تأتي المباراة بعد تعافي العميد، وعقب تهيئة غير عادية للعالمي.. رمى النصراويون البطولة الآسيوية جانبًا، وأراحوا النجوم، واستعادوا همهم.. المغربي نور الدين مرابط، الذي غاب عن اللقاء الماضي، فكان الغائب الحاضر، واليوم يعود وعليه آمال نصراوية عريضة، النصر أراح كافة محترفيه من أجل التأهل لأغلى الألقاب ورد الاعتبار. في المقابل لم يعد الاتحاد ذلك الحمل الوديع الفريق الذي يتحرك خبط عشواء، فمع سييرا تصححت الأوضاع، وأصبحت تحركات الاتحاديين مدروسة تصنع الارتباك في صفوف الخصوم، وبنظرة فنية على الفريقين، فإن الحارس النصراوي المحترف الأسترالي جونز، مصدر أمان لزملائه، وفي الجهة الأخرى، استعاد فواز القرني شيئًا من بريقه، وأعاد الثقة لعرين النمور. أما خط الدفاع، فدفاع النصر ببرونو ومايكون والغنام وعبدالرحمن العبيد، خط مقنع، وإن كان قد شهد تصدعات في مباراة الدوري، فقد غربلهم هجوم العميد بقيادة فهد، وإن كنت أرى أن مشاركة عمر هوساوي مهمة للنصراويين بتميزه بالسرعة لمجاراة سرعة الاتحاديين ومرتداتهم الخطرة. بينما دفاع العميد يقوده المحترف داكوستا، وهو صمام الأمان، وإلى جواره أحمد عسيري الذي يتحدى الظروف ويقدم مستويات متميزة ينصفه الفنيون، ويعود الظهيران للمشاركة.. سعود المولد ومنصور الحربي، والأول أثبت جدارته، والآخر يعود بخبرته، وعليه أن يزيد يقظته الدفاعية. أمام دفاع الاتحاد محاور بأدوار مختلفة، فالدور التقليدي والقاطع يتولاه كريم الأحمدي، ومن المحتمل أن يعود باجندوح للمشاركة، وإن كان المحترف سانوجو قد أثبت جدارته في آخر اللقاءات كلاعب مكانه أرض الملعب وليس دكة البدلاء، وصانع الألعاب المهم جدًا فيلانويفا، ويعتمد الاتحاد في هجومه على تحركات الخطر فهد المولد وإزعاجه بفتح الثغرات في دفاعات المنافسين، ومن أمامهما البرازيلي رومارينهو، ورأس الحربة بريجوفيتش، الاتحاد مطالب اليوم بتسريع اللعب والاعتماد على المرتدات السريعة للوصول إلى شباك النصر مع توازن في الأداء وساتر دفاعي يبعد هدافي النصر من المناطق الخطرة، علمًا بأن هناك أوراقًا رابحة للعميد، وباتت دكة البدلاء أفضل حالًا عن السابق، في مقدمتهم عبدالعزيز البيشي الذي أثبت براعته في المباراة الأخيرة أداءً وتسجيلًا، والمحترف رودريغيز لاعب خطر، وعبدالرحمن الغامدي اكتملت جاهزيته. أما النصر فوسطه مكمن قوته، بأبرز اللاعبين وصانع الألعاب نور الدين مرابط الذي يعتبر مكمن الخطورة في الفريق النصراوي، ومن خلفه المحور بيتروس وجوليانو، ولهما دور كبير في أداء الفريق، بالإضافة لصاحب المجهود الوافر عبدالله الخيبري، مع احتمال مشاركة يحيى الشهري بعد مستوياته المتميزة مؤخرًا، ومقدمة النصر يتولاها أحمد موسى في الأطراف وكان له دور بارز في مباراة الدوري الأولى في التوغل داخل دفاعات الاتحاد، أما الهجوم النصراوي فيمثله الهداف الخطير جدًا عبدالرزاق حمدالله النجم الذي لا يغيب سواءً فاز النصر أو خسر. مدرب الاتحاد سييرا يعرف فريقه جيدًا، كما يعرف النصر تمامًا وهذا ما كشفته مباراة الدوري الأخيرة حينما لعب على أخطاء النصراويين وأجبرهم بطريقته على ارتكاب المزيد منها، فهل يكررها التشيلي أم يكون للمدرب العالمي البرتغالي فيتوريا كلام آخر، ويبرهن على أنه استوعب الدرس ليقدم لنا اليوم نصرًا قادر على انتزاع التأهل من أرض الاتحاد، لا سيما وأن المباراة ستشهد حضورًا جماهيريًا كبيرًا لأنصار العميد وهو أمر محسوم، فمدرج الذهب يقدم دروسًا في فنون التشجيع والمؤازرة وانتشار الفريق من أسوأ الظروف لأجمل العروض، ومدرج الشمس له دور هو الآخر في مستويات العالمي، وحضوره بارز في كل مكان. مواجهات الكبار لا تتوقف، فطالما أنهما يتقدمان للأمام فلا بد أن يلتقيا، بالأمس القريب تواجه العميد والعالمي، وكانت الغلبة للاتحاد، بعد مباراة أسمعت وأمتعت القاصي والداني، وتابعها العرب من الخليج للمحيط في ليلة لا تنسى من مواجهات الدوري، واليوم نحن على موعد مع مواجهة أخرى بين الكبيرين في دور نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين.