في ليلة الخطبة يعيش عرساننا أجواء رومانسية حالمة. بالساعات عند الحلاق وشياكة وعطور باريسية حتى يبدو العريس أمام عروسه آخر أناقة . ثم ما بعد تقييم المظهر تقييم آخر عند الآباء حتى يحكم عليه بأنه العريس المناسب لابنته وإلا لا . وهنا تبدأ الأسئلة عن الأرصدة والأطيان والوظائف والمستويات المعيشية والاجتماعية . تذكرت هذا وأنا أقرأ عن بعض عادات الشعوب الإفريقية عند تقدم العريس لخطبة عروسه . لا عطور باريسية ولا أناقة ولا أرصدة بنكية ، وإنما هناك اختبار من نوع آخر يتم من خلاله نجاحه ليكون عريسًا مقبولًا أو فشله وعليه أن يعيد الاختبار في العام المقبل. اختبار (شارو) من أهم اختبارات مدى صلاحية العريس للزواج في قبائل الفولانو في بنين هو اختبار « شاو « وهو ضرب العريس بالسياط من كبار السن وعلى جلد مكشوف وعليه التحمل والجلد وإذا لم يتحمل يتم إلغاء العرس . القفز على الثيران وهناك اختبار من نوع آخر لايقل عنه سوءًا وشدة. ففي قبيلة حمر بإثيوبيا يتم صف عدد من الثيران إلى جوار بعضها بعضًا ويتم طلاؤها بالزيت حتى يسهل الانزلاق منها ثم يطلب من العريس القفز من فوق أحد الثيران أو أكثر فإن نجح في القفز تتم طقوس الزواج وإلا فإن عليه الانتظار عامًا كاملًا ثم يتقدم للزواج بعد ذلك . أحد الظرفاء علق قائلا: لو الثور هاج أثناء القفز وهشم عظام العريس هل ستقبل به العروس بعد ذلك وهو طريح الفراش؟ «احمدوا ربكم يا أهل العطور الباريسية«.