استطاع الكثير من الشركات المنتجة للمواد الاستهلاكية من كسر حاجز الاحتكار الذي فرضته شركات أخرى والتي تعد موادها «ماركة مسجلة»، عبر إنتاج الكثير من المواد بنفس الجودة وبأسعار أقل، لكن هناك من يسعى إلى تشويه ثقافة البديل على أنه غير مرغوب، ساهم في ذلك عدم وعي المستهلك بأهمية التحول إلى البديل، خاصةً في ظل الارتفاعات المتتالية في أسعار المواد الاستهلاكية والغذائية الأساسية، وهو ما أثر كثيراً على ميزانيات الأُسر. ويشتكي الكثير من المستهلكين من وصول أسعار السلع إلى مستويات لم يعودوا يستطيعون مجاراتها، مما يتطلب تثقيفهم ب»البدائل» التي اجتاحت الأسواق، والتي تُعد مشابهة للأصلية، وربما فتحت المجال أمام رب الأسرة لاختيار ما يُناسب قُدرته المادية، ليبقى الدور على وسائل الإعلام كبيراً سواء التقليدية أو الجديدة في توعية أفراد المجتمع بتلك البدائل. ويرى مستهلكون أن بعض البدائل لا تتشابه مع المواد الأصلية ذات السعر المُرتفع، الأمر الذي يتطلب قراءة «نُبذة» عن المنتج قبل شرائه، أو على الأقل تجربته، وإذا لم يكن بتلك الأفضلية، فلا يجب تعميم الحديث عن البدائل بأنها غير جيدة، فهناك الكثير من السلع نالت استحسان المتسوقين، وربما فضلوها على المنتج الأصلي. أحمد الثويني تحول ومقاطعة وقال المواطن «أحمد محمد الثويني»: إن قلة الوعي لدى المستهلك وعدم استطاعة الجهات المسؤولة تثقيفه بكافة أدواتها، له أثر كبير في بطء التحول نحو البديل، مُحملاً جزءاً من المسؤولية وسائل الإعلام المختلفة، خاصةً الجديدة ك»تويتر» و»الواتس آب» و»الإنستقرام» وغيرها، والتي يجب أن تشن حملات تجعل المستهلك يتفاعل مع التحول وإرشاده وتوعويته، لكي يتم إيقاف جشع المنتجين والموردين للمواد الاستهلاكية، التي تتزايد أسعارها يوماً بعد يوم، مُتسائلاً: لماذا لا نُمارس أسلوب المقاطعة لمن يرفع أسعاره؟، مؤكداً على أن الاستغلال انتهى وقته، مبيناً أنه كان من المهتمين بشكل كبير ب»الماركات»، وبالفعل كان يُفضل شراء الأصلي وإن كان باهظاً في الثمن، وكانت قناعاته تؤكد من خلال شرائها أنها ذات جودة عالية، لافتاً إلى أنه بالنسبة لأُسرته فحدث ولا حرج، لكن هذا لا يمنع أن يتحول إلى البديل الذي لا يقل جودة عن الأصلي، وبالفعل بدأ تدريجياً لكن بحذر. وعارضه «م.عبدالحافظ الجعلي» الذي أوضح أنه لا يمكنه التحول إلى البدائل إلاّ عندما ترتقي إلى جودة الماركات المعروفة، مضيفاً: «أنا لست ممن يمكن أن يتحول بسهولة؛ لأن أسرتي تعتمد بشكل كبير على الماركات ولا تفكر في تجربة البدائل إطلاقاً ما لم تثبت جودتها»، متسائلاً: ما دام سعر البديل قد قارب سعر الماركة الأصلية المعروفة فما هي جدوى التحول؟، مؤكداً على أن الفرق في بعض الأحيان لا يتجاوز بضعة ريالات!. محمد اليامي الإتيكيت السبب وأوضح «محمد اليامي» أنه ليس ممن يتعلق ب»الماركات»؛ لأنه يبحث عن البديل الجيد الذي لا يقل جودة عن الأصلي، مع مقارنة السعر والحجم والجودة، فإذا قيل له انه يستحق الاقتناء اشتراه؛ مضيفاً أن السوق يوجد فيه بدائل كثيرة وبجودة عالية، لكن شهرة المنتج صاحب الماركة قد تكون على الغالب نوعا من أنواع «الإتيكيت» لدى بعض المستهلكين، الذي يرون التحول إلى البدائل تقليلا في شأنهم، مبيناً أنه لا يهتم بذلك كثيراً، فهو عملي ولا يُحب المظاهر. قراءة مكونات السلع يُساهم في معرفة جودتها وشدّد «م.عبدالحافظ الظاهر» على أهمية الرقابة على الأسواق للتأكد من التزام التجار بعدم المبالغة في رفع الأسعار، كما أنه على المستهلك أن يحجم عن استخدام أنواع معينة من بعض المنتجات لكي يجبر الشركات المنتجة لكي لا تبالغ في أسعارها، مضيفاً: «لقد استخدم سلاح المقاطعة في وقت من الأوقات على بعض المنتجات التي تشتهر بجودة منتجاتها مما جعل البديل الجيد ينشط ويحل محلها»، مؤكداً على أن المنتجات البديلة تحتاج وعياً استهلاكياً من الجميع، حتى يجمح ارتفاع الأسعار للمواد الاستهلاكية التي أصبحت ظاهرة عالمية، مُحملاً وسائل الإعلام بضعف نشر الثقافة الاستهلاكية بين أوساط المستهلكين بالتعاون مع الجهات المعنية. وعي الشركات وأشار «م.