صاروخك الذكي، أيها السيد المطلق، إذ ما أكد بذكائه الخارق شيئا، أكد أنك غبي أكثر مما ينبغي، ونسبة الغباء لديك أعلى من معدلها لدى بعض الأباطرة العرب الذين سمحوا لك بقياس منسوبه في اختبار صواريخك الذكية في شعوبهم، بعدما اختبروا فيها وبدورهم، ما أنعمت عليهم به من وسائل القتل.. وقد صحت بك، توقعات كاسترو الزعيم الكوبي، حين قال عشية انتخابك: "أرجو ألا يكون هذا الرجل غبيا بالمقدار الذي يبدو عليه". كان هذا رجاء كاسترو حين شاهدك تستعدّ لقيادة سفينة العالم نحو الجنون، أعتقد أنه لاحظ ذلك من الملامح الموحية بمقادير من عوارض هذه الموهبة والتي لم تفلح ربطة العنق الحمراء، غالبا، واليد التي تحيّي المريدين على عجل وبشكل جانبي موارب، لم تفلح هذه الامور وغيرها من اكسسوارات الرئاسة، في إخفائها، او في ستر العيب الواضح بشكل لا يحتمل الشك، في البروفايل الرئاسي، خاصة. أما الأناقة الرئاسية فليس بمقدورها اضافة مقادير من الذكاء، بل على عكس ذلك تظهر اكثر فداحة نقصانه. ... والتفرد في قيادة السفينة ليس إلا تأكيدا اضافيا على ارتفاع منسوب ضغط الغباء، فالعاقل والسويّ والعادي، يستحيل ان يقبل تحمل مصير الكون وحيدا، على الأقل هو يحتاج لشركاء يشاطرونه تحمل مشقات القيادة ومفاجآتها... أنت فعلت ذلك واخترت شريكين، لكنء، للأسف، شريكاك فيهما مس منك، بخاصة الاسباني إزنار الذي يبدو متفوقا عليك ومتقدما في ارتفاع ضغط الغباء بنسب ملحوظة، وعوارض الميثولوجيا لديه جلية واضحة. أما الانكليزي السيد بلير، فعلى الارجح انه خلط ذكاءه المَرضي بغبائك فالتبس عليه الامر وظن نفسه سيد الامبراطورية القديمة وتخطاك في حماسته المفرطة في قيادة السفينة نحو الجبل الجليدي حيث ستكون المأساة لا محالة... وأعتقد ان السيد بلير يعاني امراضا ميثولوجية شبيهة بالتي يعاني منها السيدان الآخران بوش وإزنار، فهذا الثلاثي ورابعهم وربما عاشرهم العربي، يعتقدون ان الباري عز وجل بعثهم لتخليص البشرية من آفاتها. أرجو ان تشاهد ايها القبطان، فيلم "التيتانيك"... ... فالحمولة الزائدة من ركاب الدرجة الثالثة التي تدفعها الى الموت، لم تؤجل الغرق المحتوم ولم تفلح في نجاتك مع الثنائي بلير وإزنار، مع الاعتذار من قبطان (التيتانيك) الذي كان على قدر عظيم من الشهامة إذ إنه لم يقبل مغادرة مقصورة القيادة لينجو بنفسه بل ربط مصيره بمصير من آمنوا به، فهو لم يغدر بهم كما غدر قبطان العصر حتى بجنوده الذين قُتلوا بالرصاص الذي يقتلون به في عواصف الموت باليورانيوم... لكن للأسف، جنودك كانوا لا يعلمون أنك تقتلهم برصاصهم، وحين علموا ذلك منعتهم من مقاضاتك. أعتقد انك شاهدت مرارا على شاشات التلفزة ذلك الجندي المصاب باليورانيوم وهو يقول إن ما فعلته جريمة بحق الله والانسانية، وإن مائة وعشرين الف جندي اميركي اصيبوا باليورانيوم في حروبك على الانسان. قال إن "ما تفعله جريمة كونية إذ انك تلغي الحياة لأربعة مليارات سنة في ارض العراق". ايها السيد...!! إذا غدرت بجنودك الذين تحولت أجسادهم الى شهادات للموت الذي دفعتهم اليه، فماذا عساك ان تفعل بشعوب تراها في الاساس عبئا ثقيلا في رحلتك الصهيونية؟ كيف ستوجه صاروخك الذكي الذي اخترق جسد الانسانية من قانا جنوبلبنان الى ملجأ العامرية؟؟ فيما لو كنت اقل غباء؟؟ أما السؤال الذي لا أعرف من يجيب عنه، فهو: كيف تسمح البشرية لنفسها بأن تراك ووزير دفاعك تحددان مصير العالم وتمحو بذكاء سلاحك حياة احتملت غباءك المرعب. والمرعب اكثر، ان وزير دفاعك يفصح بما يشبه الأسف انه يستخدم السلاح الاكثر كلفة في الحرب على العراق وكأنه كان يود ان يقتل الشعب العراقي بسلاح رخيص!!! فركّاب الدرجة الثالثة يُفترض ان يموتوا بأكثر السلاح رداءة وبأقله كلفة؟؟!! عجيب امر هذا الرجل والأعجب منه هو: كيف تحتمل البشرية ان تراكم وتشاهدكم وانتم على هذا القدر من الحقد؟؟؟ وكانت الحفلة كلها مسابقة بين الاغبياء، الفائز الاكبر فيها من يفتك اكثر بالحياة... ربما شارون يجد نفسه أقل دموية في رحلتك المأساوية هذه. كاتب لبناني عن جريدة السفير اللبنانية