استعدت هونغ كونغ لمزيد من المظاهرات الحاشدة في مطلع الأسبوع حتى بعدما حذرت الصين أمس الجمعة من أنها قد تستخدم سلطتها في إخماد الاحتجاجات وحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس الصيني شي جين بينغ على لقاء المحتجين بصفة شخصية لنزع فتيل التوتر المستمر منذ أسابيع. وأجرى مئات من الشرطة المسلحة الصينية الخميس تدريبات في استاد رياضي في مدينة شنتشن المتاخمة لهونغ كونغ بعد أن قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها «تشعر بقلق عميق» بشأن التحركات، الأمر الذي أثار مخاوف من أن القوات قد تستخدم لتفريق الاحتجاجات. من جهتها، أكدت صحيفة رسمية صينية الجمعة أنه «لن يكون هناك تكرار» لما حصل في ساحة تيانانمين في حال تحركت بكين لقمع تظاهرات هونغ كونغ. وفي إشارة نادرة إلى تلك الواقعة الدامية التي تعد من المحرمات في الصين، شددت صحيفة «غلوبال تايمز» أن لدى بكين وسائل أكثر تطورا من تلك التي استخدمت قبل ثلاثين عاما لسحق التظاهرات في العاصمة. وكتبت الصحيفة الصادرة بالإنجليزية في افتتاحية أن «بكين لم تقرر التدخل باستخدام القوة لقمع أعمال الشغب في هونغ كونغ، لكن هذا الخيار في متناولها بالطبع». لكنها أضافت «هونغ كونغ لن تكون تكرارا للحادث السياسي في الرابع من يونيو عام 1989». وتابعت «الصين أكثر قوة ونضجا، وقدرتها على التعامل مع أوضاع معقدة تطوّرت بشكل كبير». وتشهد هونغ كونغ تظاهرات مستمرة منذ عشرة أسابيع، انطلقت احتجاجا على مشروع قانون يجيز تسليم مطلوبين للصين، وتطورت إلى المطالبة بحقوق ديموقراطية، وترافقت أحيانا بأعمال عنف. وتتزايد المخاوف من أن تكون بكين تعتزم التدخل، ربما عسكريا، في المدينة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي. وما ساهم بتعزيز هذه المخاوف صور عربات مدرعة وعسكريين صينيين يلوحون بالأعلام في مدينة شينزن الحدودية هذا الأسبوع، ما دفع بالمعلقين الدوليين إلى استحضار ذكرى حملة القمع الدموية للتظاهرات المطالبة بالديموقراطية في تيان أنمين. واقتحم الجيش الصيني ساحة تيان أنمين بالدبابات لينهي احتجاجات الطلاب، وتم بث صور العملية في جميع أنحاء العالم. وتتراوح حصيلة العملية بين مئات وآلاف القتلى بحسب التقديرات، في غياب أي أرقام رسمية.