لم تقتصر كارثة سيول جدة على الأحياء السكنية المنكوبة والعقارات التي تهدمت والسيارات التي تحطمت ، بل طالت “مقبرة الحرازات” التي تحطمت معظم جدرانها وجرفها “سيل الأربعاء” وطفت بعض الجثث في البحيرة المجاورة بعد ان جرفها هذا السيل، حيث اكد شهود عيان أنهم رأوا رفات الموتي وجثثًا بأكفانها تطفوا على البحيرة .. في الوقت الذي أكدت فيه جهات رسمية هذه المقولة حين تم صباح أمس استخراج جثة بكفنها يبدو انها لم تدفن منذ مدة طويلة. وتباشر فرق امانة جدة والدفاع المدني الموقع بالغواصين ومعدات شفط المياه وكافة التجهيزات لشفط مياه البحيرة وحفظ كرامة الموتي وانتشالهم من قاع البحيرة إذا كان هناك جثث متبقية في تلك البحيرة المتكونة على جزء كبير من محيط البحيرة. وقد حطم السيل الذي داهم المقبرة سورها الجنوبي بالكامل مع جرف بعض القبور وتسبب في تلفيات كبيرة في سورها الشرقي. يقول حمدان اليامي وحسين بن صياد من سكان الحي: إن أول من دفن في هذه المقبرة كان ضحايا الطائرة الأجنبية التي تحطمت منذ 30 عاماً مضت. وفي المقبرة ذاتها دفن أغلب أهالي الحي ولكن السيل الذي وطأ أماكن لم يسبق أن أتاها، أتى على جدران المقبرة ونبش بعض قبورها من جهة الشرق وهدم أجزاء من سورها الشرقي والجنوبي بكامله. وأضافوا انه إذا لم تدعم أسوار هذه المقبرة فسوف تتهدم وتنتثر رفات موتاها مع مياه أي سيل قادم. وقالوا: لا نعلم حتى الآن كم خرج من الجثث ولكن نشاهد جثثا أخرجوها من البحيرة وبعضها كانت بأكفانها. من جهته قال نواف العتيبي مدرب الغواصين بإدارة الدفاع المدني بجدة: وجدنا جثتين من البحيرة المجاورة للمقبرة ومشكلة الجثث التي تخرج من المقبرة أن أغلبها بدون لحم فلا تطفو عندما تتعفن ولكن تبقى العظام والتي تبقى في قاع البحيرة . وأشار إلى أن موظف المقبرة أكد لهم أنهم دفنوا 180 جثة خلال الأربعة الأشهر الأخيرة في الجزء الذي جرفه السيل ولم يؤكد كم خرج منها إلى البحيرة. وأضاف: نبذل حالياً كافة جهود .. مشيرا الى ان الحل بشفط المياه حتى تتبين الصورة بشكل كامل.