وجه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة بتشكيل لجنة عاجلة تحت مسمى «لجنة الصحة العامة» برئاسة مدير الشؤون الصحية بجدة الدكتور سامي بن محمد باداود وعضوية أعضاء من جامعة الملك عبدالعزيز والأمانة وفرع وزارة الزراعة والهلال الأحمر وهيئة الأرصاد وحماية البيئة. وكشف د. باداود عن تسجيل ثماني حالات لحمى الضنك هذا الاسبوع إضافة إلى حالتين في الاسبوع الماضي. وقال إن سمو المحافظ وجه بتشكيل هذه اللجنة بهدف متابعة الوضع الصحي الراهن والمشاكل الصحية والبيئية التي تعاني منها محافظة جدة عقب فاجعة السيول والامطار، مشيراً إلى أن اللجنة عقدت صباح أمس الاول أول اجتماع لها وناقشت الاوضاع الصحية وعدداً من النقاط الهامة أبرزها مشكلة وايتات الصرف الصحي وايجاد اماكن بديلة لرمي هذه المخلفات بطرق صحية وآمنة لكي لا تسهم في اضافة مصادر تلوث بيئية جديدة. واضاف ان اللجنة ناقشت كذلك آليات تكثيف دور الفرق الصحية الميدانية والخاصة بالاستقصاء الوبائي والحشري، كما يجري العمل بالتنسيق مع الهلال الاحمر لتزويد الشؤون الصحية بجدة بالكوادر البشرية اللازمة لزيادة فرق الاستقصاء الحشري في الميدان بما يسهم في مضاعفة الجهود والاسراع في اكتشاف اماكن البؤر الموبوءة بالحشرات والبعوض، وتم الطلب من الجهات المعنية المختصة بعمل مسح شامل لهذه المناطق وسرعة ازالة النفايات واخلاء كافة المواقع من المخلفات لتخفيف نسبة تواجد البعوض وتوالده. وبين مدير صحة جدة ان اللجنة اوصت بضرورة تفعيل دور التوعية الصحية عبر مختلف الوسائل الاعلامية لكافة افراد وشرائح المجتمع بما يضمن ايصال الرسائل التوعوية للجميع لاتخاذ الحيطة والحذر مع تجنب الاصابة بأية امراض لا سمح الله. يذكر أن «المدينة» ظلت تحذر من تداعيات ما بعد سيل الأربعاء بشأن ما يتعلق بصحة الإنسان والبيئة، وكان آخره ما نشرته أمس حيث قرع عدد من خبراء البيئة ناقوس الخطر محذّرين من المستنقعات المنتشرة في مختلف أحياء جدة بمياهها الراكدة الملوثة نتيجة اختلاط مياه الأمطار مع مياه الصرف الصحي، والتي تمثل أرضًا خصبة لتكاثر البعوض والحشرات وهو ما يهدد بعودة حمّى الضنك، وانتشار التهاب الكبد الوبائي والنزلات المعوية وغيرها من الأوبئة. وأكدوا على أهمية تجفيف هذه المستنقعات التي تمثل “قنابل موقوتة” لنشر الأوبئة، مطالبين بضرورة إزالة الأتربة المترسبة “الطمى” للتخلص من الأمراض. وكشفت جولة “المدينة” يوم أمس الأول في أحياء الجنوب والوسط وشرق الخط السريع، وعلى الشوارع المحيطة بجامعة الملك عبدالعزيز وطريق مكة القديم، وفي أحياء كيلو 14 وكيلو 13، عن نماذج تجسد أبشع صور الإهمال جراء انتشار البحيرات الملوثة بمياه الصرف الصحي التي تصبها عمالة وافدة من سائقي الوايتات خفية، وتراكم النفايات في كل مكان.