نجحت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في تصنيع ثلاثة أنواع من طائرات بدون طيّار، في خطوة تعكس الجهد المبذول من قبل كوادر وطنية اجتمعت ودرست وقرّرت، لتكون النتيجة مُذهلة للجميع. وساهمت البرامج العلمية والتقنية المُقدمة بدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- سواء بالابتعاث الخارجي أو الداخلي على إيجاد جيل يقبل بالتحديات، ويواجهها بكل معرفة وعلم، وهو ما كسر هاجس التغلب على الغرب، لنصنع الفارق ونؤكد أنه مهما بلغت الصعوبات فإن النتائج ستكون إيجابية وفي صالح الوطن. وتم تصنيع ثلاثة أنواع من الطائرات؛ صقر2، صقر3، صقر4، التي تُساهم على خفض التكلفة التشغيلية، وطول مدة التشغيل، بسبب تزويدها بأجهزة حاسوب مبرمجة مسبقًا لعمل عدة مهام بدون الجهود التي تتطلب وجود الطيار أو العامل البشري. وتُقدم الطائرات المُصنّعة خدمات التصوير "الفوتوغرافي" أو تصوير "الفيديو" الليلي أو النهاري، وتمتاز بأنها مُصنّعة من الألياف الزجاجية والكربونية، وتتميز بخفة وزنها وقوة تحملها، ولا يمكن التقاطها من خلال أجهزة "الرادار" أو الاستطلاع، وتمت برمجتها من خلال غرفة تحكم أرضية، عبر توصيلها بجهاز تحكم آلي هو المعني بالقيادة. «مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية» نجحت في المهمة وكسبت احترام الجميع وتضم الطائرة بدون طيار برامج "لوغرثميات" تساعد على التعامل مع الظروف البيئية للطيران كالرياح ودرجات الحرارة، وكذلك زيادة الاحتراق للمحرك، والهبوط أو الصعود الاضطراري، أو الانحراف عن المسار. ويأتي تصنيع طيارة بدون طيّار لأجل استخدامها في المناطق الصعبة عند حدوث الكوارث الطبيعية والكوارث البيئية، وكذلك الإفادة منها في التصوير الجغرافي، والاستشعار عن بُعد، إضافةً إلى التنقيب والزراعة ومراقبة الحدود، إلى جانب المُشاركة في عمليات الإغاثة. د.الحصان: مُرتبطة بغرفة تحكم ومزوّدة ببرامج حاسوبية تُساعد على مراقبتها من الأرض إيجاد المعرفة وقال "د. خالد بن عبدالله الحصان" -المشرف على المركز الوطني لتقنية الطيران في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية: إن فكرة إنتاج طائرات بدون طيّار جاءت تلبيةً لاحتياجات المملكة، وكذلك المساهمة في إيجاد المعرفة في مجال الطيران، إضافةً إلى بناء الكوادر البشرية وتدريبها في المجالات الحديثة لتقنية الطيران، إلى جانب بناء القاعدة العلمية والإنتاجية والهندسية في التصاميم، مضيفاً أن المدينة تضم (200) موظف، وهناك من يحمل شهادة "الدكتوراه" و"الماجستير"، وفنيين، وجميعهم تم تأهيلهم وتدريبهم على الرغم من شهاداتهم في مجال الطيران، مؤكداً على أنهم الآن يُساهمون في تطوير القطاع داخل المملكة، مشيراً إلى أن طائرة بدون طيّار تم تصنيعها وتصميمها من المبادئ الأولية الهندسية، مروراً بهندسة النُظم والتصاميم الابتدائية إلى التصاميم النهائية إلى التصاميم الصناعية إلى الاختبارات والطيران وقبول المنتج. نظام متكامل وأوضح "د.الحصان" أنه لكي تحصل على نظام متكامل ومهيأ بغرفة عمليات أرضية، فإن ذلك يتطلب جهداً بشرياً غير سهل، مبيناً أنه تم تكوين عدة فُرق؛ فريق مختص بالمحركات، وفريق مختص بالهيكل، وفريق مختص بالأنظمة الفرعية، وكذلك فريق مختص بالكهرباء، وفريق مختص بالألكترونيات، إضافةً إلى فريق مختص بالبرمجة، وفريق مختص بهندسة "الكمبيوتر"، وفريق مختص بالإتصالات، إلى جانب فريق مختص بالنظم الهندسية التي تربط كل هذه الفُرق في نظام واحد، مضيفاً أنهم عملوا دراسة متكاملة قبل إنتاج الطائرة أو أي جزء منها من خلال النموذج الرقمي، مشيراً إلى أن كل مجموعة تتعامل مع التخصص المسؤولة عنه، مشيراً إلى أنه كانت العمليات واضحة منذ البداية من حيث الارتباط بين المجموعات. نمذجة ومحاكاة وأكد "د. الحصان" على أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية استثمرت في استقطاب الكوادر الوطنية البشرية وأهلتها ودربتها في هذا المجال، كما هيئت المعامل الخاصة في الطيران، مثل "الكمبيوتر" عالي الكفاءة الذي يتيح عمليات برمجية كاملة، موضحاً أن هذه الأدوات والكوادر البشرية أتاحت لنا الإفادة في مجال تقنية الطيران، مبيناً أن المدينة استخدمت "النمذجة" والمحاكاة