أفرد العدد الجديد من مجلة الجوبة الثقافية ( 24 ) ملفًّا خاصًّا بمناسبة افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست»، حيث أشار المشرف العام على الجوبة إبراهيم الحميد في افتتاحية العدد إلى أن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) بدأت كبيرة، وأن تخصيص ملف متواضع عن الجامعة ينبع من أهمية اللحظة التاريخية التي نعيشها في بلادنا، بعد افتتاح هذه الجامعة، ولذلك حرصت الجوبة على توثيقها، وتعريف قرائها ببعض تفاصيلها التي لا تغيب عن الكثير ، ولكنه تكريس لأهمية هذه الحدث ، واستنهاض لهمم الطلاب والعلماء والباحثين للحاق بركب هذه الجامعة. ويتناول ملف جامعة الملك عبدالله عددًا من المحاور التي تبين أهميتها والتعريف بها، والإنجاز الذي تحقق بإنشائها، ويشارك فيه عدد من أساتذة الجامعات منهم: الدكتور أحمد بن عبدالله السالم عميد كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والدكتور جميل بن موسى الحميد عميد شئون المكتبات بجامعة الجوف، والدكتور نايف بن صالح المعيقل عميد البحث العلمي بجامعة الجوف، والدكتور طارش بن مسلم الشمري وكيل جامعة الجوف، والدكتور خليل بن إبراهيم المعيقل عضو مجلس الشورى والأستاذ بجامعة الملك سعود. وبجانب هذا الملف حفل العدد بمواد إبداعية متنوعة ومقالات ودراسات وقراءات لبعض الكتب. فطي العدد ثلاث دراسات جاءت الأولى لرواية غالية آل سعيد «سنين مبعثرة» والتي أجرتها الكاتبة السعودية هدى المعجل، وتطرقت من خلالها إلى أهمية الزمان والمكان وأثرهما في الرواية، لا سيما وأن المكان كان الأكثر ثراء بالنسبة لها.. لأنها عاشت فيه فاستحضرته ،أو ربما توطن ذاكرتها وحسها.. وكانت الدراسة الثانية عن الفروق والسمات بين «السيرة الشعبية« و«القصص الشعبية» للكاتب المصري يسري عبدالغني ويتطرق فيها إلى الفرق الواضح بين ما عرف باسم «السير الشعبية» وما عرف باسم «القصص الشعبي» ، ولعل أوضح مثال على النوع الأول هو ( سيرة بني هلال). أما الدراسة الثالثة فكانت عبارة عن أضواء على تجربة الشاعر إلياس أبو شبكة التي قدمها الكاتب والناقد رامي نزيه أبو شهاب، حيث تميز أبو شبكة بطبيعة شعرية اتسمت بالخصوصية والتفرد نتيجة عوامل وثنائيات عديدة أحاطت بالشاعر نفسه. وتدخل الجوبة في مواجهات أربعة كانت الأولى مع الكاتب الروائي الكبير إدوار الخراط الذي يحتل مكانة بارزة على خارطة الثقافة المصرية خاصة، والعربية عامة. وقد حظيت أعماله القصصية والروائية باهتمام نقدي كبير ،وترجمت إلى العديد من اللغات. ويرى أن العلاقة بين الشرق والغرب من الناحية الثقافية علاقة جيدة ، فهناك نوع جيد من التبادل والتقييم والتعارف، يزداد وثاقة واتساعا يوما بعد يوم، وعاما بعد عام . وجاءت المواجهة الثانية مع الكاتب الساخر أحمد حسن الزعبي الذي عرف بلماحيته، وسخريته التي ينتظرها الكثير من قرائه، سواء في أوعية النشر الورقية أو الرقمية..وقد اشتهر بشخصيته الكاريكاتورية «أبو يحيى» التي يستخدمها في كتاباته. ويقول الزعبي بأن الأدب الساخر هو خبز الناس، ولا أحد يستطيع الاستغناء عنه.. وإن العامة أكثر احتفالاً به، والكتابة الساخرة هي شقيقة الرسم الكاريكاتيري.. أما المواجهة الثالثة فكانت مع أول مدير للتعليم بمنطقة الجوف إبراهيم خليف السطام الذي يرى أن عوامل التفوق الدراسي مرتبطة بحسن العلا قة بين البيت والمدرسة والمجتمع ، وإن مشروع السعودة لم يحقق ما هو متوقع منه وتكتنفه بعض الصعوبات ، ومع تقديره لعطاء معلمي هذه الأيام فإنه يرى في معلمي البدايات الأولى لمراحل التعليم تميزاً ملحوظا رغم أنهم لا يحملون شهادات عالية. والمواجهة الرابعة كانت مع الشاعر العراقي عدنان الصايغ الفائز بجائزة اتحاد الكتاب السويديين، والذي يقول بأن الشعر هو رئتنا التي نتنفس بها ، والنافذة المفتوحة لنا على العالم، وإن الشاعر قادر على تأسيس مشروعه الجمالي والإنساني والثقافي أينما كان ويكون .. وأن الشعر بكل الأزمنة ولا يتوقف عند زمن معين. إضافة إلى بقية الأبواب والوافذ المشرعة إبداعًا في صفحات الجوبة.