شرعت هيئة المساحة الجيولوجية في برنامج عمل طموح يهدف الى تحسين سبل الاستفادة من ثروة تعدينية غير مستغلة بقيمة 5 ترليون ريال، وذلك من خلال اطلاق المرحلة الاولى من مبادرة البرنامج العام للمسح الجيولوجي الإقليمي على مساحة تصل إلى أكثر من 600 ألف كيلو متر، وتتمثل أعمال مشروعات هذا البرنامج في المسوح الجيوفيزيائية الجوية، والمسوح الجيوكيميائية الدقيقة، وإنتاج الخرائط الجيولوجية التفصيلية لمنطقة الدرع العربي، والكشف عن الثروات المعدنية التي تزخر بها المملكة . وتمثل المبادرة، التي تبلغ تكاليفها ملياري ريال، ركيزةً أساسية من ركائز خطط النمو الاقتصادي، التي تتجسد في «رؤية المملكة 2030» الهادفة إلى تحويل قطاع التعدين ليصبح الركيزة الثالثة للصناعة، من خلال برنامج نمو متسارع. ولتحقيق هذه الرؤية، تم بعناية، صياغة 13 برنامجاً تنفيذياً، من أهمها؛ برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، الذي يُركز على بناء القدرات الصناعية للمملكة، مع السعي لجعلها منصة لوجستية رائدة عالمية، وذلك في أربعة قطاعات رئيسة هي؛ الصناعة، والتعدين، والطاقة، والخدمات اللوجستية. ويشمل برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية جميع مراحل سلسلة القيمة في قطاع التعدين، بما في ذلك برنامج المسح الجيولوجي الإقليمي، وأهدافه المُتمثلة في الاستكشاف وجمع المعلومات. وحددت رؤية 2030 هدفٍ واضحٍ لقطاع التعدين، هو أن ينمو إسهامه في الناتج المحلي من حوالي 64 مليار ريال سنويًا، إلى حوالي 281 مليار ريال، بحلول عام 2035م. وفي هذا الإطار، قُدرت قيمة المعادن غير المستغلة، وحدها، بحوالي 5 تريليونات ريال، مع الأخذ في الاعتبار أنه قد يُكتشف المزيد من الثروات المعدنية.و أوضح الدكتور وديع قشقري؛ قائد البرنامج، أن جوهر الدور التعزيزي، لقطاع التعدين، الذي يقوم به البرنامج يكمن في مفهوم الاكتشاف، من خلال المسوح الجيوفيزيائية الجوية، و الجيوكيميائية، وإنتاج الخرائط الجيولوجية، وسيعمل خبراء هيئة المساحة الجيولوجية على بناء إطار عملٍ من مجموعات البيانات، بهدف توفير تحليلات لا تقدر بثمن عن الطبيعة الجيولوجية للمملكة