أثبتت هيفاء عبدالباري أن «الإعاقة» يمكن قهرها بالصمود والتحدي والعمل، وهو ما فعلته من خلال حرفة «صناعة السبح». ولم تثنيها الإعاقة عن الإبداع في حرفة صناعة السبح ذات الألوان الجذابة المزودة بقطع فضية، وإكسسوارات منحتها مزيدًا من الأناقة والفخامة فرغبتها في تحدي ذاتها، وتحليها بالصبر والإرادة، قاداها لاستكمال مشوارها بنجاح. ورغم أن «الشلل النصفي» جعلها تعاني مصاعب في حركة اليد، أو الوقوف فترات طويلة، منذ 23 سنة فإنها مضت قدمًا وخاضت مجالات الحرف اليدوية والمشاركة المجتمعية، ولم تجبرها الإعاقة على الانزواء والابتعاد عن المجتمع، بل العكس كانت محفزًا ودافعًا لها أثبتت لنفسها وللآخرين أنها حققت ما عجز عن تحقيقه بعض الأصحاء، وواصلت العطاء لخدمة الوطن. تقول هيفاء: خلال 5 سنوات أتقنت هذه الحرفة، وانتقلت من مجرد الهواية إلى الإنتاج والبيع والمشاركة في البازارات النسائية والفعاليات والمهرجانات، وأضافت أن التنافس يحتاج لتجديد وإتقان وتميز وجودة، فالمواد التي أستعملها في صناعة السبح عبارة عن الأحجار الكريمة المختلفة، وعجينة الفيمو المعجونة بالزيوت العطرية بحسب ذوق الزبون، والتي أعمل على عجنها وتحويلها لقطع كروية، أومكعبات على هيئة حبيبات الخرز التي أعمل على تخريمها والبدء في صياغتها، سواء كسبحة أو عقد أو إكسسوار، وتطعيمها بقطع كريستالية وفضية مطلية بالفضة، لمزيد من الجاذبية والتفريق بين السبح النسائية والسبح الرجالية التي تخلو عادة من القطع الكريستالية، وتزود بعبارات فضية «يارب، الله». وأكدت أن معظم الزبائن تجذبهم الألوان والدقة والشكل الجميل للسبحة، معربةً عن امتنانها لزوجها وأبنائها الداعمين الأوائل لها، وبرنامج «بارع» الذي من خلاله أتقنت صناعة السبح، ومكنها من المنافسة السوقية وعرض منتجاتها، وإيجاد منافذ لتسويقها وبيعها.