قبل عدة أسابيع أصدر معالي أمين محافظة جدة قرارًا بتعيين عدد من الاخوات كرئيسات لعدد من البلديات الفرعية وكانت ردود الأفعال للقرار مختلفة وكثر الحديث حوله وهذا غير مستغرب، فالبعض قد يفوته المرحلة التي تعيشها بلادنا ودخولها في مصاف الدول المتقدمة ويظل يختزل تلك المرحلة التي مرت في الحقب الزمنية الماضية التي كانت تعترض على تعليم البنات ولم تتبلور ثقافة الزمن الحالي بما اشتملت عليه من برامج التحول الوطني 2030 وما وصل إليه الشباب السعودي من مستوى فكري وثقافي وتأهيلي أهّله ليتبوأ أعلى المراكز والمناصب مع تدفق أعداد خريجي الجامعات بالمملكة عطفًا على العائدين المؤهلين من الابتعاث الخارجي بنين وبنات الذي جعل مثل هذا القرار وغيره أمراً طبيعياً. ولاشك أن النساء شقائق الرجال ويشكلن أكثر من نصف المجتمع، ولابد من إتاحة الفرصة لهن للمشاركة في دفع عجلة النمو والتقدم والازدهار لبلادنا الغالية بتوجيه كريم من قيادة هذه البلاد وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد حفظهما الله. إن دعم هؤلاء النساء معنوياً ومادياً سيعزز ما يطمحن إليه من تحقيق الأهداف السامية والارتقاء بمستوى خدمات المواطن ومعالجة المشكلات العالقة وتذليل الصعوبات والعقبات التي تعيق عجلة التنمية. ولا يخفى على اللبيب أن هؤلاء النساء قد يكون لهن ولأسرهن شيئًا من الخصوصية ولذلك فإن الاهتمام بتكوين فريق عمل يشد بعضه بعضاً سيجعل الكثير من السلبيات تتلاشى، وكما يقول المثل الشعبي (قوم تعاونوا ما ذلوا). وقد لا أكون متشائمًا إن قلت بأن هؤلاء المسؤولات في حاجة إلى متسع من الوقت للوقوف على مدى الإنتاجية في عملهن وتقويم الأداء سلباً وإيجاباً وحينئذٍ ستتضح الرؤية وتكون العبرة بالنتائج فإما أن تكون التجربة ناجحة ويمكن التوسع فيها وإما أن يكون العكس وهذا ما لا نتمناه. أرجو الله لهؤلاء المسؤولات التوفيق والسداد وأن ييسر على طريق الخير خطاهن وأن يكن خير مثال للمرأة المسلمة بما يعزز دورها الريادي التاريخي.