بفرح وفخر قال المهندس نظمي الناصر الرئيس المكلف لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية إن 60 في المئة من خريجي كاوست الأوروبيين والأجانب حملة الدكتوراة رفضوا مغادرة المملكة مؤكدين أنهم وجدوا البيئة المناسبة للإبداع والابتكار.. وكل هؤلاء يدعمون علماء وأكاديميي المملكة في الجامعات السعودية. ويشير الناصر إلى تأسيس واحتضان نحو 35 شركة في مجالات تكنولوجية عديدة تستطيع الدخول الى قطاع الأعمال ضمن اقتصاد المعرفة. بل إن (5) من هذه الشركات بدأت بالفعل محققة نتائج وأرباحًا جيدة لصالح العلماء والطلاب وجميع أطراف الشراكة. رواس من شوقية مكة على مائدة عشاء صغيرة جلس أنس رواس ومحمد الحربي وهما من أبناء مكةالمكرمة يرسمان ملامح الغد المشرق، ويمنيان النفس بإضافات حقيقية للوطن.. إنهما من حيين متجاورين.. الأول من حي الشوقية والآخر من حي الفيحاء، والواقع أن ما كان يفوح في جلستهما ليست رائحة العشاء، وإنما رائحة العلم الحديث والمعرفة الواسعة. يقول أنس: إنه حصل على البكالوريوس من جامعة وسترن كنتاكي في الولاياتالمتحدة في تخصص الأحياء، وعندما عاد تقدم بأوراقة ل»كاوست» بواسطة «الإنترنت» حيث لا واسطة هنا البتة! وجاءه القبول. ويضيف: تم قبولي على أساس المعدل التراكمي، ثم اجتزت المقابلة الشخصية، وقد ساعدت دراستي في وسترن كنتاكي على صقلي بحث كنت واثقًا من نفسي أثناء المقابلة.. طموحي هنا بعد تكملة الماجستير اختيار عالم أحياء كبير للإشراف على الدكتوراة، لأنهي مرحلتي الأكاديمية وأنطلق لسوق المعرفة السعودي عبر أحد برامج «كاوست»، أما محمد الحربي الذي حصل على بكالوريوس الهندسة الكهربائية، من جامعة الملك عبدالعزيز فقد ساعده معدله العالي في القبول وحيدًا من 15 خريجًا آخرين تقدموا معه.. ويطمح الحربي في الانتهاء سريعًا من الماجستير والدكتوراة لا ليعمل خبيرًا أو في قطاع الأعمال وإنما ليصبح معلمًا! قلت كيف؟ قال: أريد أن أشارك في منظومة نهضة التعليم في بلادي! أريد التدريس، لأكمل مسيرة أبي وأمي. المهندس فهد المقاطي على سبيل المثال لا الحصر جاء من الشركة السعودية للإلكترونيات المتطورة على رأس فريق يضم كلًا من أحمد الأحمدي، وياسر الحجيلي، وفهد القحطاني، ومازن الداري، لينهلوا جميعًا ولمدة أسبوع من نهر «كاوست» المعطاء الذي يرويه علماء العالم بفكرهم وأبحاثهم الدولية في كافة القطاعات. ويقول أعضاء الفريق: إنهم كانو على دراية بما تقدمه الجامعة من أبحاث، ومع ذلك فوجئوا بما يتم طرحه بتلقائية وبلا محدودية، وبسهولة وبساطة تمكن الراغبين في الاستفادة من العودة إلى جدة أو إلى الرياض أو إلى أي ركن من أركان المملكة وهم محملون بذخائر العلم وثمين المعرفة. لم يكن المهندس المصري خالد عبدالجواد الحاصل على درجة الماجستير من كلية الهندسة بجامعة الاسكندرية يدرك أن المكالمة التي تلقاها من مسؤول في شركة «فالكون فز» ومعناها «نظرة الصقر» ستفتح عينيه وعقله نحو جامعة « كاوست». لقد انصرف المهندس خالد للقراءة عن «كاوست» تأسيسًا وفكرًا وإستراتيجية وقبل أن يقرر الانضمام لشركة عين الصقر للرفع المساحي يقول خالد: كنا ثلاثة فقط تفرغنا لدراسة عالم الرفع المساحي.. وشيئًا فشيئًا وبدعم من «كاوست» توصلنا إلى فكرة الرفع المساحي والنمذجة باستخدام طائرات بدون طيار. لقد واجهت الشركة في البداية صعوبات عديدة خاصة فيما يتعلق بالتضاريس وكذلك ما يتعلق بالتشريعات وبالتصاريح وغير ذلك من أمور فنية وإدارية. وبالتعاون البناء مع «كاوست» حصلت الشركة على تصريح من هيئة الطيران المدني كأول شركة تحصل على التصريح باستخدام هذه النوعية من الطائرات، وتحصل الشركة على تصريح من وزارة الداخلية عن كل مشروع متحرية الدقة والالتزام بالأنظمة في كل خطوة أو في كل مرحلة. وفي زمن قياسي حصلت الشركة على شهادة من مجلة « فوربز» تقول فيها: إن عين الصقر تعد واحدة من أفضل عشر شركات في العالم العربي»، ومع هذا النجاح أقيمت شراكة مع «كاوست» ومع شركة أرامكو؛ لينضم إلى مجلس الإدارة عضوان من هذين الصرحين المهمين وفي المقابل حرصت الشركة على توزيع أسهمها على جميع الأفراد المؤسسين العاملين فيها قبل أن تنطلق للعمل مع كبريات الشركات السعودية وكذلك مع البلديات في المناطق ومع هيئة تطوير الرياض. وتقدم