفقدان الشهية العصبي إلى التمارين الرياضية الشاقة لاعتقاده بان شكل جسمه لا يزال سمينا. كما وتجدر الإشارة بأن النساء أكثر عرضة لهذا المرض ورأت بعض الدراسات بأن الفئة العمرية لهذا المرض غالبا ما تكون من سن 11 إلى 4 1 سنة، و قد تقل الأعراض في فترة معينة بعد ذلك وفي غالب الأحيان يرجع المريض إلى نفس العادات في فترة البلوغ . أما الأسباب المؤدية إلى ذلك فهي تصب في مجرى الأمراض النفسية والتي تكون في الغالب بسبب: - الإحباط النفسي والاكتئاب. - الشعور بالذنب بسبب الأكل. - فقدان الثقة بالنفس. - قد يكون مصاحبا لمشاكل عائلية كفقدان أحد من أفراد الأسرة مثلا. - الوحدة والشعور بالإهمال من قبل الزملاء اعتقادا بأن شكل الجسم السمين هو السبب. النهم العصبي ويتحدث الدكتور حبيب عن النهم أو الشره العصبي قائلا أن هذا النوع يختلف عن السابق من حيث أن المريض يلتهم الطعام الغني بالسعرات الحرارية العالية ومن ثم يتخلص من ذلك كله بواسطة التقيؤ المتعمد وقد يلجأ البعض إلى استخدام الملينات والمسهلات وكذلك التمارين الشاقة جدا للتخلص من الطعام. وهذا النوع من المرض يعتبر أكثر شيوعا من سابقه كما وأن السيدات يصبن به على الأكثر. وهو كمثل مرض فقدان الشهية العصبي من حيث كونه مرضاً نفسياً يخاف فيه المريض أن يصبح سمينا لذا يلجأ إلى تلك الطريقة بالتقيؤ للتخلص من الأكل إضافة إلى اللجوء للتمارين الرياضية الشاقة للحصول على جسم نحيف. و يختلف عن مرض فقدان الشهية في أن المريض قد يكون في معدل الوزن الطبيعي و قد يكون في بعض الأحيان أعلى من معدل الوزن الطبيعي للجسم. ومن الأعراض الجسدية المصاحبة نذكر منها: - وجود هالات سوداء حول العين. - شحوب في البشرة مع وجود ندوب و تصلب في مفاصل الجسم. - احمرار في العين. - الشكوى من الصداع المتكرر. - عدم استقرار في وزن الجسم في الأسبوع الواحد و قد يكون هنالك فقدان أو اكتساب في الوزن بمعدل 5-10 باوند في الأسبوع الواحد. أما الأمراض الجسمية التي قد يتعرض لها المريض المصاب بالنهم نذكر منها الإصابة بالجفاف واختلال في معدل البوتاسيوم في الجسم وتوسع ونزيف في المعدة وكذلك اضطراب في ضربات القلب إضافة إلى الشعور بالإمساك. وكما في حالة فقدان الشهية العصبي فقد تنتهي هذه الحالة بالموت. أعراض فموية مصاحبة وعن أعراض المشاكل الفموية المصاحبة لهذين المرضين يوضح الدكتور علي حبيب انها متشابهة في الحالتين. ولذا من المهم جدا التشخيص الدقيق في البداية والتدقيق في الفحص والسؤال عن صحة المريض العامة وملاحظة أي أعراض جسدية قد تفيد في معرفة إذا كان المريض مصابا بالمرض أم لا. وكما سبق وذكرنا فإن المريض غالبا ما يبدو عليه شحوب في الجلد ويكون جافا ومتقشراً وقد يكون مائلا للون الأصفر أو في بعض الأحيان إلى البرتقالي. فيجب ملاحظة ذلك كله والسؤال عن الأسباب والاستشارة الطبية في حالة ملاحظة أي أعراض. وأضاف: أما عند فحص الأسنان فتكون الأعراض واضحة جدا لذا قد يكون طبيب الأسنان هو المكتشف الأول لوجود هذا المرض، فغالبا ما يكون هنالك تآكل شديد في طبقة المينا الخارجية للأسنان وتكون واضحة بالخصوص في الأسنان الأمامية العلوية ويكون في الغالب في الأشخاص المصابين بالنهم العصبي لأنهم يلجأون إلى التقيؤ بشكل كبير وهذا يعرض الأسنان إلى الأحماض المعوية بصورة كبيرة ومع الوقت تصاب الأسطح الخلفية للأسنان الأمامية بالتآكل ولكن السطح يكون ناعما وأما التآكل في السطح الأمامي للسن يكون بسبب التعرض لمدة أطول. ومن الملاحظ أيضا أن حشوات الأسنان الموجودة لدى الأشخاص تكون مرتفعة عن سطح الأسنان بسبب التآكل الذي حدث من قبل والنتيجة تكون وجود حساسية في الأسنان عند شرب السوائل الحارة أو الباردة. تزداد نسبة التسوس لدى الأشخاص المصابين بالنهم العصبي وذلك بسبب تناول الأطعمة الغنية بالنشويات والسكريات بصورة كبيرة إضافة إلى قلة نسبة اللعاب في الفم وهذا يساعد على ازدياد نسبة التسوس في الأسنان. وتجدر الإشارة إلى أن نسبة اللعاب في الفم القليلة قد تكون بسبب تناول الملينات لدى البعض أو بسبب أخذ الأدوية المضادة للاكتئاب و التي تكون موصوفة من قبل الأخصائي النفسي لعلاج الحالة النفسية للمريض. أما الأعراض التي تكون موجودة في الحالتين هي انتفاخ في الغدة اللعابية وقد يكون هنالك خلل في وظيفتها إضافة إلى التهابات في داخل الفم أو على الشفتين بسبب الجفاف الحاصل في الجسم إضافة إلى التهاب في الغدد اللمفاوية. علاج طبي ونفسي قبل البدء في أي علاج من قبل طبيب الأسنان يجب في البداية تحويل المريض إلى الطبيب و أخذ الاستشارة الطبية والنفسية للتعرف على الحالة من جميع النواحي وبالتالي تسهل عملية التعامل مع المريض أثناء العلاج. - الخطوة الأولى في العلاج هي النصح والإرشاد عن طريقة العناية بالفم والأسنان، كما سبق وذكرنا بوجود تآكل أو تقلص في طبقة الأسنان الخارجية لذا ينصح المريض بعدم استخدام فرشاة أسنان خشنة، وينصح باستخدام معجون أسنان أو مضمضة تحتوي على مادة الفلورايد إضافة إلى وضع مادة الفلورايد المستخدمة في عيادة الأسنان عند المتابعة. كما وينصح المريض بعدم تفريش الأسنان فوريا بعد التقيؤ وذلك لاحتواء الفم حينها على نسبة أحماض عالية. - ينصح باستخدام بدائل اللعاب للأشخاص المصابين بجفاف في الفم و كذلك استخدام مادة بيكوربنات الصوديوم القلوية لمعادلة الوسط الحمضي للفم. - أما في حالة وجود تسوس في الأسنان أو علاج الأسنان الأمامية المتآكلة فالحل الأفضل هو اللجوء إلى التركيبات الثابتة كالتيجان وذلك لمقاومتها للتآكل. - المداومة الدورية لزيارة طبيب الأسنان للمتابعة. وتجدر الإشارة بأن علاج الأسنان الكامل بالتركيبات لا يتم إلا بعد استقرار حالة المريض واستجابته لعلاج المرض .