لا شك أن الوضع الحالي الذي يمر به العالم يمثل صدمة قوية ستؤثر في سلوك المستهلك وعاداته الشرائية، ولا شك أن الضغوط الاقتصادية فيما بعد انتهاء الجائحة ستعزز ما تم خلالها. فالخروج منها سيكون له أثر عميق على دخل الفرد في كل بلاد العالم وسيحتاج الى فترة حتى يستطيع أن يعدل قدراته المادية بعدها، ومع عودة الإنسان في مختلف دول العالم الى الأنشطة الإنتاجية، لا شك أن هناك نسبة محدودة تستطيع أن تعود كما كانت بعد العودة لإمكانياتها المادية. وبالتالي يتوقع أن تؤدي الصدمة الى أن يكون المستهلك أكثر حرصاً وسيميل الى الادخار حتى يستطيع أن يوازن بين قدراته المالية. كذلك سيكون أكثر وعياً في الإنفاق مقارنة بفترة ما قبل الجائحة. وبالتالي سيكون المستهلك أكثر وعياً وحرصاً مما يجعل سلوكه الاستهلاكي أكثر اختلافاً. كذلك نجد أن سلوكه الترفيهي سيختلف كثيراً عما قبل نظراً لأنه عايش واقعاً مختلفاً عن ما تم بناؤه في الفترات السابقة. الأمر الذي يستلزم من علماء التسويق والاستهلاك العودة ودراسته لتحديد التوجهات. وسيكون مماثلاً لسلوك البشر بعد الحرب العالمية الثانية والتي اكتوت منها جميع دول العالم. فهناك حقيقة جديدة حتى يتم اكتشاف اللقاح، إنه مرض فيروسي لا يمكن أن نحد من انتشاره أو القضاء عليه إلا بإلغاء الانتشار الاجتماعي. وبتغيير سلوكنا وأسلوب حياتنا لنصبح أكثر انغلاقاً وتفاعلاً. والسؤال الذي سنواجهه: هل سيكون الفرد أقل رغبة في الخروج أكثر وفي السفر وفي كافة الأنشطة الخارجية؟، وهل سيكون توجهنا وعاداتنا الاستهلاكية أكثر انغلاقاً وأقل تفاعلاً؟، هل ستختفي بعض العادات الاجتماعية والرغبة في الاستعراض والتفاخر؟، هل سنتعامل بصورة مختلفة مع الغير؟، كيف سنتعامل ونعوض مافاتنا؟، هل سيكون رد الفعل عكسياً أو سنستمر بسبب الأوضاع النفسية التي عايشناها في الفترات الماضية؟.. أسئلة كثيرة ومتعددة حتى يُنتَج اللقاح ونقضي على مخاوفنا من هذا الفيروس. لا شك أن الأيام القادمة وحتى تصبح الجائحة خلفنا وتكون ذكرى مع تنافس الدول في الوصول الى اللقاح وتحقيق المنفعة منه، ستكون الأوضاع مختلفة كلية حتى نعود لنقطة الصفر زمنياً.