حتى متى ستظل مسلسلات العنف الأسري تتكرر على مسامعنا يومًا بعد يوم؟ حتى متى سيظل صغارنا يرزحون تحت نار الاستبداد والقسوة تحت شعار ما يُسمّى عالميًّا ب (child abuse) أو (child mistreatment) كورقة مساومة أو مرتع لتصفية حسابات لا ذنب لهم بها. متى ستُنصف حقوقهم وتنقشع سحابة الظلم والتعسف عنهم. متى سيعود كل طفل حُرم من أمه إلى أحضانها قبل أن تُقطع أوردته، وتجف كل عروق اللهفة والشوق في شرايينه. لو أن كلثوم (رحمها الله) ومَن هم قبلها، ومَن لم تفلح أجهزة الإعلام في التقاطهم كبروا رغم أنف التعذيب، ورغم أنف كل مَن أطفأوا شموع حياتهم، فماذا برأيكم سيصبحون؟؟ أسرى لأمراض نفسية، أم أعاقات جسدية، حيث الموت أرحم. بل ربما فكريه والنتائج المترتبة عليه أشنع والتي تهز كيان المجتمع بأسره. وحيث الرؤية لا تتسع لدين أو أخلاقيات!! تشير نتائج الدراسات المحلية الأخيرة من مركز مكافحة الجريمة بوزارة الداخلية إلى قساوة الوضع الذي يتعرض له الأطفال والذي لا يتماشى مع مبادئ الدين الحنيف، بل لا يتماشى ومبادئ الإعلان العالمي لحقوق الطفل والذي أقرته اتفاقية حقوق الطفل عام 1990. العنف موجود في دول العالم بأسره لكن الفارق أن المعتدي في بلاد الغرب يلاقي عقوبة رادعة، أما في بلادنا العربية فقد تنتهي المسائل بسلام في أغلب الأحوال، وهذا ما يجب القضاء عليه بإيجاد قوانين صارمة تعاقب مَن يعرض أسرته للتهديد والعنف وتؤمن للأسرة بما فيها الزوجة والأطفال العيش الآمن. أليس أطفالنا بحاجه أن تتكاتف جميع أجهزة الدولة الحكومية والخاصة لحمايتهم، وأن تكثف وتفعل الحملات التوعويه وتبذل الجهود للطعن في المعتقدات والعادات التي تتغاضى عن العنف. أليس من الأولى إدماج الآباء والأمهات المتورطين في قضايا عنف ضد الأطفال في مراكز تأهيليه وإرشاديه ليكونوا أكفاء. كما لا يجب إغفال دور المدرسة الفعال في جعلها صديقة للأطفال من خلال تضمين مناهج التعليم في الصفوف الأولية بعض المواد الدراسية عن حقوق الطفل وتثقيف وتعليم الصغار ضرورة عدم إخفاء أي عنف ضدهم، وأن هناك من سيقف إلى جانبهم. أليس من الأجدر إيجاد شعبه خاصة في الأمن يطلق عليها «أمن الأطفال» وتفعيل دورها في الشوارع والمجمعات السكنية والتجارية لرصد كافة حالات العنف فأطفالنا بحاجه إلى بيئة آمنة مستقرة لتتغذى كل مواهب الإبداع والنجاح لديهم. فليس مهمًّا أن تحتضن المؤسسات ودور الرعاية الأطفال ولكن الأهم هو إصلاح أولئك الرجال أو الأمهات الذين انتُزعت الرحمة من قلوبهم كما انتُزعت عقولهم قبل ذلك. منيرة المتروك – مكة المكرمة