أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكةالمكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية، أن إجمالي الحجاج القادمين من خارج المملكة حتى صباح أمس (الثلاثاء) بلغ (1,521,918) حاجًا، موضحًا سموه أن أعلى الجنسيات قدوما هي إندونيسيا تليها باكستان ثم الهند وبنجلاديش وتركيا وإيران. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده سموه ظهر أمس بمركز الإيواء في مشعر مزدلفة، بعد أن اطمأن سموه على جاهزية المرافق والقطاعات لخدمة ضيوف الرحمن، وقال سموه: «أتقدم بالشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله، ولسمو ولي عهده الأمين ولسمو وزير الداخلية، ولجميع الجهات والمؤسسات والهيئات الحكومية والأهلية نظير العناية والاهتمام بضيوف الرحمن ليأدوا مناسكهم في طمأنينة ويسر وسهولة». وأوضح أمير منطقة مكةالمكرمة في حديثه لوسائل الإعلام، أنه تم إصدار 224655 تصريحًا لحجاج الداخل، فيما تم ضبط 87 مكتبًا وهميًا وجرى إحالة أصحابها للنيابة العامة، كما تم ضبط 355453 مخالفًا لأنظمة وتعليمات الحج، وألقي القبض على 2760 ناقلاً مخالفًا لحجاجٍ غير نظاميين، كذلك بلغ إجمالي المركبات التي تمت إعادتها من منافذ العاصمة المقدسة 157335 مركبة. شرف الخدمة وعن التعامل مع ضيوف الرحمن، أكد سموه أن الجميع مسخرون لخدمتهم وتوفير سُبل الراحة لهم خلال رحلتهم الإيمانية، مستشهدًا بما يقوم به رجال الأمن لخدمتهم الحجيج، موضحًا أن ذلك يأتي من منطلق أخلاقهم الإسلامية التي يتمتعون بها، وإيمانهم برسالة الإسلام التي تحث على سمو الأخلاق والتربية واستشهد بذلك أحد مواقف رجال الأمن وهو غيض من فيض عندما شاهد امرأة من حجاج بيت الله الحرام وهي تحاول أن تقي قدميها من حرارة الشمس قام بتقديم حذائه فداء لها، وأن هذا الموقف يدل قمة وسمو الأخلاق، مهنئًا سموه رجل الأمن وأسرته والمجتمع والدولة التي نشأ فيها والتي تبنت مشروع قيم الأخلاق الإسلامية والحميدة. تطوير وإبداع وفي رده على استفسار «المدينة» حول مشروعات الحج وما أنجز منها، كشف الأمير خالد الفيصل أن هناك مشرعات كثير نفذت من جميع الجهات، وليست هناك جهة لم تطور ما لديها من مشروعات سابقة، مبينًا أن أبرز وأهم ما لاحظه خلال جولاته في هذا العام هو التنسيق العالي بين الجهات العاملة في الحج وعملها المتسم بالتطوير الذاتي والتفكير الإبداعي الذي أوجد الحلول دون انتظار الاعتمادات المالية مما أثلج صدري، مستشهدًا سموه بسرعة إنهاء إجراءات الحجاج في مجمع صالة المطار بعد أن كانت تشهد تكدسًا، إذ تمت جدولة الرحلات وتنظيمها، ويتم إنهاء إجراءات أكثر من 40 ألف حاج بمجمع صالات الحج والعمرة يوميًا بيسر وسهولة، كذلك تسهيل وتنظيم تنقلات الحجاج من المطار وإلى مكةالمكرمة، مضيفًا سموه أن استخدام التقنية أسهم في سرعة الإنجاز ودقته، كما استدل سموه على الأفكار الإبداعية بما أنجزته القوات المسلحة بإنشائها في وقت قياسي مستشفيات متنقلة بالمشاعر مزودة بكل التجهيزات والمعدات والكوادر البشرية، مضيفًا: «هذه الإنجازات المبتكرة التي نبحث عنها». أذكى المدن وعن المشروعات التطويرية لمكةالمكرمة والمشاعر، قال الأمير خالد الفيصل: إن أمر سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- بإنشاء الهيئة الملكية لمكة والمشاعر برئاسة سمو ولي العهد يعتبر أكبر خطة تطويرية لها، كما أن أول اجتماع الهيئة كان مبشرًا بالخير، وبإذن الله سترون النتائج خلال الفترة المقبلة، وأضاف سموه متفائلا: «أن مكة والمشاعر ستكون من أذكى مدن العالم خلال السنوات العشر المقبلة». وفيما يتعلق بوقوع حوادث كبيرة لا قدر الله وعن الاحتياطات التي من خلالها مواجهتها أكد سموه الكريم أن الإجراءات والأجهزة الأمنية تتطور في كل عام وأن إمكاناتها أكبر بكثير من الأعوام السابقة. تجاهل وعن محاولة بعض الجهات المغرضة التقليل من جهود المملكة في خدمة ضيوف الرحمن أكد سموه أن أجمل طريقة لمواجهة هذا ذلك هو تركهم وعدم إعطائهم أكبر مما يستحقونه، والذي يستحقونه هو تجاهلهم وكأنهم غير موجودين. زيارة تفقدية وكان الأمير خالد الفيصل قد تفقد أمس المشاعر المقدسة، وكانت المحطة الأولى زيارة مستشفى القوات المسلحة الميداني بمشعر عرفات، حيث استمع سموه لنبذة عن المرفق والذي تبلغ طاقته الاستيعابية 50 سريرا، مجهز بغرفة للعمليات والأشعة والكوادر الطبية، كما وقف الأمير خالد الفيصل بعد ذلك على المشروعات التي أنجزتها هيئة تطوير المنطقة في المشاعر المقدسة، ومنها توسعة العديد من الطرق داخل المشاعر وتظليل ممرات المشاة، وإنشاء ممرات لفصل حركة المشاة عن الحافلات، كما اطلع سموه على الخطة التشغيلية لأمانة العاصمة المقدسة بالمشاعر المقدسة والتي شملت 27 مركزًا للخدمات و23 ألف عامل وموظف يعملون على مدار 24 ساعة لتنفيذ الخطة التي تشمل جميع المجالات. ثمّ زار سموه مركز الإيواء التابع لوزارة المالية بمشعر مزدلفة، واطلع سموه على المشروعات التي نفذتها وزارة المالية في المشاعر المقدسة ومنها مجمع الدوائر الحكومية ومراكز الإيواء، بعد ذلك ترأس سموه اجتماع لجنة الحج المركزية بمركز الإيواء، واطلع خلاله على استعدادات مختلف الجهات الخدمية والطبية التي ستقدم لضيوف الرحمن. وختم أمير منطقة مكةالمكرمة بالقول: «باسم الملك والدولة والشعب أقدم أعظم التمنيات لضيوف الرحمن بأن يتقبل الله حجهم ونسكهم وأن يعودوا إلى أهلهم سالمين غانمين ونحن نفخر بخدمتهم في كل عام».