أعلنت قيادة القوات المسلحة الإيرانية، اليوم ، عن أن الطائرة الأوكرانية أسقطت نتيجة "خطأ بشري"، بعد استهداف الطائرة "دون قصد". وفي رد فعل غاضب تجمع مئات المتظاهرين في طهران احتجاجًا على إسقاط الحرس الثوري الإيراني طائرة أوكرانية ومقتل 176 شخصًا كانوا على متنها، من بينهم إيرانيون وعلت الهتافات المنددة بالمرشد الإيراني علي خامنئي والسلطات، وطالب المحتجون خامنئي بالرحيل، فيما أظهرت فيديوهات قوات الباسيج تقوم بتطويق تجمعا للطلاب في طهران. وأظهرت المقاطع هتافات الإيرانيين ضد السلطات قائلة "النظام يرتكب الجرائم وخامنئي يبرر"، وفشلت تعازي المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس حسن روحاني في تهدئة الإيرانيين الغاضبين، الذين عبروا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم لإخفاء الحقيقة من جانب الدولة. وتساءل كثير من الإيرانيين عن السبب في أن السلطات لم تغلق مطار طهران والمجال الجوي للبلاد وقت أن كانت في حالة تأهب لصد انتقام محتمل بعد الضربات الصاروخية. وطالب بعض الإيرانيين باستقالة المسؤولين ورفضوا اعتذارهم. وكتب أحدهم على تويتر: "أنتم انتقمتم من الإيرانيين". وجاء ذلك ردا على قول روحاني على تويتر: "تأسف الجمهورية الإيرانية بشدة لهذا الخطأ الكارثي".وكتب مستخدم اسمه صادق على تويتر يقول "لا شيء غير الاستقالة". وفي رسالة على تويتر ، ألقى وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف باللوم في تحطم الطائرة على ما وصفه ب"نزعة المغامرة الأمريكية. وردت عليه إحدى الناشطات قائلة: "هذا هو خط النهاية أيها السيد الوزير! لقد هدمتم كل شيء". وكان قائد قوات الجو- فضاء- التابعة للحرس الثوري الإيراني، العميد أمير علي حاجي زادة، قد ذكر أن جنديًا أطلق الصاروخ الذي أسقط طائرة البوينج الأوكرانية الأربعاء في طهران، من دون حصوله على تأكيد لأمر الإطلاق بسبب "تشويش" في الاتصالات.وصرّح حاجي زادة، بأن الجندي اعتقد أن الطائرة "صاروخ كروز"، وكان لديه "عشر ثوانٍ" لاتخاذ القرار، مشيرًا إلى أن الصاروخ انفجر قرب الطائرة الأوكرانية، وأضاف أنه يتقبل كامل المسؤولية في إسقاط الطائرة، وجاهز لأي عقاب، وأي قرار يتخذه المسؤولون بهذا الشأن. وادعى حاجى أن الحرس ظن أن الطائرة الأوكرانية التي أسقطها صاروخ كروز وأضاف في مؤتمر صحفي أن الحرس "سيقبل أي قرار يتخذه المسؤولون في هذا الشأن". أوكرانيا تطالب بمعاقبة المذنبين والتعويض ومن جهته، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بمعاقبة المذنبين وبدفع تعويضات من قبل إيران. وقال على صفحته ب"فيسبوك": "ننتظر من إيران إحالة المذنبين على القضاء ودفع تعويضات". وعبر عن أمله في "استمرار التحقيق بلا تأخير متعمد وبلا عراقيل"، مؤكدًا أن خبراءنا ال45 يجب أن يتمكنوا من الحصول على كل عناصر التحقيق". أما رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو فقال، الخميس، إن عدة مصادر استخباراتية أشارت إلى أن صاروخًا إيرانيًا أسقط طائرة الخطوط الأوكرانية الدولية في رحلتها "بي إس 752" بعد إقلاعها من طهران، مضيفًا أن الأمر "قد لا يكون متعمدًا". وانتشر تسجيل فيديو من عشرين ثانية يظهر ما يبدو أنها لحظة إصابة الطائرة. ويظهر التسجيل جسمًا يتحرّك بشكل سريع ويرتفع في السماء قبل أن يظهر وميض ساطع ثم يخفت ويواصل تحرّكه إلى الأمام. وبعد عدة ثوانٍ، سمع دوي انفجار. "حرب نفسية" وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني: إن بلاده تشعر بأسف "عميق" لإسقاط طائرة مدنية أوكرانية، معتبرًا ذلك "مأساة كبرى وخطأ لا يغتفر". أما وزير الخارجيّة الإيراني محمد جواد ظريف فقدم "اعتذارات" بلاده عن كارثة طائرة البوينغ الأوكرانيّة بدون أن يعفي واشنطن من المسؤولية. وكتب ظريف في تغريدة على تويتر "يوم حزين". وأضاف أن "خطأ بشريًّا في فترة الأزمة التي تسببت بها نزعة المغامرة الأمريكية أدّيا إلى الكارثة". وكانت طهران قد نفت من قبل بشكل قاطع فرضية رجحتها دول عدة، وخصوصًا كندا، بأن الطائرة أصيبت بصاروخ. وقال رئيس منظمة الطيران المدني الإيرانية علي عابد زاده: "هناك أمر واحد مؤكد هو أن هذه الطائرة لم تصب بصاروخ". وأضاف أن التحقيق "سيتطلب وقتًا"، محذرًا من كل تكهنات لا تأخذ في الاعتبار نتائج تحليل الصندوقين الأسودين للطائرة اللذين عثر عليهما الأربعاء. كما حض حسام الدين آشنا، مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، في تغريدة على "تويتر"، وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية في الخارج إلى "عدم المشاركة في الحرب النفسية" على إيران في هذه القضية. المرشد يطالب بمعالجة "التقصير" وطالب المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي القوات المسلحة الإيرانية بمعالجة "التقصير" المحتمل في هذا الحادث الأليم؛ لضمان عدم تكراره، وفق بيان نشر على موقعه الرسمي وحسابه على "تويتر". وبحسب وكالة فارس الإيرانية القريبة من المحافظين، أُبلغ خامنئي الجمعة بإسقاط طائرة البوينغ 737 التابعة لشركة الطيران الجوية الأوكرانية، الذي حصل بسبب "خطأ بشري"، وأوعز بالإعلان عن نشر نتائج التحقيقات بصدق.