قالوا قديمًا، «ليالي العيد تبان من عصاريها، فخسارة الاتحاد للنهائي العربي، وحتى وإن كانت بركلات الترجيح التي يعتبرها الغالبية «لعبة حظ» إلا أن العميد لم يكن مهيئًا فنيًا لتحقيق البطولة، فالمعسكر الاعدادي للفريق الاتحادي، خلا من أي مباراة قوية. خاض مباراتين من العيار الضعيف، الأول فريق مجمع والثاني الكرواتي هابط للدرجة الثانية . وهنا قد نلتمس العذر بسبب الإلغاء الاضطراري لمعسكر الإمارات الذي كان يتضمن 4 مواجهات من العيار الثقيل. ولكن ماذا عن مدرب الفريق كاريلي، لقد اتخذ عدة قرارات كانت بمثابة تخبطات وعشوائية. أولًا فاجأ كاريلي الجميع بضم هنريكي لقائمة المحترفين الأجانب الخمسة للبطولة، ثم المشاركة أساسيًا على حساب رودريجيز، الذي كان لها الكلمة الطولى في مباراتي نصف النهائي أمام الشباب، تسجيلًا وتجهيزًا. كما أن رودريجيز كان من الممكن أن يفيد كثيرا في ظل ضعف دفاع الرجاء والاستفادة من الإرساليات الطولية لكورنادو، التي تظهر لأول مرة في الاتحاد. كما أن إصراره على هنريكي، أبعد اللاعب المقاتل الدولي عبدالإله المالكي عن التشكيلة الأساسية، وكشفت المباراة أن الاتحاد كان في أمس الحاجة لمشاركته، فالمالكي كان الأقدر لمجاراة حيوية ونشاط وسط الرجاء، الذي يضم نخبة من اللاعبين صغار السن، والواضح أن كاريلي لم يقرأ منافسه جيدًا، وهذه أبرز عيوبه بعدم قراءة المنافس بطريقة صحيحة. ثانيا: أخطأ كاريلي في التغييرات، وهذا ليس بجديد عليه، فمدرب لا يجيد قراءة المباراة، من الصعب أن يجري التغيير المناسب، ومدرب لا يجيد التغييرات، لا يمكن أن يطور من أداء الفريق. فخروج كريم الأحمدي، في ظل ضعف الدفاع، يضع علامة استفهام، لكنه يعد مقبولا مقارنة بالخروج الخاطئ للبيشي.البيشي كان اللاعب الوحيد الذي ينطلق بالكرة للامام ويسحب معه لاعبين أو واحد، فكان الأجدر بكاريلي، سحب فهد المولد الأقل عطاءً وإشراك عبدالرحمن العبود لتفعيل الأطراف، ولتنشيط الأدوار الدفاعية والهجومية. ثالثا.. كان على كاريلي أن يستفيد من نفاد المخزون اللياقي لفريق الرجاء، الذي لم يلعب مباراة رسمية واحدة لعدم انطلاق الدوري المغربي حتى الآن، بعكس الاتحاد الذي خاض مباراتين رسميتين، سبقهما معسكر إعدادي، وكان عليه أن يحرص على حسم اللقاء، بعد التعادل 4/4 بالتغييرات الإيجابية والزيادة العددية، لكنه لم يفعل. رابعا.. ركلات الترجيح، بمجرد إطلاق الحكم صافرة النهاية، تابعنا مدرب الرجاء يكتب أسماء اللاعبين لتنفيذ ركلات الترجيح، واتضح أن كل شيء كان جاهزا ومرتبا عند لسعد الشابي مدرب الرجاء. وعلى النقيض كان الأمر غير واضح لكاريلي، فواصل تخبطاته وثقته المفرطة في هنريكي، فمنحه الركلة الأولى، وكان الأولى أن تكون الركلة لكورنادو المتميز في تسديد الجزائيات أو رومارينهو المتخصص، أما هنريكي فطوال مشواره مع الاتحاد لم يسدد أي جزائية، والكرة الأولى من الأهمية بمكان، لكنه أطاح بها في المدرجات، فأحبط زملاءه. يراها الغالبية لعبة حظ، وأراها لعبة ثقة وإتقان، ولكن المتفق عليه أن المدرب يحدد ترتيب التسديد على القدرة في التنفيذ، وهذه مسؤولياته في ركلات الترجيح. خامسا.. تخبيصات خط الدفاع، يتحملها كاريلي بسوء التنظيم، حمدان الشمراني لم يكن البديل المناسب وعمر هوساوي، يجب على كاريلي أن يعرف قبل غيره، أنه قدم كل ما لديه في السنوات الماضية ولم يعد لديه جديد، ومفترض أن يكون معتزلًا الآن. سادسًا.. كاريلي هو من أصر على جلب برونو هنريكي، وهو اللاعب الاحتياطي في فريقه السابق بالميراس بالدوري البرازيلي، لا يشارك ولا يلعب إلا دقائق معدودة، أندية الوسط والأقل تستقطب لاعبين أساسيين من الدوري البرازيلي في ظل الدعم الرسمي، لكن الاتحاد بتاريخه وشعبيته، يسلم قراره لمدرب يجلب له لاعبا احتياطيا!!. سابعاً.. فهد المولد كرر مواقفه مع الاتحاديين في النهائيات، الأقل تقييمًا والكرة التي داخل الست ياردة، فضل أن يمرر لرومارينهو على التسديد، والكرة التي كانت في الدقيقة الأخيرة، وكورنادو أمام المرمى، لكنه فضل أن يسدد على أن يمرر. الخلاصة 1-النظر بجدية في إقالة المدرب كاريلي بشرط أن يكون هناك بديل متمكن ومناسب للمرحلة، أما الإقالة لمجرد التغيير فهذا قرارخاطئ وعودة للاجتهادات والتخبطات. 2- التعاقد مع رأس حربة تقليدي لاعب 9 وعدم الركون للأربعة الأهداف التي سجلت بالروح ومنها ركلتا جزاء. 3- التعاقد مع لاعب محور «يلعب الفريق» إلى جانب لاعب الوسط المتقدم كورنادو.