وجهت «الانتفاضة الشعبية» المستمرة منذ أكثر من أسبوع في معظم المحافظاتالجنوبية في العراق «صفعة جديدة» للنظام الإيراني، الذي بات يتجرع سما حاول دسه للحكومة العراقية. وأكد مسار الاحتجاجات انقلاب «السحر الإيراني» على نفسه، وهو الذي عمد إلى قطع خطوط الكهرباء عن المحافظاتالجنوبية، وزيادة «المد الملحي» القادم من أراضيه في مياه شط العرب. وسعى نظام الملالي من وراء ذلك إلى دفع سكان الجنوبالعراقي إلى الاحتجاج على حكومة العبادي، للضغط باتجاه تشكيل تحالف حكومي طائفي يصب لصالحها، بعد النتائج المخيبة لحلفائها بالانتخابات. إلى ذلك كشفت وسائل إعلام محلية عن قصف المدفعية الإيرانية المناطق الحدودية الشمالية مع العراق، أمس، وذلك تزامنًا مع الاحتجاجات الشعبية. وأفاد أهالي ناحيتي حاجي عمران وسيدكان، بإصابة عدد من السكان المحليين من القرى في المناطق الحدودية مع إقليم كردستان بالقرب من ناحيتي حاجي عمران وسيدكان. يشار إلى أن العديد من المراقبين المحليين يشيرون إلى وجود مخطط إيراني لزعزعة استقرار العراق، لتأخير عملية تشكيل الحكومة التي جرت انتخاباتها في مايو الماضي، وأفرزت عن صدارة تحالف سائرون المدعوم من مقتدى الصدر الرافض للتدخل الإيراني. إيقاظ الوعي الوطني إيران «بحسب مراقبين» أججت، بأفعالها الوعي الوطني لدى متظاهري جنوبالعراق، الذين تيقنوا أن النظام في طهران لا ينظر إليهم على أنهم حلفاء أو مقربون تحت مسمى الانتماء المذهبي. وإنما يعتبر أرواحهم ومعاناتهم مجرد ورقة ضغط تستخدمها أو تحركها خدمة فقط لمصالحها. سقوط حاجز الخوف وقال محللون: إن تظاهرات الجنوب أسقطت حاجز الخوف لدى المواطن البسيط من التعرض لميليشيات طهران في العراق، فبعد أن كان المواطن الجنوبي أسير أفعال هذه الجماعات بات هو من يبحث عنها ليقتص منها. وباتت مقار وحمايات هذه الأحزاب تبحث عن ملاذ آمن، وتستنجد بالقوات الحكومية لحمايتها وحماية مقارها. اعتقالات بالبصرة نفذت السلطات الأمنية العراقية، أمس، حملة اعتقالات واسعة طالت العديد من الشباب في البصرة، على خلفية الاحتجاجات المستمرة التي تشهدها المحافظة الواقعة جنوب البلاد. واندلعت في البصرة، منذ أكثر من أسبوع، مظاهرات حاشدة؛ احتجاجًا على ارتفاع البطالة وسوء الخدمات في المحافظة، التي تعد أحد أغنى المحافظات؛ لاحتوائها نحو 70 بالمئة من احتياطيات النفط العراقي. احتجاجات أمام حقل الزبير النفطي استخدمت الشرطة العراقية الهراوات وخراطيم المياه لتفريق نحو 250 محتجًّا تجمعوا عند المدخل الرئيس لحقل الزبير النفطي الضخم أمس، وسط تصاعد التوتر في مدن بجنوبالعراق بسبب تدهور الخدمات العامة. وقال مسؤولون في الحقل، الذي تديره شركة إيني الإيطالية: إن عمليات الإنتاج تسير بشكل طبيعي. وعبر المحتجون عن غضبهم عند حقول عدّة نفطية منذ بدء المظاهرات قبل تسعة أيام. وقال رجل أمن في مكان الاحتجاج: «لدينا أوامر بعدم إطلاق النار ولكن لدينا أيضًا أوامر بعدم السماح لأي أحد بالتأثير على العمليات في حقول النفط، وسوف نتخذ ما يلزم من إجراءات».