لم تكن بداية أشهر صانعي السبح هواية أو تسلية، بل هي تحدٍّ في إتقان هذه المهنة التي أوصلته المركز الثالث عالميًّا في خراطة السبح، ويقول إبراهيم العبيداء من أهل حائل: إن بدايتي وأنا صغير كانت مع رجل كفيف يعمل في صناعة السبح وكنت مندهشًا من عمل ذلك الشخص وسألته، وقال: سر لا يعرفه أحد ومن هنا بدأ التحدي، وبدأت في اقتناء السبح النادرة والغريبة حتى عملت في خراطة السبح، وأعمال صيانة وتخريم وتعديل بالمبرد وأي أداة تخدمني في تلك الفترة تساعدني في الصيانة، وكان لدي هاجس أني أكون مصنّع للسبح ولم أجد المعدات المناسبة أو الاحترافية. وفي يوم من الأيام عملت شاهد سبحة من قطعة خشب بالمبرد وهي نسخة لسبحة أعجبتني تعود ملكيتها لجد أحد الأصدقاء وهو يقتنيها منذ 40 سنة وقد لمحتها سريعًا وحفظت شكلها. وعن كيفية صناعة السبح قال الحرفي إبراهيم العبيداء أحد أشهر حرفيين «السبح» كنت مولعًا باقتناء السبح، وكنت أعمل بعض الأعمال الخفيفة مثل «عمل الخيط وتصليح الكركوشة». وقبل 5 سنوات بدأت بالتصنيع، مستفيدًا من خبرتي في بعض الأعمال التي كنت أجيد صناعتها، بعد أن تدربت على يد شيخ السُّبحية جمال الجهني. وعن مراحل التصنيع قال، إنها تبدأ في تقطيع الخام وتسبيب الأطراف والتخريم وتشكيل الخرز، ثم الصنفرة والتلميع والشك بالخيط، وفي الأخير الكركوشة. وأضاف أن المواد المستخدمة في السبح أنواع عدّة، منها الطبيعية مثل «العاجيات، الأخشاب، الأحجار»، والنوع الثاني مواد شبه طبيعية، مثل «المواد العضوية»، والنوع الثالث المواد المصنعة، مثل «كالبكالات والفيبر والبلاستيك»، ويوجد في السبح قصات متعددة للخرز، مثل «الدائري، الزيتوني، الزوردي، البرميلي، الصنوبري»، وفي الاميات «منارة المسجد، المنارة البحرية الأزهري والملولوي، العراقي، الجرس». وأشار إلى أن العمل في السبحة الواحدة يتراوح ما بين ساعة إلى 28 يومًا، يحكمها نوعية الخامة، والتصنيع، وهي حرفة البال الرائق، وتختلف في أسعارها بحسب جودتها ونوعيتها، وتتراوح أسعارها ما بين 400 ريال إلى 1000 ألف ريال.