كشفت حكومة جنوب السودان عن معلومات تفيد بأن الحكومة الأمريكية قامت بتكوين فريق عمل داخل البيت الأبيض لتولّي مهام دعم قدرات الجنوب لتهيئته لبناء دولة مستقلة في حال اختيار الجنوبيين الانفصال عن الشمال. وقال وزير شؤون الرئاسة لحكومة الجنوب لوكا بيونق ان امريكا ملزمة بتطوير الجنوب وان اهم المحاور في السياسية الأمريكية هي الالتزام باتفاقية السلام ودعم الجنوب في حالة الوحدة او الانفصال، مشيرًا الى وجود لجنة مصغرة داخل الادارة الأمريكية معنية ببناء قدرات الجنوب لمواجهة احتمال الوحدة او الانفصال. فيما اعتبر لام اكول، المرشح للانتخابات الرئاسية في جنوب السودان ضد سالفا كير، ان الدعوات الى انفصال جنوب السودان هي «انتحار» سيضع هذه المنطقة الشاسعة والتي تشهد تناميًا متجددًا للعنف القبلي امام خطر «الصوملة». وقال اكول مساء الاحد لمجموعة من الصحافيين في الخرطوم انه «بالنظر الى الضعف الراهن لحكومة الجنوب فان اي دعوة للانفصال ستكون بمثابة انتحار». وانشق اكول عن الحركة الشعبية لتحرير السودان (متمردون جنوبيون سابقون) في 2009، واسس حركة خاصة به تحت اسم «الحركة الشعبية لتحرير السودان- التغيير الديموقراطي». واضاف اكول «في الوقت الراهن، وفي ظل وجود الاعمال العدائية في الجنوب، والنزاعات بين القبائل، والنزاعات حتى ضمن القبيلة الواحدة، فان اي دعوة للانفصال ستكون دعوة لصوملة جنوب السودان»، وقتل حوالى 2500 شخص ونزح اكثر من 350 الفًا في 2009 جراء نزاعات قبلية في جنوب السودان، المنطقة الشاسعة والمتخلفة التي تزخر بالثروات الطبيعية وبينها احتياطات نفطية ضخمة. وسيقود اكول ائتلافًا يضم عددًا من الاحزاب الجنوبية الصغيرة، في وجه سالفا كير، مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان الى الانتخابات الرئاسية الجنوبية. وكان كير اعلن تأييده استقلال جنوب السودان الذي يتمتع حاليًّا بحكم شبه ذاتي. والعلاقات بين حزب اكول وحزب كير متوترة للغاية، حيث منعت الحركة الشعبية لتحرير السودان اكول من ممارسة اي نشاط سياسي في الجنوب متهمة اياه بقيادة حزب لا يعدو كونه فصيلاً مسلحًا مدعومًا من الخرطوم هدفه الوحيد زعزعة الاستقرار في الجنوب، غير ان المحكمة الدستورية، وهي اعلى هيئة قضائية في السودان، سمحت لاكول ولحزبه الاحد بممارسة الانشطة السياسية في الجنوب.