رغم توصل قمة كوبنهاغن للمناخ في ختام 12 يوما من المناقشات التي حضرها ممثلون عن 193 دولة من بينهم 130 من رؤساء وزعماء الدول والحكومات إلى اتفاق غير مسبوق حول المناخ يقضي بتحديد سقف ارتفاع حرارة الأرض بدرجتين مئويتين ، إلا أن العديد من زعماء العالم والمنظمات غير الحكومية وجماعات الخضر وأنصار البيئة قللوا من أهمية هذا الاتفاق لأنه غير ملزم ولا يتضمن آلية للمحاسبة ، وغير كاف لوقف تزايد معدل الانحباس الحراري في العالم ، رغم أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما هو الذي وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق وهو الذي أقنع الصين – الدولة الثانية بعد الولاياتالمتحدة المسؤولة عن الظاهرة- على الموافقة عليه في موقف يعتبر أكثر إيجابية من موقف إدارة بوش التي رفضت الانضمام إلى اتفاقية كيوتو السابقة . الدول النامية الفقيرة التي تعتبر الأكثر تضررًا من تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري تعتبر أن الأموال التي قررتها الاتفاقية غير منصفة ولا تعكس مدى الأضرار التي لحقتها بسبب تفاقم الظاهرة فتخصيص 30 مليار دولار للأعوام الثلاثة المقبلة لتلك الدول لمواجهة مخاطر تغيرات المناخ لا تشكل شيئًا يذكر بجانب الأرباح الطائلة التي جنتها الدول الصناعية الكبرى منذ الثورة الصناعية التي ساهمت بشكل اساسي في تلوث كوكب الأرض وارتفاع حرارته الى الحد الذي بات يهدد استمرار الحياة بشكل مرض على الأرض. كثيرون من الخبراء في مختلف أنحاء العالم يعتبرون أن قمة المناخ في كوبنهاجن قد فشلت وكثيرون منهم يلقون بمسؤولية الفشل علا عاتق الدول الصناعية الكبرى المتهمة بالجشع وبعدم الرغبة الجادة في الحد من أنشطتها الصناعية والزراعية الملوثة للبيئة والمتسببة في رفح درجة حراراة كوكب الأرض وتعريض بعض الجزر والدلتاوات في العالن للغرق. نتائج قمة كوبنهاجن لا تعبر عن طموحات شعوب العالم في مواجهة التهديدات المناخية العالمية وتداعياتها لكنها ربماعكست بصدق أكبر تدني مستوى وعي الرأي العام العالمي بقضية الاحتباس الحراري وانعكاساتها المميتة على الأجيال المقبلة.