تتجه الأنظار اليوم إلى ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة (الجوهرة المشعة)، حيث الكلاسيكو السعودي الناري بين الاتحاد والهلال، الثالث على التوالي بين الفريقين هذا الموسم، وخلال أقل من ثلاثة أسابيع، ضمن الجولة الرباعة من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين. والتقى الاتحاد والهلال خلال الأسبوعين الماضيين مرتين لحساب دور ربع نهائي دوري أبطال آسيا، فتعادلاً ذهابًا بدون أهداف، وفاز الهلال إيابًا 3 /1 وتأهل لنصف نهائي البطولة. ويدخل الفريقان مباراة اليوم بحسابات جديدة، خاصة أن كل منهما أصبح كتابًا مفتوحًا للآخر، فضلاً أن الجهاز الفني لفريق الاتحاد بقيادة سييرا، وضع يده على الأخطاء التي ارتكبها الفريق والجهاز الفني في مباراة الإياب الآسيوي وكلفته الخروج من البطولة القارية. الاتحاد شهد الأيام الماضية جلسات متعددة بين إدارة النادي الاتحادي بقيادة أنمار الحائلي والجهاز الفني بقيادة سييرا، لتصحيح مسار الفريق، وتم إصدار عدد من القرارات، والتي كان على رأسها إلغاء عقد التشيلي لويس خيمنيز، بعد أن استقر رأي الجهاز الفني والإدارة معًا على عدم جدوى استمرار اللاعب، بعد ظهوره الباهت في مباراة الإياب الآسيوي، ومن قبلها في مباراة الذهاب، رغم منحه الفرصة الكافية سواء في الدوري أو البطولة الآسيوية. ويتوقع أن يجري سييرا تغييرات بحسابات دقيقة على تشكيلة الفريق، سيراعي فيها الحفاظ على القوام الأساسي للتشكيل الذي اعتاد الاعتماد عليه في المباريات الماضية، حتى لا يتأثر الانسجام بين اللاعبين. ويستعيد الاتحاد اليوم المدافع مروان داكوستا ومواطنه كريم الأحمدي، كما سيتم منح عبدالعزيز البيشي الفرصة، مع عودة البرازيلي رومارينهو إلى مركزه الأساسي خلف المهاجمين، بدلاً من الاعتماد عليه كمهاجم صريح، في ظل عودة بيرجوفيتش إلى مركز رأس الحربة. من جانبه حرصت إدارة نادي الاتحاد على متابعة تدريبات الفريق الأخيرة، وعقد اجتماعات مكثفة لانتشال اللاعبين من أزمة الخروج الآسيوي، والتأكيد على توفير الدعم الكامل للجهاز الفني لاستعادة الانتصارات وإسعاد الجماهير. الهلال على الجهة المقابلة يعيش الفريق الهلالي، أيامًا فنية جيدة مع مدربه الجديد الروماني رازفان لوشيسكو، بعد أن استطاع أن يقود الفريق لنصف نهائي دوري أبطال آسيا، مقتربًا خطوة كبيرة من البطولة «الحلم» للهلاليين، لكن سيكون على الهلاليين إعداد العدة لتجاوز عقبة كبيرة في نصف النهائي، ومتمثلة في فريق السد. يتوقع ألا يجري لوشيسكو تعديلات كثيرة على تشكيلة فريقه التي خاض بها مباراة الإياب لآسيوي أمام الاتحاد في ملعب محيط الرعب، بل سيسعى المدرب إلى تثبيت التشكيل، بعد أن استعاد الفريق قوته الضاربة كاملة، بمشاركة محمد البريك بعد أن تماثل للشفاء تمامًا، وكذلك تثبيت سلمان الفرج في وسط الملعب إلى جوار كنو، بما يمثلانه من ثقل فني في منطقة المناورات بالملعب، فضلاً عن استعادة الفريق، نجمه نواف العابد الذي تعافى تمامًا. فنيًا يعتمد لوشيسكو على الدفع بالإيطالي جيوفينكو في وسط الملعب خلف جوميز، ليقوم بدور همزة الوصل بين وسط الملعب والهجوم، فضلاً على اختراقاته من الخلف للأمام في عمق دفاع المنافس، مع وجود الجناحين سالم الدوسري في اليسار وكاريو في اليمين وأمامهما جوميز بتحركاته المزعجة في منطقة الجزاء. وقد يدفع لوشيسكو بنواف العابد أساسيًا في المباراة بعد ما احتفظ به على دكة البدلاء في المواجهة الماضية بين الفريقين، فضلاً عن الاستعانة بخدمات إدواردو وعمر خربين، بهدف تفادي إصابة بعض اللاعبين بالإجهاد قبل مباراة السد المرتقبة.