يساهم الإعلام في توعية الجمهور في كيفية التعاطي مع الأزمة، من خلال تحديد ما يصل إلى الجمهور من أخبار ومعلومات، وكيفية تفسيرها له من خلال الأحداث التي تتم تغطيتها، والطريقة التي يقدمون بها الموضوع.. فيجب أن يكون الهدف من التناول الإعلامي على كافة مستوياته لأي أزمة هو مساعدة المجتمع في مواجهتها والتغلب عليها، وغرس القيم وبث الأمل بين أفراد المجتمع، وليس تقسيمه وبث الفرقة بين صفوفه. وتبرز أهمية الدور الذي تقوم به الوسائل الإعلامية في إدارة الأزمات سواء من حيث دورها في أحداثها، أو الإسهام في تفاقمها، أو المساعدة في حلها. فنشاهد مثلاً التعامل المميز لعدد من المنابر الإعلامية مع جائحة كورونا ومنها مثلاً "قناة الاخبارية" التي حرصت على التوعية والتثقيف للمجتمع، وكانت المنبر الذي يستقي منه الجميع الأخبار والمعلومات ومنها المؤتمر الصحفي الذي يتم بثه عصر كل يوم ويتحدث من خلاله عدة متحدثين إعلاميين (الصحة، الأمن العام، التعليم، التجارة)، ونشاهد الإحصائيات التي يتم الإفصاح عنها بكل شفافية، والجهود المبذولة من قبل الحكومة في كل المجالات التي تهم المواطن والمقيم. وهناك أنواع من المعالجة الإعلامية للأزمات ومنها: - المعالجة المثيرة التي تركز على التهويل وتخويف الأفراد والمجتمعات. - المعالجة السطحية التي ينتهي اهتمامها بالأزمة بانتهاء الحدث. فشاهدنا عدداً من المنابر الإعلامية التي تمتهن الكذب وتزييف الحقائق من خلال الكذب والتضخيم والتهويل وهذه إحدى نظريات الدعاية والإعلام وهي نظرية "الدعاية والدعاية المضادة" وصاحبها وزير الاعلام في عهد الحكومة النازية "حكومة هتلر" (جوزيف غوبلس)، والتي تقول "اكذب.. اكذب، حتى يصدقك الناس، ومن ثم تصدق أنت نفسك"، ونجد في عالمنا العربي اشتهر وزير الإعلام العراقي خلال عهد صدام حسين "محمد سعيد الصحاف" الذي كان يخدر الشعب العراقي من خلال تصاريحه الرنانة "والعلوج" في داخل بغداد، وذلك من خلال قناة الجزيرة التي رأينا كذلك تعاطيها مع أزمة جمال خاشقجي، أو قناة المسيرة وهي تتحدث عن استيلاء الحوثيين على المنطقة الجنوبية (جازان ونجران) من المملكة العربية السعودية. وهنا يبرز دور الإعلام المضاد من خلال دراسة أساليب وكيفية الرد عليه، ومتى يتم الرد عليه؟، ومعرفة حجم وقوة الإعلام المضاد، فمثلاً لا أساوي قناة الجزيرة بقناة المسيرة، عندما أحاول التعامل مع الإعلام المضاد، بل يجب قياس أهمية الوسيلة الإعلامية وحجمها والفئة المستهدفة لها. كما يجب عدم الانفراد في التعامل مع الأزمة إعلاميًا من جهة واحدة، بل اشراك جهات الاختصاص المسؤولة عن طبيعة الأزمة، لأن تضافر الجهود يؤدي إلى التكامل، وتحقيق النتائج الإيجابية. كما يفضل في الأزمات تعزيز التعاون مع المؤسسات الإعلامية والكوادر الإعلامية المختلفة (تلفزيون، إذاعة، صحف رسمية، صحف الكترونية، منصات تواصل اجتماعية)، من أجل تحقيق التأثير في الرأي العام، من خلال تزويدهم بكمية من المعلومات التي تهدف إلى نشرها. وفي الأزمة يجب التركيز على القصص الإنسانية التي تحتويها الأزمات، لأنها تجذب القارئ، وتثير الفضول لديه في التعرف على تفاصيل تلك الأزمة من خلال معايشته لها، لأن الأزمات تترك آثارًا عميقة على مختلف جوانب الحياة حتى بعد انتهائها.