السعودية من الدول الرائدة في مكافحة المخدرات، حيث تولي اهتمامًا كبيرًا بمحاربة هذه الآفة الخطيرة، وتبذل جهودًا عظيمة للحد من انتشارها. وتعتبر مكافحة المخدرات من أهم القضايا التي يواجهها المجتمع السعودي، حيث تشكل هذه المخدرات خطرًا على الصحة العامة وتؤدي إلى تدمير حياة الأفراد وتفكك الأسر والمجتمعات. ومن هذا المنطلق، تعمل الجهات الأمنية بكل جهودها على توعية المجتمع بأهمية مكافحة المخدرات والحد من انتشارها. وجاءت حملة «بالمرصاد» بمتابعة وإشراف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، والتي تهدف للقضاء على هذه الآفة الخطيرة. رجال الأمن في المملكة سيقفون سدًّا منيعًا ضد عمليات تهريب وترويج المخدرات؛ نظرًا لما يتمتعون به من تأهيل وتدريب وخبرات ميدانية وإمكانات مادية وتقنية، حيث لهم دور توعوي من خلال إقامة المعارض في مختلف المناطق، واستخدام المنصات الإعلامية المختلفة للتوعية بخطورة المخدرات، والآثار المترتبة على تعاطيها، وسبل الوقاية منها، ورفع مستوى الوعي المجتمعي لمواجهتها ومحاربتها. وتعد جهود المكافحة من أبرز الجهود التي تعنى بها وزارة الداخلية، ممثلة بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات؛ لذا فهي تتبنى خطة مدروسة للعمل على إحباط أي محاولات تهدف إلى تهريب المخدرات بأنواعها المختلفة إلى المملكة بترويجها داخل البلاد. ولضمان نجاح برامج المكافحة فإن المديرية العامة لمكافحة المخدرات تعمل على إيجاد شبكة من العلاقات بين أجهزة الدولة ذات العلاقة، مثل: أجهزة حرس الحدود، والجمارك، على جميع المنافذ البرية والبحرية، وإدارات الجوازات والدوريات الأمنية، والمرور والشرطة، والدفاع المدني، ووزارة الدفاع والطيران، والحرس الوطني، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الشؤون الإسلامية، وغيرها من الأجهزة ذات العلاقة. وإذا كانت عمليات التنسيق عاملا فعالا في عمليات المكافحة فإن المديرية العامة لمكافحة المخدرات لا تغفل أهمية الإعداد لكوادرها فهي تقوم على المستوى الداخلي للمديرية بتدريب منسوبيها من ضباط وأفراد وموظفين عن طريق إلحاقهم ببرامج تدريبية ميدانية ونظرية تقام بصفة مستمرة سواء داخل البلاد أو خارجها، الأمر الذي أسهم في رفع مستوى الأداء في عملية المكافحة. أما فيما يتعلق بالمعلومات والتي تعد الركيزة التي تنطلق منها جميع عمليات المكافحة، ولأهميتها القصوى؛ فإن المديرية العامة للمكافحة تعطي ذلك جل وقتها وإمكانياتها نظرا لما تقدمه تلك المعلومات من فائدة عظيمة في نجاح عملياتها. ونظرا لحجم المعلومات المتوفرة لدى المديرية فإن الأمر يتطلب إيجاد عملية تصنيف وتبويب للمساعدة في سرعة توفر المعلومات لما تتسم به عمليات المكافحة من سرعة في التنفيذ؛ لذا فقد عمدت المديرية إلى استخدام الحاسوب في تخزين وتبويب المعلومات، كما عمدت إلى تطوير عمليات المراقبة والتحري والمداهمة والضبط، وذلك بتزويد جميع الإدارات العامة والأقسام التابعة للمديرية العامة بالمناطق ومكاتبها الخارجية بأحدث أجهزة المراقبة والتصوير والبحث والتحري والضبط. ولا ننسى أيضا أهمية دور أفراد المجتمع في المشاركة في جهود الحرب على المخدرات، من خلال الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه يتعلق بتهريب المخدرات وترويجها وتعاطيها، والعمل سويًّا للحد من هذه الآفة؛ للمحافظة على صحة وسلامة المجتمع. جهود رجال مكافحة المخدرات في بلادنا المباركة -رعاها الله- وضعت العقوبات المشددة لمروّجي ومهرّبي ومتعاطي المخدرات، لحماية شبابنا وشباب الأمة الإسلامية من هذا الداء الخطير والمدمّر، ووضحت أن الحملة الأمنية لمكافحة المخدرات تسعى لحماية مقدرات الوطن، والقضاء على مصادر هذه الآفة. ونسأل الله -عزّ وجلّ- أن يجزي قادة هذه البلاد المباركة ورجال أمنها خير الجزاء على ما يبذلونه من جهود مباركة لحفظ أمن وأمان الوطن والمواطن ومَن يقيم في هذه البلاد الغالية.