تُعَدّ "متلازمة البط" ظاهرة نفسية تصف الأفراد الذين يبدون هادئين ومسيطرين على الأمور من الخارج، بينما يعانون داخليًا من التوتر والقلق ويبذلون جهدًا كبيرًا للتأقلم. استُلهِم هذا المصطلح من صورة البطة التي تبدو ساكنة على سطح الماء، في حين تتحرك أقدامها بسرعة تحت الماء للحفاظ على توازنها. أسباب متلازمة البط بحسب المستشار والباحث في المهارات أنس محمد الجعوان، غالبًا ما تظهر متلازمة البط بين طلاب الجامعات والأفراد ذوي الإنجازات العالية، وقد ترتبط بعدة عوامل، منها: * الضغوط الأكاديمية والاجتماعية: الانتقال من المرحلة الثانوية إلى الجامعية يزيد من المتطلبات والأنشطة، مما قد يرفع خطر الإصابة بهذه المتلازمة. * وسائل التواصل الاجتماعي: تعزز المقارنات الاجتماعية، إذ يعتقد الأفراد أن الآخرين يعيشون حياة مثالية دون بذل جهد يُذكر. * توقعات الأهل والمجتمع: الضغط المفرط والتوقعات العالية قد تدفع الأفراد إلى التظاهر بالكمال لإرضاء الآخرين. أعراض متلازمة البط لا توجد معايير تشخيصية رسمية لهذه المتلازمة، ولكن من الأعراض الشائعة: * القلق والتوتر الشديد. * اضطرابات النوم. * فقدان أو زيادة الشهية. * التشتت وضعف التركيز. * الشعور بأن الآخرين أكثر كفاءة أو نجاحًا. * المقارنة المستمرة بالآخرين. * التظاهر بالهدوء أمام الآخرين رغم المعاناة الداخلية. عوامل الخطر تشمل العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بمتلازمة البط: * العيش بعيدًا عن الأسرة لأول مرة. * زيادة متطلبات الدراسة أو العمل. * الضغوط الاجتماعية والتنافس الأكاديمي. * التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي. * الحماية المفرطة من الأهل، مما يؤدي إلى ضعف القدرة على التعامل مع التحديات. التعامل مع متلازمة البط لمواجهة هذه المتلازمة، يُنصح بما يلي: * الاعتراف بالمشكلة: الوعي بوجود المتلازمة وتأثيرها على الحياة اليومية هو الخطوة الأولى. * طلب الدعم: التحدث مع الأصدقاء أو العائلة أو المستشارين النفسيين يساعد في تخفيف الضغوط. * إدارة الوقت: تنظيم الوقت وتحديد الأولويات يقلل من الشعور بالإرهاق. * تجنب المقارنات:التركيز على الإنجازات الشخصية بدلاً من مقارنة الذات بالآخرين. * ممارسة التأمل والاسترخاء: تقنيات مثل التأمل واليوغا تساعد في تقليل التوتر والقلق. لذلك تعكس متلازمة البط التناقض بين المظهر الخارجي الهادئ والصراعات الداخلية التي قد يعاني منها الأفراد. ومن المهم الاعتراف بهذه المشاعر والسعي للحصول على الدعم اللازم للحفاظ على الصحة النفسية والتوازن في الحياة.