ربندر حمزة» -مدير عام بإدارة الموارد البشرية بشركة سيارات- إذا تعوّد الشخص على «الماركات» تصبح سلوكاً، ومن الصعب التحول عنها ما لم يكن البديل جديراً بالثقة، مضيفاً أن بعض الشركات وفّرت بضائع مُشابهة للأصلية لكن باسم تجاري آخر، ثم طرحته في السوق بسعر أقل من الحقيقي لمنتجها حتى تحافظ على جودة الأصلي، مما يضمن لها الاستمرار والتواجد بالسوق، ولكي تحقق رضا كافة الأذواق، وبحيث يصبح البديل المنافس لماركتها لا يقل جودة عن منتجها الأصلي وبسعر أقل، ومن يريد أيا من المنتجين فالشركة هي المستفيدة في كلتا الحالتين، مبيناً أن هناك من يعمل في شركات اﻷغذية أو الكماليات وعلى دراية بالمنتجات المتشابهة، فيبدأ بتثقيف أُسرته وأقربائه بالتحول إلى البدائل من إنتاج ذات الشركات المعروفة، ومثال ذلك: منتج لأحد زيوت للطعام طرحت شركته منتجا بديلا من نفس المواد، وجعلت الاختلاف فقط في العلبة والاسم، لكن المستهلك الذي يشاهد الدعاية يميل أكثر إلى شراء المنتج الأصلي، مشيراً إلى أن المستهلك الذي هو موظف أساساً بالشركة المصنعة للزيت تجده يشتري البديل من ذات الشركة؛ لأنه يعرف أنه نفس المواصفات لقيمته الغذائية، ولا يخفى على الواعي بأن فرق السعر كبير جداً. تنوع السلع يُخفف الضغط على رب الأسرة عبر اختيار الأنسب مادياً قديمك نديمك وقالت «علا أكبر»: كثيرون دائماً ما يرددون مقولة «قديمك نديمك لو جديد أغناك»، ونرى أنهم خاصةً كبار السن تعودوا على لذة وطعم منتج معين ومستحيل أن يغيروه، وهذا بالنسبة للمواد الغذائية، أما بالنسبة ل»الماركات» الأخرى كالملابس فإن نسبة كبيرة من المستهلكين يبحثون عن الأقل سعراً وذي جودة متوسطة، وكذلك ما هو موجود في الأسواق من «موضات»، مضيفةً أن هناك من يتأثر بالإعلانات فيشتري المنتج المنافس لفترة التجربة وقد لا يكرر ذلك فيعود إلى منتجه القديم الذي تعوّد عليه. المراكز التجارية تضم بدائل جيدة وفي متناول يد المُشتري وأوضحت «منيرة عبدالرحمن» أن غلاء أسعار المواد خاصةً الغذائية يجبرهم على ثقافة البديل الذي قد لا يكون غالباً بنفس الجودة، لكن مع مرور الوقت وجدنا بدائل جعلتنا نغيّر عاداتنا في الاعتماد على «الماركات» المعروفة بالطبخ، مضيفةً: «كنا نتوقع أننا لا نستطيع التحول عنها، وكنا نخاف من تغيير بعض العلامات التجارية كالمواد المعلبة والأطعمة الأخرى، لكن الحملات على بعض الماركات العالمية المعروفة من خلال وسائل الاتصال الجديد جعلتنا نتحول مجبرين إلى البدائل وبنفس الجودة وبسعر أقل، وبهذا وفرنا الكثير من المال»، مؤكدةً على أنهم أفادوا من التحول لإجبار الكثير من الماركات العالمية على مراجعة أسعارها وتخفيضها حتى لا تجد نفسها خارج السوق. وعي المستهلك وأشارت «أم فادي» إلى أن البديل في أكثر الأحيان لا يرتقي إلى مستوى المواد المعروفة، مضيفةً أن منظر بعض علب البدائل الغذائية من الخارج مغرٍ لكن الطعم رديء، مبينةً أنها جرّبت مرات عديدة أن تستبدل أنواعا من الحليب التي تشتهر بسعرها المرتفع جداًّ وذات جودة عالية، إلاّ أنها وجدت البديل أقل جودة، فقررت العودة إلى الماركة المعروفة، مبينةً أنها لن تعود إلى البديل مهما كان الثمن، بل ولن تُهدر مالها بنوعيات غير جيدة فتكون ضحية التجربة. عبدالله مجلي وقال «عبدالله بن نجيم مجلي» -صاحب بقالة-: إن المنتجات المعروفة تغالي بأسعارها، على الرغم من أن منتجاتها لم تعد كالسابق، خاصةً في الطعم والحجم، وكل ما بقي لديهم هو الشهرة فقط، وهذا ينطبق على الكثير من المواد الاستهلاكية المشهورة، مضيفاً أن هناك نوعيات واعية من المستهلكين إذا أردت أن تعرض عليهم نوعيات من المواد البديلة يطّلع على النشرة للمنتج، فإذا كانت مشابهة للماركات المشهورة يأخذها بدون تردد، بعكس بعض المستهلكين الذي لا يكلفون أنفسهم بالبحث عن بدائل ويأخذون المنتجات المعروفة بأسعار عالية، وهذا ما شجّع الكثير من الشركات بالاحتفاظ بأسعارها، بل بالعكس بدأت بتقليل الحجم والإبقاء على الأسعار أو رفعها.