ليس كل (الضرب) يصيب ويصدم ففي لغتنا العربية ضربت الطير: ذهبت تبتغي الرزق، وضرب الحاسب كذا في كذا: كرره بقدره، وضرب موعداً: حدده وبينه، وضرب الدرهم: طبعه - والخاتم: صاغه، وضرب المثل: هو ذكر شيء ليظهر امره في غيره.. وهو من انواع البديع. وفي عادات بعض القبائل الإفريقية اذا تأهب شاب لخطبة فتاه يكون (الضرب) بمعناه الموجع اختباراً لقدرة العريس على تحمل الشدائد.. فيستمر جلد ظهره العاري بالسياط ليلة بطولها.. وكلما تحمل دون ان يتوجع او يتألم.. كلما ابتهجت عروسه ووهبته ابتسامة ساحرة تشجعه على كتم الألم وكظم الغيظ..!. ولأن الحافز يقوي العزيمة، وفقدان الأمل يصيبها بالوهن يدخل تحمل بعض العرسان لهذا الضرب المبرح من باب (ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب)!، غير ان كثرة من المضروبين الأحرار.. يؤثرون التخاذل والفرار.. على ادعاء الصبر والوقار.. فيفرون بجلدهم قبل طلوع النهار!. وحيث ان البيوت اسرار.. فقد ظهرت على جاري اثار الضرب المبرح بعد ليلة قضاها في شجار مع زوجته المفترية.. مما دفعني لعرض اقتراح تطبيق عادة تلك القبيلة الإفريقية على الزيجات العصرية قبل ان تقع الفاس في الراس.فمن عجب ان يكون ضرب العريس عندهم قبل الزواج، وعندنا بعده وكأن الضرب قدر مكتوب على جبين الأزواج لابد ان تراه عيونهم المتورمة ووجوههم المخرشمة!.