اتسعت رقعة الاحتجاجات العراقية الغاضبة بسبب سوء الأوضاع المعيشية وامتدت لمحافظات عدة خلال الأيام الماضية، فيما رفعت السلطات الأمنية أمس، حالة الاستنفار وتوعدت بإجراءات رادعة ضد من وصفتهم بالمندسين. وتجددت المظاهرات في البصرة عند منفذ صفوان الحدودي مع الكويت، مطالبين بتحسين الخدمات وتوفير فرص عمل. وفي محافظة بابل، اقتحم متظاهرون مكاتب لحزبي «الدعوة» و«الفضيلة» في مدينة القاسم جنوبي المحافظة. كما قطع المتظاهرون شوارع رئيسية في مدينة الحلة مركز محافظة بابل. وأكدت مصادر ميدانية أن المتظاهرين في محافظتي النجف وميسان أحرقوا مقار عدد من الأحزاب في المحافظتين، احتجاجا على سوء الأوضاع المعيشية في مناطقهم. وعقد المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي اجتماعا طارئا في ساعة متأخرة من مساء أمس، برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي، إذ اتهم من وصفهم ب«المندسين» بافتعال أعمال العنف. وناقش المجلس تداعيات الاحتجاجات في بعض المناطق العراقية، لا سيما جنوبي البلاد، مؤكدا أن السلطات العراقية ستتخذ كافة الإجراءات الرادعة بحق هؤلاء المندسين وملاحقتهم وفق القانون، مضيفا أن «الإساءة للقوات الأمنية تعد إساءة بحق البلد وسيادته». غضب المحتجين يأتي ذلك في وقت بدأت المظاهرات الغاضبة في البصرة جنوبي العراق قبل نحو أسبوع، احتجاجا على البطالة وسوء الخدمات، مما اضطر رئيس الوزراء إلى التوجه هناك للوقوف على الأزمة. وامتدت المظاهرات لتشمل مدينة النجف، حيث اقتحم مئات العراقيين مطار المدينة وأوقفوا الحركة الجوية لساعات، قبل أن يتم استئنافها لاحقا بعد فرض حظر للتجول. من جانب آخر، انقطعت خطوط الإنترنت بشكل شبه كامل في العاصمة بغداد ومحافظات جنوبي العراق طوال الساعات الماضية، وبدأت الخدمة تعود بشكل متعثر قبل قليل. وتصاعد التوتر بعد مقتل متظاهر لدى إطلاق نار خلال تفريق التظاهرة، في حين تظاهر صباح أول من أمس عشرات المواطنين أمام حقل القرنة النفطي في شمال البصرة. وتوجه العبادي إلى البصرة قادما من بروكسل، حيث كان يشارك في اجتماع التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، واجتمع فور وصوله مع قيادة العمليات العسكرية للمحافظة والمحافظ أسعد العيداني ومدير شركة الطاقة، إضافة إلى لقائه في وقت لاحق شيوخ عشائر.