* يعاني كثيرون من أزمة حياة، نتيجة صدمة نفسية عميقة أصابتهم في كلّ ما كان يعدهم بالخلاص في عالم أفضل وحياة أجمل.. إنّها خيبة أملٍ قاسية تسبّبت في ضياع الآمال وتدمير التوقّعات، والإصابةِ بالنفور من المشاركة في الحياة العامة كما تبدو بهذه الفظاعة الأخلاقية. * أن يُفرِط الشخص في تفاؤله بهذه الحياة المتقلّبة بالرّغم مما تحمله في طيّاتها ومنحنياتها من قسوة وجبروت وغُبن، معناه أن يكون مستفيدًا جدًا من الوضع القائم.. أو أنه في غاية الغباوة والبلاهةِ واضطراب الإحساس. * الحياة.. مثل فيلم سينمائي.. نادرون فيها من يلعبون دور البطولة.. وقليلون فحسْب يلعبون شخصيّات ثانوية.. أمّا الأغلبية الساحقة، فمجرّد مجاميع هامشيّين، يلعبون أدوارًا لا صيت لها ولا أهمية تُذكَر، ويمكن استبدالهم فوراً دون أيّ تأثير في تسلسل الأحداث. * الحياةُ ليست مَدينةً لك بأيّ شيء، ولسوف تتحمّل أحيانًا نتائج أخطاء لم تقترفها، ومضاعفاتٍ لا دخل لك فيها.. الحياةُ ليست عادلة يا صديقي.. والأمورُ فيها تقاس بمعايير غير مضمونة على الإطلاق.. إنّك تبحث عن خاتمة منطقيةٍ كما ترجوها، ولكن يا صديقي: الحياة سوف تخذلك كثيرًا. * صدّق أو لا تصدّق: الشرّ يغلب على الإنسان، الخير أمرٌ طارئ.. الصراع قانونٌ ثابت للبشر، السلام حالة مؤقّتة عابرة.. الموتُ هو الصيرورة والأصل، الحياة ومضةٌ خاطفة.. ولسوف تفنى دون أثر ولا ذكرى. * التعاطف.. هو أساس استمرار الحياة، ومظهره الرحمة تجاه معاناة الناس ومآسي العالم.. أنت قويُّ لأنك ماتزال تتعامل مع الناس برحمةٍ ولطف، وتذهب لأداء عملك الرتيب يوميًا، وتتحمّل إيذاء البشر وسوء الأدب ومهازل الحياة.. أنت قويُّ جدّا. * بعد سنواتٍ طويلة وتجارب عديدة، تأخذ الحياة منحنىً متكرّراً يشوبه الملل، وتخفّ معه درجة الدهشة، وينخفض عنده مستوى القلق، ويرتفع معه لديك مستوى الاطمئنان واللامبالاة، ثمّ تقتنع بالتخلّي والترك، عندها تكون قد اقتربتَ كثيرًا من اكتساب السّلام الداخلي والطمأنينة النفسية. * أحيانًا تشعر أنك تهيّأت واستعددْت أكثر من اللازم لمواجهة الحياة، وأنّ الحياة أبسط من كلّ هذا التعقيد المزعج.. وفي مرحلة ما، ستشعر أن الوقت قد حان للتفكير في طريقةٍ مُدهشة للرحيل ولقاء الله.. في صورة بهيجة مشرّفة لاعتزال الحياة والاحتفاء بالموت.. ولا يا صديقي الأبله؛ أنا لا أتحدّث هنا عن الانتحار!.