شدد صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية على أهمية ان تكون منطقة الخليج خالية من اسلحة الدمار الشامل موضحا أن السبب الرئيسي لمشكلة انتشار السلاح النووي في المنطقة كان «التغاضي عن انتاج إسرائيل للسلاح النووي». وقال سموه خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني جيدو فسترفيلي في الرياض أمس أنه بحث معه قطاعا واسعا من الموضوعات، الخاصة بعلاقات التعاون الثنائي، وتبادل وجهات النظر حيال القضايا الاقليمية والدولية الهامة. وأضاف سموه :«استطيع ان أصف المباحثات بالبناءة والايجابية، خاصة في ظل الرغبة المشتركة في توسيع علاقاتنا الثنائية وبدون شك فان ما سمعناه من معالي الوزير عن اعتزام المانيا النظر في امكانية تسهيل اجراءات التأشير للمواطنين، من شأنه توثيق وتعزيز أطر التعاون المشترك في هذه المجالات». وقال الأمير سعود الفيصل : إن عملية السلام كانت على رأس القضايا المثارة مع نظيره الألماني خاصة في ظل الجمود الذي تشهده الآن، وأشار سموه إلى موقف ألمانيا والاتحاد الاوروبي بالتأكيد على عدم مشروعية سياسة الاستيطان الاسرائيلية، وما تشكله من عقبة رئيسية امام استئناف عملية السلام، متطلعا إلى ان يستتبع ذلك خطوات عملية ووصف سموه الموقف الاوروبي المؤكد للحق الفلسطيني في مدينة القدس الشريف، بالخطوة المهمة في سياق التعامل مع الحقوق الفلسطينية المشروعة. وأضاف سمو وزير الخارجية أنه البحث شمل أيضل أزمة الملف النووي الايراني، في اطار جهود مجموعة (5+1) التي تشارك المانيا بعضويتها، مرحبا بجهود المجموعة الرامية الى حل الازمة بالحوار وعبر الطرق السلمية، ومتطلعا إلى استجابة ايران لها. وأكد سموه أن المملكة ترى بأهمية تكثيف الجهود الرامية الى خلو منطقة الشرق الاوسط والخليج من اسلحة الدمار الشامل وخاصة النووية، بما في ذلك البرنامج النووي الاسرائيلي، الامر الذي من شأنه توفير الامن والسلام لجميع دول المنطقة، ولا يجعل هنالك مبرراً لانتشار الاسلحة النووية فيها. وقال سموه ان المباحثات شملت أيضا الوضع في افغانستان حيث كانت وجهات النظر متطابقة حيال أهمية تواكب الجهود العسكرية، مع جهود مدنية موازية تهدف الى بناء الدولة ومؤسساتنا وبنيتها التحتية، وتعالج الاوضاع الانسانية للشعب الافغاني، مما يدعم جهود مكافحة الارهاب من جانب، ومن جانب آخر يدعم جهود استقرار افغانستان السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وأضاف: «كما تناول البحث الوضع في اليمن الشقيق، ونحن ندعم امن اليمن واستقراره ونماءه، والحفاظ على وحدته الوطنية، وسلامة أراضيه، والنأي به عن اي تدخل يمس سيادته واستقلاله». ردا على سؤال من الصحفيين حول ما اذا ترى المملكة فرض عقوبات جديدة على إيران قال سموه ، ان استجابة ايران وإنهاءها للشكوك الموجودة عن استمرارها في محاولاتها صنع الاسلحة النووية سيكون خطوة ايجابية في طريق الاستقرار للمنطقة ، مضيفا “نحن سعداء ايضا بان المفاوضات الحالية في مجموعة 5+1 تذهب الى طريق الحل السلمي”. . وأضاف الأمير سعود الفيصل “نحن نؤمن في نفس الوقت ان مشكلة انتشار السلاح النووي في المنطقة كان بسبب التغاضي عن انتاج إسرائيل للسلاح النووي ، وطالما بقي هذا الخيار موجودا ستستمر مخاطر انتشار الاسلحة النووية في منطقة الشرق الاوسط ، وسياستنا هي ان نسير في طريق منع وجود هذا السلاح في منطقة الشرق الاوسط والخليج”. وحول اعادة اعمار افغانستان قال سموه “نحن نساهم في عمليات الاعمار قبل مؤتمر لندن بسنين طويلة ، حيث ان المملكة من اكبر الدول التي تساهم في اعادة اعمار افغانستان”، وأضاف “لدينا الصندوق السعودي للاستثمار وهو يعمل منذ سنوات هناك لتطوير البنية التحتية ولتنمية البلاد والنظر في القضايا الانسانية والمملكة من أكبر المساهمين في افغانستان”.