يقال دومًا، من رحم الأزمات يولد الكبار ويظهر العظماء.. وقمة العشرين التي عقدت مؤخرًا في المملكة العربية السعودية لم تكن القمة الأولى، ولن تكون القمة الأخيرة، ولكنها بلا شك القمة الاستثنائية في توقيتها وفي أحداثها وفي مكانها. فمن حيث التوقيت، عقدت القمة في وقت حرج وصعب جدًا على جميع دول العالم بلا استثناء، ومن حيث الحدث، عقدت القمة في ظل جائحة غير مسبوقة، أصابت كافة الدول وشعوبها بما يشبه الشلل التام سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.. وأما من حيث المكان، فقد عقدت القمة في المملكة العربية السعودية، الدولة ذات المكانة السياسية الرفيعة، والثقل الاقتصادي المؤثر، الدولة ذات القيمة والمكانة، الهيبة والمهابة، فكانت المملكة في الموعد، وعلى قدر الحدث، بل أصبحت هي الحدث. استضافت ونظمت، وعدت وأوفت، عملت وأنجزت، فكانت النتيجة أن نجحت وأبدعت فأبهرت. أعود لمقدمة المقال، ولكن لن أقول من رحم الأزمات يولد الكبار ويظهر العظماء، بل في زعامة الكبار وقيادة العظماء، تصغر الأزمات وتذلل الصعاب.