«كم يتمنى المرء لو أن لديه جزيرة مسحورة ذات شاطئ رمله من اللؤلؤ وماؤه من البلور، يدفن جسده في رمالها لا هم له إلا أن يقرأ ويكتب، متى ما جاع قضم لُب ثمرة جوز هند ناضجة وروى عطشه بمائها. لو ملكت مثل هذه الجزيرة لقرأت كثيرًا كثيرًا.. علّي بعد ذلك أستطيع أن أكتب». هذه الكلمات سطرها الأديب الوزير السابق إياد أمين مدني في ختام إصداره الجديد «من بلاط صاحبة الجلالة»، في صفحات الكتاب الأخيرة الموسومة ب «وبعد». كتاب «من بلاط صاحبة الجلالة» جاء في ثلاثمائة صفحة، في خمسة فصول، والبداية بمقدمة قال فيها «مدني»: «بلاط صاحبة الجلالة الصحافة، يقترن في كثير من الأحيان، وفي معظم الأذهان بالبريق والأضواء، بريق الأسماء اللامعة التي تظهر على صفحات الصحف، وأضواء المشاهير منهم ممن تجد مقالاتهم صدى ومتابعة لدى القراء. إلا أن هذا جزء من بلاط صاحبة الجلالة، وليس كل البلاط». الإصدار الجديد تناول محطات في حياة ومشوار الأديب إياد أمين مدني (وزير الحج، وزير الثقافة والإعلام الأسبق)، هي محطات في مشواره الإعلامي، الصحفي، وذكريات عالقة.. - الفصل الأول: «كيف نتواصل». (مرايا- كيف الحال- كلمة.. صورة.. اليكترون.)».. واستعرض الكاتب ذكريات هلسنكي (فنلندا) وكذلك كثرة المعلومات وتدفقها وقنوات الاتصال وعالم الإعلانات وحياة الناس في عالمنا اليوم والعصر الإلكتروني. - الفصل الثاني «معهم». تحدث الكاتب عن: عبدالرحمن المنيف (متعب الهذال)، غازي القصيبي: الأديب الملتزم والأجير، أسامة عبدالرحمن: البيروقراطية النفطية، نجيب الريس: دول الخليج- كاريكاتير، جلال كشك ونبيل الخوري: صدفة النفط، عزيز ضياء: (الهروبيزم)، جيمس بولدون: الانفصام». - الفصل الثالث: «سجالات». كانت: في شؤون المال والأعمال. في شؤون السعودة. في الحاجة إلى التنمية الاجتماعية. وأشار المؤلف إلى أن: «في السجالات التالية صور لاهتمامات المجتمع السعودي في فترة من الفترات، قد تُذكر بطبيعة تلك المرحلة، وما دار فيها من أخذ ورد، وما قد كان فيها من مقدمات وإرهاصات لسجالات اليوم». - الفصل الرابع: «أسئلة». حول: بين البداوة وتجارة الحج. العربي القبيح. الرعية. وحدة حائل وصفاقس. ماذا حدث في مكة. الحوار مع موسكو. - الفصل الخامس: «لقاءات». أجراها المؤلف خلال مشواره الصحفي مع: كورت فالدهايم: رئيس النمسا. تورجوت أوزال: رئيس تركيا. جيمس بيكر: وزير خارجية الولاياتالمتحدة الأميركية. «المجاهدون» الأفغان. ضياء الحق: رئيس باكستان. وذكر الأستاذ مدني: سعت هذه اللقاءات إلى إجراء حوارات مع بعض القياديين الذين كانوا في سدّة السلطة إبان بعض الأحداث الجسيمة ذات الصلة بالمملكة العربية السعودية. ولعل من أكبر تلك الأحداث، غزو صدام حسين للكويت، فقد كانت بمثابة زلزال هز المنطقة وأغرقها، أو كاد، بمد من التطورات التي مازال بعض آثارها واقعًا نواجهه». وحمل الغلاف الأخير من الكتاب كلمات لأدباء (محمد صلاح الدين، هاني الدريعي، حسن السبع، عبدالله نور، عبدالله الجفري) كانت عن الأستاذ إياد أمين مدني ولقاءاته الصحفية وأسلوبه الكتابي والأدبي.