عبّرت الناقدة الأدبية الدكتورة سهيلة زين العابدين حمّاد عن خالص أمنياتها بأن تجد التوصيات التي خرج بها مؤتمر السعوديين الثالث طريق التنفيذ وتصبح واقعا ملموسا، وأشارت إلى أن أهم ميزة للمؤتمر، الذي اختتم أعماله مؤخراً، كان حضور الأدباء والأديبات من مختلف مناطق المملكة مما أتاح فرصة التعارف والتلاقي.. وأبدت عتابها على اقتصار التكريم على الرجال من الأدباء، وكذلك إدارة الجلسات ومديرو الجلسات كلهم كانوا رجالا، وقالت إن فصْل الرجال عن النساء في المؤتمر كان بطريقة أشعرتنا نحن النساء أننا أصبحن همًا ثقيلاً على إدارة المؤتمر.. * بداية.. كيف تقرأين مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث وما خرج به من توصيات؟ - هو بلا شك ملتقى ثقافي جيد، وإن كنت أتمنى أن تكون محاوره، أو أحدها على الأقل، على صلة بما صدر عنه من توصيات، حتى تكون التوصيات ملبية لاحتياجات الأدباء والأديبات، بمعنى أن يكون أحد محاور المؤتمر “هموم الأدباء” وما يواجههم من معوقات، وأما عن توصياته، فأتمنى أن تصبح واقعاً ملموساً، وليس مجرد حبر على ورق، فيتحقق تفريغ الأدباء والأديبات للإبداع، وتُنشأ رابطة الأدباء، وكذلك صندوقهم، وإن كانت هذه التوصيات لا تلبي كل احتياجاتنا، فنحن بحاجة أيضاً إلى الدعميْن المادي والمعنوي لمواقع الأدباء والأديبات، وتبنّي نشر إنتاجهم الأدبي وتسويقه، فدُور النشر تعطي الأولية للجانب الربحي، فلا تنشر إلا الكتب التجارية، وليست الكتب الرصينة المتخصصة، كما كنتُ آمل أن يكون من توصياته إعادة هيكلة الأندية الأدبية وجعل الأديبة السعودية عنصراً فاعلاً في هذه الأندية في رئاستها في مجالس إداراتها وليس مجرد عضوات في لجان نسائية يسيّرها ويديرها رئيس النادي وهي مجرد أداة تنفيذية لقراراته وتوجيهاته. * في رأيك بما تميّزت هذه الدورة من المؤتمر؟ وما هي أوجه إخفاقه؟ - مما لا شك فيه أن القائمين على المؤتمر بوزارة الثقافة والإعلام قد بذلوا جهوداً كبيرة في تنظيمه والعمل على إنجاحه والحرص على حضور الأدباء والأديبات من مختلف مناطق المملكة، هو أهم ميزة لهذا المؤتمر، إذ أتاح لنا فرصة التعارف والتلاقي، وإن كان الحضور اقتصر على بعض أعضاء وعضوات الأندية طبقاً لاختيار رؤسائها، مما حرمنا من حضور بعض الأدباء والأديبات، إضافة إلى معرض الأندية الأدبية للكتاب، وإن كان هذا المعرض أثبت لنا بدليل عملي أن نصيب الأديبة من منشوراته جد قليل. أما من حيث الإخفاقات فألخصها في التالي : + اقتصار التكريم على الرجال من الأدباء ولم تُكرَّم ولا أديبة في هذا المؤتمر، مع أنه يوجد لدينا أديبات وشاعرات جديرات بالتكريم في مقدمتهن الدكتورة خيرية السّقاف والشاعرة سلطانة السديري وغيرهما كثيرات. + إدارة الجلسات ومديرو الجلسات كلهم رجال، ووضع بعض النساء للمشاركة في إدارة بعض الجلسات التي بها مشاركات نسائية دون أن يكون لهن الصلاحيات التي يمارسها مدير الجلسة (الرجل)، فهي مجرد منسقة لما يدور في القسم النسائي، فصاحب الكلمة والقرار في الجلسة مديرها (الرجل). + فصْل الرجال عن النساء بطريقة أشعرتنا نحن النساء أنَّنا هم ثقيل على إدارة المؤتمر، فوضعن في قاعة المحاضرات في قسم كراسيه متلاصقة، فتصعب الحركة