كلّ الحبّ والبقاء يارب لكل صديقات العمر في أنحاء أرضك.. وأنحاء قلبي.. لكنّي بحاجة صديقة تطرق بابي بالعشّي والإشراق، غير عابئة بلباسها، ولا تسريحة شعرها، قد يكون أساساً غير مسّرح ليس مهماً!! تطرق بابي وتدخل بهدوء ترمي بجسدها على كرسي الحديقة الُملقى على الأرض تعدّله بنفسها، تطلب منّي كوب شاي حساوي، وتُخرج من حقيبتها شيبسات أو فصفص أو بسكويت شاي، ليس لديها حديث ذو أهمية لكن قدماها ساقتاها لي.. فقط لنبتسم، لنتبادل أحاديث يومية بسيطة، تُجبرني على الحديث فقط لنثرثر.. أتذكر في نصف ثرثرتنا أن عشائي ع النار، أنني لم أكمل مذاكرة ابنتي، أطلب منها حمل حقيبتها والخروج، تخرج مبتسمة وهي تسألني عندك شيء بكرة؟ أقفل الباب وراءها وأنا ممتنة لحديث عابر كسر روتيناً ممّلاً. أحتاج صديقة أطرق بابها لأجد رأسها كومة كسنام جمل «أووه حاطة حناء في شعرك»؟؟ تجيب (نعم حنّيته قبل شوي ليس مهماً.. لم أحضرللتقييم فصديقتي لا شك أنيقة جميلة بكل حين وفي أي مظهر) وأدخل مطبخها بصحبتها نعمل قهوة فأنا في حاجة لكوب قهوة وحديث صادق لا تقف المظاهر عائقاً له، أحتاج صديقة لا نهتم حين نلتقي لتفاصيل الضيافة ولا تناسق البراد مع الفنجان، ولا أهتم لتفاصيل مكياجها ولبسها وإكسسوارها.. أحتاج صديقة أكسر معها زخم المشاغل وشعور المسؤولية والاحباط، نكفّ عن الشكاوي وكل ما هو سلبي، نبتسم في وجه الحياة، نمارس شيئاً من شقاوة الطفولة وعبث المراهقة، نتفق أن نمشي.. ونجري.. ونذهب السوق سوياً ونعود لنفرش عشاءنا البسيط على سفرة لا تحمل ملاعق طعام وملاعق حلا وصحون غَرف وصحون شوربات وكاسات الماء وسكيناً وشوكة!! ونكتفي بصحن واحد وملعقتين. أحتاج صديقة حين يزورني الضيق أو الحزن أطرق بابها أو أرسل لها رسالة أطلب منها الحضور، ليس لتفريغ حملي في قلبها الجميل.. لا.. لا.. لكن لأكتفي بوجودها جانبي لتغيير موجة الحزن وتجاهلها لأصنع معها جواً جديداً.. أصلح به قلبي.