صحيح أن كرة القدم لقبوها ب “المجنونة”؛ لأنها لا تؤمن بلغة المنطق، ولأن الغدر يعد من أبرز صفاتها. لكن المنطق يفرض نفسه أحيانًا على الساحرة المستديرة ويجعلها ترضخ له، وهذا ما يحدث حاليًّا. فالهلال توِّج منذ اللحظة بطلاً لدوري زين السعودي شاء من شاء وأبى من أبى. 8 نقاط فارق شاسع بين المتصدر والوصيف، وعندما نتحدث عن الوصيف فنحن نتحدث عن ذلك الفريق الذي أتيحت له الفرصة ليقلص الفارق، ويعود إلى أجواء المنافسة، ويعطي للدوري رونقًا خاصًا، لكنه تعامل مع هذه الفرصة عندما وقع في فخ التعادل على أرضه وبين جماهيره أمام الفتح، وأتبعه بتعادل آخر أمام الفريق الذي أصبح في حكم الهابط إلى دوري الدرجة الأولى وهو الرائد؛ ليطوي بذلك الشباب صفحة من الإثارة والمتعة لم نكد نعيشها حتى نراها قد انتهت في لمح البصر. نعم.. قدم الزعيم موسمًا خياليًّا بعروضه الساحرة وأدائه الممتع الذي سحر أنظار الجماهير حتى أصبح الزعيم محط الأنظار لكل مَن يبحث عن فنون كرة القدم ومتعتها. لكن أولئك النجوم الذين صنعوا المتعة هم نفسهم الذين شوهوا جمال الدوري، وأنهوه قبل أوانه. من الآن فصاعدًا لن نحفل بمباريات الدوري، ولن نجد فيها تلك المتعة؛ لأنها أصبحت منتهية تمامًا؛ لأن البطولة ذهبت للزعيم، أمّا الوصافة فهي للشباب، ويبدو أن الاتحاد اكتفى بالمركز الثالث في حين ما زال الصراع على المركز الرابع هو الصراع الأقوى بين النصر والوحدة والأهلي. عودة قوية شاهدناها للعميد في لقاء الفرسان أثبتت للجميع بأن الروح الاتحادية ما زالت موجودة رغم العبث من قبل المتغطرس الأرجنتيني الذي تأخرت إقالته كثيرًا لكنها جاءت ليسدل الستار على مسرحية مأساوية كانت ضحيتها جماهير العميد التي اعتادت أن تشاهد فريقها في منصات التتويج. ما زال العالمي يواصل انتصاراته ويحصد ضحاياه بعد أن كسر العقدة أمام منافسه التقليدي فتوالت الانتصارات وتصاعدت المستويات ولكن هل سيواصل النصر سلسلة انتصاراته أم أنها نشوة محارب سرعان ما تنطفئ وتتبخر؟! خطوات إعدادية تصحيحية قامت بها الإدارة الأهلاوية من أجل إعداد الفريق للاستحقاقات القادمة وخاصة البطولة الآسيوية ولكن يجب أن تعي الجماهير الأهلاوية أن «فارياس» هو مدرب جيد لكنه لا يملك عصا سحرية فهو لا يعرف إمكانيات اللاعبين وقدراتهم والأهم من ذلك أنه لا يعرف أن الأهلي فريق لا يعرف لغة الدفاع أو المحافظة على النتيجة. أتمنى أن يكون العواجي قد استمتع بلعبة البالوت التي كان يمارسها وهو يوزع البطاقات يمينًا ويسارًا، وإذا كان العواجي يعتبر حكمًا فالمؤكد أنه حكم في لعبة أخرى بعيدًا عن كرة القدم. [email protected]