من خلالها مع وجود فاصل مظلل بين النساء والرجال يحول دون رؤية النساء لشاشة العرض، أما قاعة الندوات فهي في الدور الثاني وتصعد الدرج لتصل إليها وهي قاعة مخيفة منعزلة ولا توجد بها أية خدمات لا ماء للشرب ولا دورات مياه ولا جهاز كمبيوتر لتقديم عروض الأوراق، ولم أجد على المنصة عند إلقاء ورقتي زجاجة ماء أمامي، كما تعودنا في كل المؤتمرات والندوات والمحاضرات، وعملت حسابي وأحضرت معي من بيتي زجاجة ماء، وأعددتُ عرضاً لورقتي، وأرسلت نسخة منها للجنة التنظيمية للمؤتمر قبل المؤتمر بيومين، وقلت لمنظم القاعة يوم الافتتاح لدي عرض، وقلت أيضاً لإحدى الأخوات المنظمات للقاعة النسائية، وقالت لي: ستجدين كل شيء معداً، وفوجئتُ عند تقديم ورقتي عدم وجود أية استعدادات للعرض، مع أني حضرتُ مبكراً قبل موعد بدء الجلسة بأكثر من نصف ساعة، وسألت عن المنسق للجلسة فقالوا لم يحضر بعد، ووجدتُ الأستاذة أميمة خميس إحدى منظمات الجلسات في القسم النسائي وأرسلت معي الفني للقاعة ولكن لم يتمكن من إعداد الكمبيوتر للعرض لأنه أحضر الكمبيوتر بعد بدء الجلسة، وقد بدأت الجلسة بي، مع أني طبقاً لجدول المؤتمر أنا المتحدثة الثالثة، كما أن مديرة الجلسة الدكتورة سعاد المانع لم تُزوَّد بسيرتي الذاتية، ولو لم تكن معي نسخة منها لما تمكَّنت من تقديمي، وهذا الفصل هو الذي أحدث هذا الخلل والقصور، مع أن الأدباء يلتقون بالأديبات ويتحدثون إليهن وجهاً لوجه في صالة المركز، فما قيمة الفصل إذن إن كانوا خارج القاعة يتحدثون إلى بعضهم البعض دون حواجز وفواصل، فنحن ممكن أن نجلس في جانب القاعة، والرجال يجلسون على جانب آخر، كما حدث في المؤتمر الإقليمي الثالث لحماية الطفل المنعقد في الرياض تحت رعاية خادم الحرميْن الشريفيْن في الفترة من 1 4 مارس 2009م، وكانت المتحدثات يجلسن على نفس المنصة التي يجلس فيها الرجال، وهذا لا يتعارض مع الدين، فالنساء كن يصلين في العهد النبوي في المسجد النبوي خلف صفوف الرجال ولا حواجز تفصلهن عنهم. + لم يتسم بعض مديري الجلسات بالحيادية والموضوعية والإنصاف، فيعطون وقتاً أكثر من المقرر لمن لهم صلة بهم، أو لمن يتفق مضمون ورقاتهم مع ميولهم الفكرية، ويضيِّقون في الوقت على من أوراقهم تخالف ميولهم الفكرية، كما أن البعض منهم لم يلتزم بترتيب المتحدثين طبقاً للجدول مثل ما حدث معي، وكان على اللجنة التنظيمية للمؤتمر أن توجه مديري الجلسات، وهي تعرف اتجاهاتهم الفكرية، كما تعرف مضامين الأوراق المطروحة، أن لا ينحازوا لأشخاص ولا لأفكار في إدارتهم للجلسات، لأن هذا الملتقى لتبادل الآراء والأفكار، وليس حلبة صراع لأفكار وتوجهات وتصفية حساب. * مشاركتك تمثلت في ورقة قدمتها.. فما هي أبرز ملامحها؟ - أن يعبِّر أدبنا عن هويتنا الإسلامية فلا نفصل عقيدتنا وديننا عن أدبنا، ولا نأخذ بمقولة الدكتور طه حسين أن الأديب يمكن أن يكون مؤمناً في ضميره، كافراً بعقله، فلكل أمة أدب يعبّر عن دينها ومعتقداتها وآمالها وطموحاتها، فالأدب الإغريقي يعبّر عن عقيدة الإغريق في تعدد الآلهة والصراع في ما بينها، وكذلك الأدب اليهودي، فهو يعبّر عن دينهم وعقيدتهم في أرض المعاد، وشعب الله المختار، والهيكل السليماني، ونجمة داوود، ودولة