العلم غذاء العقل، وهو السبيل الوحيد إلى قيام الأمم ورفعتها وتقدّمها وازدهارها، وقد حثّنا ديننا الحنيف على طلب العلم والسعي وراءه، فالعلم هو الطريق الوحيد لمعرفة الحقائق واكتشاف كلّ ما هو مبهم وغامض، ومواكبة كلّ ما هو جديد في هذا العالم، وحتى ينتشر العلم بين البشر لا بد من وجود المعلّمين الذين يحملون على عاتقهم هذه المسؤوليّة العظيمة. تعتبر مهنة التدريس من أشرف المهن التي يقوم بها الإنسان، فأهميتها لا تقلّ أبدًا عن الطبّ أو الصيدلة أو المحاماة وغيرها من المهن، فالمعلم هو الشخص الذي ينشئ أجيالًا واعدةً متعلمةً ومثقفةً، فعندما يقف المعلم في الصف فإنه يعطي علمه لعشرات الطلاب وليس لطالب واحد؛ لذا فإنّ تأثيره على المجتمع سيكون كبيرًا من خلال التأثير على عقول ذلك العدد الكبير من الطلاب، فالمعلم قبل أن يعطي علمه لتلاميذه فهو أيضًا يعلّمهم الأخلاق الحميدة، ويهذب طباعهم، ويجعل منهم أشخاص ذوو هدف في هذه الحياة، وينير عقولهم ليفكروا بطريقة صحيحة وإيجابيةّ، ولكشف الحقائق أمامهم، كما أنّ جميع المهن الأخرى لا يمكن أن تكون موجودة دون المعلم، فالطبيب مثلًا قبل أن يصبح طبيبًا كان قد مرّ على يدي معلم جعله يتقن الطبّ، والمعلّم يولد الأمل لدى طلابه ويجعلهم أكثر يقينًا بأنّهم هم بناة المستقبل. إضافة إلى كلّ ما سبق فإنّ المعلم هو الذي يخلق طلابًا أكثر إبداعًا في مجالات الحياة المختلفة من خلال تجدده وابتكاره في أداء مهنته، وهو الذي يشجعّهم على المضي قدمًا نحو المزيد من الإبداع، ومن ثم فإنّ مهنة التدريس هي المهنة الوحيدة القادرة على بناء المجتمعات الناجحة والمتفهّمة لهذه الحياة ومتطلّباتها، والمواكبة لكلّ ما هو جديد في هذا العالم، وهي المهنة التي تنشئ العلماء والمفكّرين في المجتمعات المختلفة.. ختامًا.. لا نزيد فيما قد قيل عن المعلم.. قال الشافعي رحمه الله: إن المعلم والطبيب كلاهما... لا ينصحان إذا هما لم يكرما فاصبر لدائك إن أهنت طبيبه... واصبر لجهلك إن جفوت معلمًا