لقد علمنا معلم البشرية نبينا محمد عليه الصلاة والسلام آداب كثيرة في مناداة الآخرين، فكان ينادي أصحابه بأحب الأسماء إليهم أو يلقبهم بالكنية التي تليق بهم كأبي هريرة وأبا عمير وغيرهم وإن كانوا يصغرونه في السن، فاختيار اللقب المناسب ومناداة الشخص به احتراماً له شيء جميل يقرب العلاقات بين الناس ويحدث التآلف بينهم.. وهذا ما يحدث بالفعل في مجتمعنا عندما ينادي الشخص أحدهم ب(أبو فلان) يكنى باسم ولده الأكبر.. وقد تجتمع بعض النساء في مناسبات اجتماعية كبيرة ويتعارفن على بعض ومن ثم تبدأ الحيرة، ماذا أنادي هذه السيدة التي بعمر أمي أو أصغر قليلاً هل أناديها بخالة؟ أو عمة؟ أو أم فلان؟ أو أبلة؟ وهل مناداتها باسمها مجرداً فيه التقليل من احترامها؟. قد يتضايق البعض من مناداتهم بخالة أو عمة فربما تشعرهم بكبر سنهم وربما يفضلون اسماً آخرًا فلماذا لا نسألهم بماذا تحبون أن أناديكم؟ فهذا أفضل من الاختيار العشوائي الذي قد يكون له أثر سلبي عليهم أو على علاقاتهم وتواصلهم.. ربما يسهل سؤال من تعرفه بماذا أناديك؟ لكن ماذا عن الرجل أو المرأة في الشارع على اختلاف أعمارهم هل يحق لي بمناداتهم يا عم، أو خالة، أو أمي مثلاً ماذا لو كانت أصغر مني عمراً أو لم أتبين عمرها لحجابها وتسترها، أو كانت كبيرة في العمر لكن لم تتزوج ولم تكن أماً يوماً. ربما هذه المسائل لا تهم الرجال لكنها تهم النساء كثيراً، فالأفضل مناداة من لا تعرف بأخت أو أختي، أخ أو أخي، فهو وصف ينطبق على الجميع فكلنا أخوة، بدلاً أن تحرج من أمامك وتذكره بتقدمه في السن أو ربما يكون أصغر مما تتوقع فتحرج نفسك.