إسرائيل الكبرى، وتجد كتابات المسيحيين مطبوعة بالطابع المسيحي، فقد اعترض شاتو بريان في كتابه “العبقرية المسيحية” على طبع الأدب المسيحي بالطابع الوثني الأغريقي، وطالب الأدباء أن يطبعوا أدبهم بالطابع المسيحي، وأدباء أمريكا اللاتينية طبعوا أدبهم بالواقعية السحرية المبنية على معتقداتهم، ونحن كمسلمين ينبغي أن يطبع أدبنا بالطابع الإسلامي، فلا نكتب ما يخالف نظرته للخالق جل شأنه والإنسان والكون والحياة، ولكن أدب الأستاذة رجاء عالم لا يعبر عن هُويتنا الإسلامية، وإنًَّما يعبر عن معتقدات الإغريق فجعلت للماء إلهاً، وللموسيقى إلها في رواية “ستر”، كما يعبّر عن عقيدة الحلول والتناسخ ووحدة الوجود التي يؤمن بها الهندوس والمزدكيين والفرق الباطنية، وتأثر بها ابن طفيل وابن الفارض والسهروردي وابن عربي، كما يمثل الواقعية السحرية التي تعبّر عن عقيدة شعوب أمريكا اللاتينية، والواقعية السحرية تسقط الموت، وتقر السحر والشعوذة، فأدبها خليط من هذه المعتقدات، مما أفقده الهوية الإسلامية. * لماذا اقتصرت ورقتك على توظيف الأسطورة في السرد (قصة/ رواية) ولم تنفذ إلى الأجناس الأدبية الأخرى.. الشعر مثلاً؟ - أولاً: لأن اللجنة التنظيمية حدّدت عدد صفحات البحث في 25 صفحة، ولا أستطيع أن أوسع الموضوع بضم الشعر إليه، حتى أنَّي قصرتُ الأسطورة على بعض قصص الأستاذة رجاء عالم، ولم أتطرق إلى الأسطورة عند مها الفيصل وعبده خال وعبد الرحمن المنيف رحمه الله. ثانياً: تحدثت في دراسات نقدية سابقة عن الأسطورة في مسرح توفيق الحكيم وفي كتابات الدكتور طه حسين وفي شعر بدر شاكر السيَّاب وصلاح عبدالصبور وأدونيس وأمل دنقل ومحمد العلي وفوزية بو خالد وغيرهم، وقد أشرت في دراستي المقدمة للمؤتمر إلى أثر الأسطورة على مسرح الأستاذ توفيق الحكيم وشعر السياب وصلاح عبدالصبور وأدونيس وأمل دنقل، وذكرت نماذج من شعرهم. * هذه الورقة شهدت العديد من الأحداث أثناء إلقائك لها.. فكيف تنظرين لما جرى؟ - ما جرى خلاف ما نشر في الصفحة الثقافية بجريدة المدينة يوم الخميس 30 ذي الحجة (17 ديسمبر) ،وكما يبدو أن الأستاذ الصحفي الذي غطى الجلسة لم يحضر الجلسة بدليل أنه ذكر أني كنت ثالث المتحدثين، بينما كنتُ أولهم، فقد خذله الأستاذ خليل الفزيع (مدير الجلسة) وبدأ بي ولم يلتزم بالترتيب المثبَّت في جدول أعمال المؤتمر، ولكن الصحفي ذكر الترتيب طبقاً للجدول لأنه لم يحضر الجلسة، لذا جاء ما كتبه عن وقائع الجلسة مخالفا للواقع، فالوقت الذي أعطاه مدير الجلسة لكل متحدث عشرون دقيقة وليس ربع ساعة كما ذكر، وأُعطي لي وقت أقل من المتحدثيْن في الجلسة، فقد سجلت الجلسة، ورجعتُ إلى التسجيل ووجدت أن الوقت الذي أُعطي لي مع ردي على مداخلات الحضور لا يزيد عن 21 دقيقة رغم أن الأربع وعشرين مداخلة التي كانت من الحضوريْن النسائي والرجالي حول ورقتي وبعضها القليل الذي عرج إلى الورقتيْن الأخرييْن، وأُعطي للدكتور الشتيوي 25 دقيقة لورقته، وخمس دقائق للرد على المداخلات، بينما أُعطي للدكتور عالي القرشي 30 دقيقة لورقته، وخمس دقائق للرد على مداخلات الحضور ، أي أعطاه 14 دقيقة زيادة عني، وكان اعتراضي على رئيس الجلسة أنه لم يعطني الوقت الذي حدده، وعندما تدخلت