نظمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز الملتقى العلمي الأول لطلاب الدراسات العليا بالكلية تحت عنوان: «باحثون (1)»، وأقيم حفل افتتاح الملتقى يوم الأحد الماضي في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالجامعة برعاية معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي الذي أناب عنه سعادة الأستاذ الدكتور يوسف التركي وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، وبحضور سعادة وكيلة الجامعة لشطر الطالبات أ. د. هناء النعيم، ومشاركة عدد من المسؤولين من عمداء ووكلاء وأعضاء هيئة التدريس من شطري الطلاب والطالبات بالإضافة إلى حضور كثيف لطلاب وطالبات الدراسات العليا، وتبين من مداخلاتهم أنهم طلاب وطالبات في كليات مختلفة وليس في كلية الآداب فقط، ولكن لكون الحدث العلمي مهماً للغاية فقد حرص طلاب وطالبات من تخصصات مختلفة على حضوره للفائدة. وكان لسعادة الأستاذ الدكتور فيصل بالعمش، عميد كلية الآداب كلمة ضافية مرتجلة تحدث فيها عن أهمية الملتقى لتطوير مهارات طلبة وطالبات الدراسات العليا وتشجيعهم على البحث العلمي الرصين وحرص الكلية على أن تصل هذه الأبحاث لأكبر شريحة من المجتمع من خلال نشر هذه الأبحاث في إصدار خاص لمجلة الكلية. وتقوم فكرة ملتقى «باحثون» على استقطاب أبحاث طلاب وطالبات الدراسات العليا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في ندوة علمية رصينة تستمر أسبوعاً كاملاً، يلقي فيها الطلاب المشاركون أبحاثهم كأي مؤتمر علمي محلي أو عالمي في جلسات متتابعة على أن يضطلع الطلاب بكل المهام المتعلقة بالملتقى من رئاسة الجلسات وإدارة الحوار وتقرير النتائج وخلاف ذلك من المهام تهيئةً لهم ليكونوا باحثي وعلماء المستقبل،وهي تجربة فريدة وغير مسبوقة عربياً وعالمياً إذ جرت العادة أن يشارك بعض طلاب الدراسات العليا في مؤتمرات وندوات علمية ضمن مشاركين آخرين من الأساتذة الذين يرأسون الجلسات ويديرونها، ولكن لم أسمع عن ندوات يشارك فيها الطلاب فقط، كما حدث في هذا الملتقى، وهو سبق يُحسب لكلية الآداب بجامعة المؤسس ولاشك. ومن اللافت أن عدد البحوث المقدمة للملتقى بلغ مائة وتسعين بحثاً، اختير منها اثنان وثلاثون لتُقدَّم في جلسات الملتقى، ولم تترك بقية الأبحاث، بل ستُنشر في إصدار خاص لمجلة الكلية كما أسلفت. ولم يتوقع القائمون على الملتقى أن تكون المشاركات بهذا العدد الكبير كما لفت إليه عميد الكلية د. بالعمش، وتبين لهم بعد ذلك هذا الإقبال الكبير. وشهد حفل الافتتاح الإعلان عن الكثير من الإنجازات الكبيرة التي تشهدها الكلية والجامعة، ومن ذلك تدشين مشروع «المستودع الرقمي للنتاج العلمي بالكلية»، الذي تحدث عنه بكثير من التفصيل وكيل الكلية للدراسات العليا والبحث العلمي أ. د. محمد صالح الغامدي وتتلخص فكرته في جمع كل البحوث العلمية لأساتذة الكلية وطلاب الدراسات العليا منذ بدء البرامج الأولى للدراسات العليا بالكلية عام 1396ه أي قبل أكثر من أربعين عاماً لتكون متاحة للباحثين والمهتمين كاملة وليس مستخلصات فقط. كما أعلن في الحفل عن الرسائل العلمية الفائزة بجائزة أفضل رسالة علمية في الماجستير والدكتوراه للعام الدراسي 1438ه - 1439ه، كما أعلن المشرف العام على كرسي الأمير نايف رحمه الله للقيم الأخلاقية الدكتور سعيد أحمد الأفندي عن مبادرة الكرسي بتخصيص جائزة مقدارها عشرون ألف ريال لخمسة باحثين من طلاب الدراسات العليا عن الأبحاث المتعلقة بالقيم الأخلاقية مع طباعة 200 نسخة من كل بحث. وكل تلك المبادرات إنما تهدف لتشجيع طلاب الدراسات العليا على بذل المزيد من الجهد في البحث العلمي الرصين لخدمة دينهم ووطنهم وهو ما أكد عليه سعادة عميد الدراسات العليا بالجامعة أ. د. سعود السلمي في لقائه المفتوح مع طلاب وطالبات الدراسات العليا الذي اختتم به الحفل. وعلى مدى أسبوع كامل قدمت البحوث وشهدت حضوراً وتفاعلاً لافتاً.