على غير عادتها احتفلت اثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة مساء الأربعاء بدلاً من مساء كل اثنين بالكاتب والصحفي الأستاذ علي محمد الحسون باختياره من قبل معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد مدني رئيساً لتحرير الزميلة البلاد بعد مشوار طويل في بلاط صاحبة الجلالة في مطلع الحفل تحدث الشيخ عبدالمقصود خوجة عن فارس الاثنينية ان هوايته تحولت إلى مهنة فالإنسان يغدو في أسعد حالاته فإذا اتحدت الهواية في فندق التعامل مع الكلمة فلاشك ان الشعور بالسعادة يتسامى إلى ذرى العلياء لينسج مع كل فجر خيوط الوفاء للمهنة ويمنحها وقود الاستمرارية والبقاء، إن المحتفى به تنفس عبق الحبر واطربه حفيف الورق وهدير المطابع منذ بواكير حياته العلمية بل تتلمذ على أيدي الكبار الذين وهبوا حياتهم من أجل النهضة الصحفية التي نعيشها الآن. والأستاذ الحسون استطاع أن يحفر الصخر بأظافره فنشأ عصامياً في ميدان يعج بالخبرات الكبيرة والشهادات العالية ورغم العواصف التي هبطت على مؤسسة البلاد وتوقف بعض المطبوعات المساندة إلا أنه لم ينسحب تحت أي ظرف من الظروف بل ظل متمسكاً بموقعه مكافحاً نحو ترسيخ أصول العمل بمهنية عالية فهو أنموذج طيب لتواصل الأجيال ونمط يستحق التحية على ما بذل وقدم في سبيل الكلمة، ولا ننسى في هذا السياق أن الأستاذ الحسون قد تتلمذ على يديه أبناء أعزاء من الجيل الصاعد في دنيا الصحافة ولم يبخل قط بتجاربه أو خبراته على الجيل الجديد من أبناء المهنة ولم يكن يوماً طرفاً في نزاع أو خصومة على صفحات الجريدة فآثر السلامة دائماً ولم يستغل مركزه الإعلامي أو الإداري لابتزاز أو عقد صفقات مشبوهة في الخفاء بل ظل وفياً للحرف النقي والأهداف السامية. أما معالي الدكتور محمد عبده يماني فقد وصف الحسون بأنه ممن عمل فترة طويلة بصبر دون كلل أو ملل ويرفض أن يرد الإساءة بالإساءة حتى تحقق له رئاسة تحرير الزميلة البلاد وفرح له الكل بما تحقق له وإن كان تكريمه جاء متأخراً متمنين له التوفيق في رفع مستوى جريدة البلاد. كما تحدث الدكتور عبدالله مناع الذي قال: يمكننا أن نسمي علي الحسون (أيوب الصحافة) فقد صبر نائباً لرئيس تحرير البلاد أو رئيساً مكلفاً مدة طويلة وهنا يجب أن نحتفي بمعالي وزير الثقافة والإعلام لاختياره الحسون رئيساً لتحرير جريدة البلاد وان كان متأخراً ولكنه ليس ذنب معاليه. إن علي الحسون يمتلك مواهب كثيرة فهو ذواق وصاحب خفة دم وصاحب مجموعة من المقالب وهو يمتلك قدراً من الشجاعة إلى جانب كونه كاتبا مبدعا منذ زمن الستينات وأوائل السبعينات فهو يعتبر أبرز وأفضل الرؤساء الذين مروا على صحيفة البلاد هو والزميل قينان الغامدي أما البقية من الرؤساء الذي مروا على البلاد فلم يكن لهم أي تأثير. ومن الجانب النسائي تحدثت الصحفية منى مراد وقالت: ان تكريم الأستاذ علي الحسون هو تكريم لرمز يستحق التقدير فمسيرته الصحفية والأدبية حافلة بالإنجاز والعطاء والمتتبع لمسيرته الصحفية يستطيع أن يلمس حقيقة كفاحه وصبره فمنذ أن أشرف على ملحق الأربعاء الثقافي ثم انتقاله لجريدة البلاد مديراً للتحرير ورئيساً مكلفاً حتى أصبح رئيساً لها فهو لم يتعجل النجاح ولم يهرول وراء الأضواء بل كان دائما يعمل في صمت ويشعر بالنجاح إن نجح الآخرون إلا أن فارسنا قد تناسى القاص وذاب في الصحفي وسنكون سعداء لو عاد إلينا الحسون الأديب والقاص والروائي. كما ألقى الكاتب والمؤرخ هاني ماجد فيروزي كلمة جاء فيها: إن الأستاذ علي الحسون الأديب والقاص والصحفي المتميز والإداري الناجح هو في ذاكرتي لوحات عديدة وقد شرفت بصحبته في ردهات صحيفة المدينة وكان بطل القفشات البريئة كما انه يتمتع بأخلاق عظيمة وهو وطني إلى حد الغيرة ويؤثر قلة الكلام ويدافع عن أي إنسان في غيابه بل يمتلك قدرة عجيبة على التسامح ويحتاج منا الآن إلى التكاتف والتعاون للخروج بالجريدة إلى أفق أوسع. وفي نهاية الحفل تحدث المحتفى به الأستاذ علي الحسون شاكرا كل من تحدث في الحفل وأكد أن تأخيره عن التعيين لرئاسة تحرير البلاد هو بأمر الله تعالى والأمور مرهونة بأوقاتها. بعد ذلك أجاب فارس الاثنينية على أسئلة الحضور والتي انصبت حول تجربته الصحفية الطويلة ثم قدم الشيخ عبدالمقصود خوجة لوحة الاثنينية للمحتفى به الأستاذ علي الحسون.