الشركة خدماتها في الرفع المساحي بالتصوير الجوي «فوتوغرافي - وبالفيديو» وتستطيع الشركة كذلك تقديم خدمات التصوير العمودي لأي بقعة في أي مدينة وبدقة 2سم وهي نسبة فائقة إذا علمنا أن صور الأقمار الصناعية تصل إلى 30 سم، كما أن القمر الصناعي يرتبط دومًا بحركة المدار وهذا قد يضطر الجهة الطالبة للخدمة الانتظار لمدة تصل إلى 4 أيام وأكثر. لقد نجحت الشركة في تصنيع طائراتها الخاصة وكاميراتها الخاصة وفقًا لنوعية المهمة المطلوبة. أمل وحلم سكندري يتحقق في ثول في عام 2016 حصل حسام الطالحي ابن مكةالمكرمة على بكالوريوس في هندسة «الجيومتكس» من جامعة الملك عبدالعزيز وجاء الأول على دفعته في هذا العام مما يؤهله لتكملة الدراسات العليا والانضمام لهيئة التدريس، لكن حسام رفض كل الإغراءات وتوجه للشركة الناشئة مستغرقًا في أعمال التصوير وإعداد الخرائط ومعالجة البيانات. ورغم أن والده يعمل استاذًا بجامعة أم القرى فقد وافق على هذا التوجه بل ودعمه طالما تم تحديد الهدف. ويتولى المهندس حسام مهامه قبل أي طلعة لواحدة من الطائرات بحيث يتم تحديد نقاط التحكم على الأرض ومعالجة البيانات بعد الطيران وصولًا لضبط جودة الصور والخرائط وإخراجها في شكلها النهائي ويعتز حسام بالرفع المساحي لجامع عمر بن الخطاب في الجوف الموجود في قلعة قارود الذي بني قبل نحو ألف سنة ويضم أول مئذنة في التاريخ حيث تم التصوير بالطائرة من الخارج ومن الداخل وبدقة متناهية. إياد الكندي.. منصة مجانية وحماية من معلومات «جوجل» المضللة 6 سنوات من العمل الشاق قضاها الشاب السعودي إياد تركي الكندي في بناء منصة لإدارة محتويات مواقع الإنترنت تنافس المتوفر من الأنظمة العالمية، وحين انتهى إياد خريج برمجة الحاسب من إنجاز المنصة، وبينما كانت أسرته قد «صبرت عليه» بما فيه الكفاية، قرر الشاب السعودي أن تكون المنصة متاحة للجميع ومجانية. كان إياد قد اشترك في برنامج كاوست «تقدم» الذي ترعاه الجامعة بالتعاون مع بنك «ساب» وبعد فحص مشروعه تقرر دعمه بمبلغ 20 ألف دولار ساعدته في تأسيس مكتب خاص للمنصة على أمل استمرار الدعم من الجامعة أو من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، أو من الغرف التجارية الراغبة في الاستفادة من تلك المنصة الفريدة من نوعها. ويقول إياد: هكذا يستطيع الجميع تكوين مواقع إنترنت بعد أن تم تبسيط المسألة تمامًا وفي وقت قصير وبجودة عالية، فقد استخدمت «خوادم سحابية» و»أنظمة حماية» على مستوى الخدمات والأجهزة والبروكسي، اتبعت فيها كل معايير محركات البحث وطبقتها بإتقان لضمان الانتشار، بحيث تمكنت -بتوفيق الله- من استبدال التقنية الأجنبية بأخرى سعودية محلية بنسبة مئة في المئة، وقدمتها مجانًا للمستهلك السعودي والمقيم في المملكة وخارجها. ورغم قلة الإمكانيات المادية حاليًا تمكن إياد الكندي من تصميم موقع إنترنت يتضمن التواصل الاجتماعي لأصحاب الأعمال، بحيث لا يصبح رجل الأعمال صاحب الموقع منعزلًا عن دائرة أقاربه وأصدقائه ورواده، وإنما من خلال الصفحة يستطيع أن ينشئ بيئة أعمال افتراضية بها محرك بحث يسهل للمتلقين التوصل للخدمات والمعلومات بسهولة. ويشرح إياد قائلًا: في السابق بل وحاليًا يذهب المستهلك لجوجل فيكتب مثلًا كلمة «دهانات» فتخرج إليه معلومات هائلة معظمها قديم وبأرقام خاطئة، والآن يستطيع محرك البحث الذي أنشأناه مع الموقع أن يصل إلى النتائج السليمة والمعلومات المحدثة والأرقام الصحيحة، فضلًا عن تقديم قائمة بأصحاب الأعمال في المجال الذي يبحث عنه المستهلك ليخدموه بالصورة المرجوة. كركداني.. نبوغ في صيانة الطائرات والكاميرات أما المهندس محمد نعيم كركداني عضو الاتحاد السعودي للطيران فقد انضم لفريق العمل قبل 7 سنوات.. ويقول: هناك طائرات لا تحتاج إلى مهبط وتغطي كاميراتها المناطق الضيقة والعشوائية، وأخرى تغطي مساحات كبيرة ويلزمها وجود مهابط. ويضيف لقد نجحنا في تصنيع طائرات تحمل كاميرات حرارية لم تكن موجودة حتى قبل عامين ونصف، كما تم تصنيع « جمبل 3» وهو حامل للكاميرا ثلاثية المحاور ويمكن الطائرة من تثبيت الكاميرا أثناء الطيران ومنع الاهتزاز وبالتالي ضمان جودة الصورة أو الخريطة.. كما يمكن الجهاز الطائرة من معرفة الموقع والوصول إليه بدقة فضلًا عن قياسه سرعة الرياح.