أكد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء ان المملكة أمينة على الحج والمشاعر وعلى بيت الله الحرام وهي المسؤولة عنها ، محذرا المسلمين من أن يتخذوا الصيام والحج قضايا سياسية ، ودعا سماحته الأمة الى تقليد المملكة في رؤية هلال شهر ذو الحجة لأنها رؤية شرعية معتبرة متواترة ، وقال ان القضية قضية حج تتعلق بملايين البشر وليست قضية خاصة ، واضاف : هناك من يتقدموننا بالصيام ويفطرون قبلنا لا لمصلحة ولكن لبيان المضادة ، وهذا كله خطأ وهذه مسائل أمة وليس لإرضاء أحد. وشجب سماحته في محاضرة مساء أمس الأول بجامعة أم القرى العدوان على جنوب المملكة قائلاً نؤيد الدولة في موقفها ونقول جزاها الله خيراً على هذه المبادرة وهذه الشجاعة وندعو لإخواننا الجنود البواسل بالتوفيق والسداد وأن يثبت الله أقدامهم ويقوي قلوبهم ويقذف الرعب في قلوب أعدائهم وأن يوفقهم إن شاء الله لما يرضيه وأن يكونوا عند حسن ظن ولاتهم وإخوانهم بهم والحمد لله ما نسمع إلا خيرا ،يتصلون بنا دائماً ونسمع منهم الخير والثبات والسؤال عما أشكل في أمور دينهم مما يدل على تميزهم دون غيرهم فهم ابناء المسلمين وفي هذا الثغر العظيم لهم مواقف مشرفة وخطوات عزيزة وستكشف الأيام إن شاء الله عما حققوه من خير . واشار آل الشيخ الى ان المواطن الصالح يحمي اقتصاد أمته ولا يسمح للمفسدين أن يدمروا اقتصاد الأمة ولا يسمح لمجرمين أن يمسُوا أمنها واطمئنانها لافتاً الى أن وطن الإسلام أمانة في أعناق الأمة ، ولفت سماحته الى ان الوطن المسلم يتعرض إلى دعايات باطلة وآراء خاطئة وحملات إعلامية جائرة تقول الباطل وتنشر الأكاذيب وتدّعي غير الحقائق فالمواطن الصالح لا يرضى ذلك لنفسه ولا لوطنه بل يكافح هذه الفضائيات الإجرامية بالحجة ويقارع الحجة بالحجة ويدفع الباطل بالحق ، وقال آل الشيخ إن قيادتنا التي وفقها الله لحماية الدين والوطن تسعى جاهدة في سبيل راحة الأمة وطمأنينتها وتسعى جاهدة في حماية دينها وبلادها وواجبنا أن نكون معها قلباً وقالبا مؤيدين لها شادين أزرها ناصحين لها . والمواطن الصالح لا يتستر على مجرم ولا يؤوي مفسدا ولا يتغاضى عن مبطل . وقال سماحته إن وطن الإسلام أيضاً أمانة في أعناق الأمة ولوطن الإسلام عليّ واجب بلد ولدت فيه مسقط رأسي وجريت على أرضه واستفدت الخير منه ، إذاً فهو وطني عليَّ نحوه واجبات عظيمة فمن هنا نعلم أن حب الوطن غريزة في النفوس لا يمكن استئصالها . واضاف المفتي إن وطني المسلم لا يرضى لي أن أكون مجرماً أدمر البلاد بيدي ويد أعدائي ، ولا يرضى لي أن أكون مع دعاة التفجير والعمليات الانتحارية الإجرامية التي قضت على كثير من عالمنا الإسلامي وأحدثت في صفوصه الخوف وأصبح في رعب من هذه البلايا والمصائب التي للاسف الشديد قد يديرها بعض المغرورين والمخدوعين من أبناء الوطن الإسلامي الذين لا بصيرة ولا رأي ولا فكر عندهم ، وإنما ينساقون وراء الدعاية انسياق من لا عقل ولا فكر له ، إذ لو تدبروا واقعهم وتفكروا في أمرهم لعلموا أن هذه الجرائم لا تفيد المجتمع خيرا بل تدّمر كيانه وتقضي على اقتصاده وتعطل تنميته .