الدكتورة سعاد وطلبت إعطائي ثلاث دقائق، فوجئتُ بأن الأستاذ خليل يوقفني قبل انتهاء دقيقة من المهلة التي أُعطيت لي وقال انتهت الثلاث دقائق، فختمتُ على التو كلمتي وقلت هذه محاولة لإخراسي حتى لا أتكلَّم في هذا الموضوع، كما أجده بعد انتهاء مداخلات الحضور يريد إنهاء الجلسة بدون رد على المداخلات، وقال تناقشوا فيما بينكم بعد الجلسة، كل هذا لأنه لا يريدني أن أتكلم، فرفضت وأصررت على الرد، هذه الأجواء التي وضعتُ فيها أثناء الجلسة، ولقد شاركتُ في عشرات المؤتمرات داخل المملكة وخارجها ولم أتعرَّض لما تعرَّضتُ له في هذا المؤتمر، بل لقيتُ كل تكريم وتقدير من رؤساء الجلسات ومن الحضور ومن الإعلام صحافة وإذاعة وتلفزيون. وهنا أسأل: لماذا لم يذكر الصحفي هذا الموقف من رئيس الجلسة؟ ولماذا لم يشر إلى انحياز رئيس الجلسة للدكتور عالي القرشي والأستاذ الشتيوي؟ ولماذا يُشهَّر بي بدون وجه حق، وأذكره بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نادِمين )[ الحجرات : 6]، ثم أنه لم يذكر موجزاً عن ورقتي كما أوجز ورقتي المتحدثيْن الآخرَين، وليس لدي تفسير لموقف هذا الصحفي سوى أنه أساء إلى جريدة المدينة قبل إساءته إليَّ لأن ما نشره يُعطي انطباعاً لدى المتلقي بأن الجريدة منحازة لتيار ضد تيَّار، وجريدة المدينة جريدة محايدة مهمتها نقل ما يجري على الساحة بحيدة وموضوعية وإعطاء الجميع فرصة إبداء الرأي والرد، كما أنها جريدة تتصف بالمصداقية، وما كتبه الصحفي يتنافى مع أية مصداقية، أما تفسيري لموقف الأستاذ خليل الفزيع أنه منحاز للأستاذة رجاء عالم ولتيار للحداثة، متخذاً موقفاً مضاداً من فكري، فبدأ بي مخالفاً الترتيب المجدول، لأن الجلسة بدأت الساعة العاشرة صباحاً بتأخير عشر دقائق، ومعروف أن بداية الجلسة الصباحية يكون الحضور أقل من مضي نصف ساعة من بدئها، وجعل الدكتور عالي القرشي ثالث المتحدثين بدلاً مني، ليضمن حضور أكبر عدد ممكن لسماعه، ولم ينصفني في الوقت لذات السبب، والصحفي غطى الجلسة طبقاً لما سمعه من أحد المعارضين لفكري ونهجي، فأنا لم أرفع صوتي بالشكل الذي يصم آذان الحضور، ولم ينسحب الحضور من القاعة، كما ذكر الصحفي، وكيف ينسحب الحضور وورقتي كانت أكثر أوراق المؤتمر سخونة، حسب قول الحضور، حتى أن الأستاذة أميمة خميس رغم معارضتها لي قالت: لقد استطاعت الدكتورة سهيلة من فوق منبر ثقافي تنويري أن تفوز بنجومية الندوة. ليس من حق أي صحفي أن يسيء إلى مكانة أي إنسان بنقل خلاف ما حدث، وأنا شخصياً لا أقبل من أي إنسان أن يسيء إليَّ ويكتب عني خلاف ما قلته وفعلته وخلاف ما حدث، أنا سمعتي رأس مالي، فبعد جهاد 35 عاماً في سبيل إعلاء كلمة الله، يأتي صحفي في مثل سن ولدي، ويحط من قدري، ويسيء إليّ هذه الإساءة، ويصورني بأني امرأة شرسة لمجرد أني شاركت في مؤتمر أدبي سعودي، هل يجرؤ هذا الصحفي أن ينال من قدر أدبائنا الكبار مثلما نال مني، أم لإنِّي امرأة، فيتجرَّأ عليَّ ويكتب عني خلاف الواقع؟ حتى نجده يذكر أن الدكتور عبدالقدوس أبو صالح حضر الجلسة خصيصاً لدعمي، فمن أين عرف ذلك؟ والدكتور عبدالقدوس شاعر ورئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية، والمؤتمر يمثل اهتمامه، وقد حضر جلسات المؤتمر على اختلافها، بما فيها حفل الافتتاح. أمَّا ما يتعلق بشأن بعض المداخلات، واتهامي بأني كفرَّت الأستاذة رجاء عالم، فهذا تجنّ عليَّ، وقد قلتُ في المقدمة: (وهدفي من هذه الدراسة تنبيه الأستاذة رجاء وقرائها ونقادها ومن يحذو حذوها إلى المزالق العقدية التي وقعت فيها لئلا تقع فيها مرة أخرى، والتي أثق أنَّها لا تتعمَّد ذلك، فأنا لا أشك في سلامة عقيدتها وقوة إيمانها بخالقها، ولكن موهبتها الأدبية الجامحة جعلت خيالها وفكرها يندفعان تحت التأثر بسحر الأسطورة، وبالواقعية السحرية، وإعجابَها بابن طفيل وابن الفارض والسهروردي والحلاج جعلها تتبنى الحلول والتناسخ في الأصلة، وطريق الحرير)، فهل في قولي هذا تكفير للأستاذة رجاء عالم حتى اتهمني البعض بذلك؟ وهذا ما نبَّه إليه الدكتور عبدالقدوس في مداخلته. * بعضهم يرى فيك “حدة” و”قسوة” في محاكمة النصوص.. فما قولك؟ - في البداية أرفض إطلاق مصطلح “محاكمة النصوص” على نقدي للنصوص الأدبية، فأنا أضع النص الأدبي تحت مجهر التصور الإسلامي، وأحلله من حيث نظرته إلى الخالق جل شأنه والإنسان والكون والحياة، وكل الذي أقوله هذا يوافق أو يخالف التصور الإسلامي، وهذا المنهج أقره فضيلة الشيخ والناقد الأدبي علي الطنطاوي -رحمه الله- في برنامج نور وهداية الذي أذيع في القناة السعودية الأولى يوم الجمعة الموافق 8/10 /1408ه، مشيداً بمنهجي النقدي من خلال دراستي “فكر توفيق الحكيم تحت مجهر التصور الإسلامي”، فقال: (عملت هذه المقدمة كلها لأثني على بحث عظيم جداً ما رأيتُ فيما قرأت من المباحث النقدية أدق منه ولا أقرب إلى التحري والعدل ولا أكثر إحاطة واستقراءً الذي كتبته الأستاذة سهيلة زين العابدين عن توفيق الحكيم، ليس مقالة واحدة أو اثنتيْن، عشرات المقالات، قرأتْ كتب توفيق الحكيم كلها بعين ناقد عنده مقياس، أحياناً يكون النقد فنياً خالصاً معه المقاييس التي يزن بها، أحياناً يكون النقد تاريخياً ينقد الكتاب من الناحية التاريخية، هذا نقد من الوجهة الإسلامية، يعني تنظر بعين الإسلام إلى كتب توفيق الحكيم، ومادام النظر بعين الإسلام هذا المقياس ينطبق على الكل ما في أحد يرتفع عنه، بمعنى حكم الإسلام يسري على الكبير والصغير، وعلى المغمور وعلى الشهير، وعلى أي أديب ما دام يستند إلى أدلة من الإسلام، هذا بحث عظيم أثني عليها وأنا لا أعرفها، ما أعرف الاسم هذا، ولا أعرف من هي سهيلة زين العابدين ولا ماذا تعمل؟ ما أعرف عنها شيئاً إلاَّ ما قرأته لها، وبعد أهنئ والله هذا البلد لأن فيه نقاداً بلغوا من التدقيق والأمانة في النقل والاستقراء والصبر على المراجعة هذا المبلغ، وتعليقي على عملها أقول جزاها الله خيراً، وأنا مدحي ما يفيدها)، أنتهى كلام الشيخ علي الطنطاوي، وكتب الأستاذ عبدالغفور عطار -رحمه الله- بعد ما قرأ دراستي عن فكر توفيق الحكيم مقالة في جريدة البلاد بعنوان “سهيلة حمَّاد أفهم للحلال والحرام من أقطاب الأدب الحديث”، وهاتان شهادتان أعتز بهما. * مع تحديد موعد ثابت للمؤتمر.. هل باستطاعة الأدباء أن يقدموا فيه جديدًا يفيد الساحة؟ - باستطاعتهم تقديم الجديد، فعطاء الأدباء لا نهاية له، وأتمنى أن يكون محور المؤتمر القادم عن “هويتنا الأدبية إلى أين؟”.