دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي عاد الاثنين لتولي مهامه في لندن بعد تعافيه من الاصابة بفيروس كورونا المستجد، البريطانيين الى مواصلة احترام اجراءات العزل رغم ان منحنى الوباء في البلاد بدأ ينخفض. وبعد شهر على تأكد إصابته بوباء كوفيد-19 وأسبوعين على خروجه من المستشفى، خاطب جونسون إلى البريطانيين من مقر رئاسة الوزراء. وعن الضغوط المتزايدة لوضع استراتيجية لتخفيف تدابير العزل، أعلن أنه "يتفهم نفاد صبر" البريطانيين الذين يلازمون منازلهم منذ 23 آذار/مارس. ووعد باتخاذ قرارات "في الأيام المقبلة" حول تغيير الاجراءات المعتمدة لتتماشى مع أزمة طويلة. لكنه حذر من ان العزل في الوقت الراهن ضروري وهو مفروض حتى السابع من أيار/مايو مبدئيا. وقال جونسون "بدأنا الآن نعكس الإتجاه" شاكرا البريطانيين على "حس المسؤولية" و"روح التضامن" لديهم. وأضاف "أعلم أن الأمر صعب. وأود إعطاء دفع للاقتصاد في أسرع وقت ممكن لكنني أرفض هدر جهود الشعب البريطاني وتضحياته والمجازفة بموجة جديدة من الإصابات". ومع 20732 وفاة في المستشفيات وحدها، تعتبر بريطانيا من الدول الأكثر تضررا بوباء كوفيد-19 في أوروبا. والحصيلة أعلى مع الوفيات في دور رعاية المسنين التي تقدر بالآلاف بحسب مسؤولين في القطاع. وخلال المؤتمر الصحافي اليومي في داونينغ ستريت الأحد لفت وزير البيئة جورج وستيس الى "مؤشرات مشجعة". والحصيلة الأخيرة التي نشرت الأحد لعدد الوفيات مع تسجيل 413 وفاة إضافية في المستشفيات، هي الأدنى منذ حوالى شهر. وفي غياب علاج أو حتى تطوير لقاح قبل نهاية العام على الأقل، ستكون الطريق طويلة قبل طي صفحة أزمة كوفيد-19. "نقاش بين راشدين" الأحد أعلن وزير الخارجية دومينيك راب الذي تولى شؤون رئاسة الوزراء في غياب جونسون، أن بريطانيا "في مرحلة حساسة وخطيرة". لكن في الكواليس هناك انقسامات داخل الفريق الحاكم بحسب الصحافة، إذ يقلق مسؤولون من العواقب الاجتماعية والصحية لعزل صارم يستمر فترة طويلة. وسيضطر جونسون إلى اتخاذ قرار بهذا الصدد. وبعدما بقي في المستشفى في لندن لأسبوع لتلقي العلاج، بدأ جونسون فترة نقاهة في 12 نيسان/أبريل في مقر حكومي في شيكرز. وخلال هذه الفترة واجهت البلاد ما يسميه العلماء ذروة تفشي الوباء في موازاة انتقادات عديدة للحكومة. وبقي جونسون ثلاثة أيام في العناية المركزة. وكان رئيس الوزراء البريطاني أعلن أن معركته مع وباء كوفيد-19 "كانت لتأخذ أي منحى" وأن العاملين في نظام الرعاية الصحية البريطاني (أن أتش أس) انقذوه "من الموت بلا شك"، وهو "مدين لهم بحياته". ووجه زعيم المعارضة العمالية كير ستارمر في نهاية الأسبوع الماضي رسالة إلى جونسون كرر فيها انتقاداته مؤكدا انه ينتظر "بفارغ الصبر" لقاء رئيس الوزراء. وأضاف أن "أخطاء" ارتكبت والحكومة "لم تتحرك بسرعة" إن لناحية تطبيق العزل وإجراء فحوص كشف الإصابة، أو لناحية النقص الكبير في مستلزمات حماية الطاقم الطبي ودور رعاية المسنين على حد سواء. وغرد "قدم البريطانيون تضحيات كبيرة لتأتي تدابير العزل بنتائج إيجابية. يستحقون المشاركة في نقاش بين راشدين بشأن الخطوات المقبلة".