أم لمراهق في المرحلة المتوسطة تشكو من تغير تصرفاته تجاه والديه رغم أنه كان من المتفوقين في الدراسة، حيث صارحهما برغبته في ترك الدراسة والبحث عن وظيفة بغرض الاستقلال المادي عن أسرته، بماذا تنصحونها؟ محمد سعيد - المدينة على ضوء ما ورد من معلومات ننصح الأم والأب باقتراح برنامج طويل الأمد متدرج يبدأ من اليوم لإيجاد جو من الألفة والمحبة مع الابن من خلال قراءة حاجاته، خصائصه ورغباته المتنوعة والمختلفة؛ فغالباً ما يكون التهديد بترك المدرسة ناتجا عن عَرَض لسبب رئيسي يمكن بإذن الله قراءته من سلوك الابن وتصرفاته ومن خلال الإصغاء له مما يستلزم إيجاد المحبة والألفة التي يبدو أنها مفقودة حالياً. فكثير من الشباب يرغبون في ترك الدراسة والبحث عن العمل ، إما بسبب أساليب قاصرة في تطبيق قوانين نتفق أنها هامة في حياة الشباب ولكنها تحتاج إلى إعادة النظرة في طريقة التطبيق، وتارة قد يكون الدافع هو الحاجة والبحث عن بعض الكماليات. ليظهر ذلك الشاب من خلال تلك الأمور تميزه أو مساواته بقرنائه ممن يملكون ذلك. كما أن كثيراً من الآباء والأمهات لا يدرك أن الطفولة البريئة الموجودة في طلاب المرحلة الابتدائية تقل كثيراً عندما يبدأ الطفل في الدخول إلى عالم المراهقين، فيتحول إلى كائن غريب وكأنه من كوكب أخر والحقيقة أنهم لا يدركون الكثير من صفات وخصائص هذه المرحلة التي يعيشها ابنهم وأنه يقول لهم بطريقة أو بأخرى أنا هنا، أنا موجود، أنا حر، أريد أن أحقق ذاتي، كفاكم سيطرة، لم أعد صغيراً . لذلك كله أقول لا بد من استيعاب الأبناء وإدراك خصائص المرحلة العمرية التي يعيشونها مع وجود جو من الألفة والمحبة، فكل ذلك له أثر كبير جدا على مسيرتهم وحياتهم ويحل كثيراً من مشاكلنا.