الكاملة للطائرة، بدايةً من حسابات القوة المؤثرة عليها، مروراً بحسابات المواد باستخدام الألياف الزجاجية أو "الكربونية"، إلى استخدام الحاسب الآلي، وأخيراً استخدام الدقة في تحاليل المسائل الهندسية، مضيفاً: "على سبيل المثال تحليل القوة المؤثرة على الطائرة يستغرق عدة أسابيع، وبعد أن نحصل على الأرقام النظرية نجتمع، وكل مجموعة تُشارك في قراراتها، ثم يأتي السؤال: هل هذا التصميم مناسب أم لا؟". وذكر أنه بعد إجراء الدراسات يأتي تحسين الأداء لمرة ومرتين وثلاث، وهو ما أهلنا إلى تخفيض وزن الطائرة حتى تكون في أفضل حالاتها أثناء الطيران. غرفة عمليات وكشف "د. الحصان" أن طائرات بدون طيّار مُرتبطة بغرفة تحكم أرضي -غرفة عمليات-، مزوّدة ببرامج حاسوبية وبرامج طيران تؤهل المُستخدم أن يُراقب الطائرة من الأرض، حتى لو كانت على مسافة (200كم)، كما أنه من خلال الغُرفة يستطيع المُستخدم معرفة مستوى الوقود، ودرجة حرارة المُحرك، أو الحالة غير المُستقرة للطائرة، مضيفاً أنه في حال حدوث شيء غير مُتوقع فإمكان المُستخدم إرجاع الطائرة، أو إنزالها في أي مُدرج قريب، كما أنه بإمكانه أن يُحدّث المعلومات لها، مبيناً أن هذه الطائرات بإمكانها نقل تصوير مباشر لكامل الموقع التي تُحلّق فوقه إلى غرفة العمليات، وبإمكان المُستخدم أن يُقرر أن تبقى الطائرة فوق الموقع أو تُغادر، أو تُغيّر إتجاهها. وأضاف أن الطائرات مُزودة بنظام هبوط "باراشوتي"، فمثلاً لو كان هناك ظرف بأنه لابد أن تهبط، فالمستخدم بإمكانه أن يُقرر ذلك من خلال غرفة العمليات. تتميز بخفة الوزن وقوة التحمل ولا يمكن التقاطها من خلال أجهزة «الرادار» أو الاستطلاع صقر2 واستعرض "د.الحصان" أنواع الطائرات بدون طيار وهي صقر2، صقر3، صقر4، مضيفاً أن الطائرة متوسطة الحجم أُطلق عليها اسم صقر2، وهي ذات مدى يصل إلى (150كم)، ويمكن تطوير مداها إلى (250كم) ولمدة تحليق تصل إلى ثماني ساعات، وبسرعة تقدر ب(120كم/ساعة) وبارتفاع خمسة آلاف متر، مبيناً أنه أثبتت طائرة صقر2 جودتها في الاستقرار والتحكم من خلال الاختبارات العلمية والعملية، وكذلك تخفيض تكلفة المنتج من خلال تخفيض تكلفة البحث والتطوير، مؤكداً على أنها تُضاهي مثيلاتها من حيث الدراسات التحليلية والتقنيات المستخدمة في تصنيع هيكل الطائرة، حيث استخدمت الألياف الكربونية والألياف الزجاجية لرفع نسبة وزن الإقلاع إلى وزن الطائرة، لافتاً إلى أنه تم تصميمها لحمل ما يزن (50كجم) من أجهزة التصوير والمراقبة، وكذلك إمكانية إضافة طبق للتحكم بها عن طريق الأقمار الصناعية في المستقبل لتغطي مساحات أوسع وأبعد. صقر3 و4 وأوضح "د.الحصان" أن طائرة صقر3 هي كهربائية صغير الحجم، وهي من فئة قصيرة المدى، مضيفاً أنه صُنع كامل هيكل الطائرة من الألياف الكربونية لتصبح أخف الطائرات، حيث تزن (4.5كجم) بما فيها الحمولة وعجلات الهبوط، مضيفاً أنها تستطيع الإقلاع من مختلف المدارج وأيضاً القذف باليد، وتحلق على ارتفاع قرابة (1000م)، ولمسافة (50كم)، ولفترة زمنية تقدر ساعة وعشرون دقيقة، مؤكداً على أنه يمكن تحسين وتطوير أداء الطائرة باستبدال المحرك أو تغيير البطاريات المستخدمة أو بهما جميعاً، مشيراً إلى أن المركز الوطني لتقنية الطيران أنتج ما يقارب (20) طائرة من هذا النوع، حيث أثبتت جدارتها وفعاليتها في الاختبارات الجوية واستخدامها في الأماكن والظروف الصعبة. وأضاف أن صقر4 طائرة صغيرة الحجم تزن وقت الإقلاع (25كجم)، ذاكراً أن الطائرة قادرة على حمولة تزن خمسة كجم، ويبلغ طول جناحها (3.75م)، وبسرعة قصوى (120كم/ساعة)، وبارتفاع خمسة آلاف متر، لافتاً إلى أن مدة تحليقها تتراوح من خمس إلى ست ساعات، ومدى الطيران (120كم). تحسين المنتج وأكد "د. الحصان" على أنه توجد داخل الطائرات بدون طيّار برامج "لوغرثميات" تستطيع أن تتعامل وتتكيف مع الظروف البيئية للطيران كالتعامل مع الرياح ودرجات الحرارة المختلفة وزيادة الاحتراق للمحرك والهبوط أو الصعود الاضطراري للطائرة، أو الانحراف عن مسار الطيران، كما تحتوي على أجهزة اتصالات يتم من خلالها التواصل المباشر والمستمر للصور و"الفيديو" من الطائرة إلى غرفة التحكم الأرضي -غرفة العمليات-، مضيفاً أنه من ضمن التقنيات المستخدمة في تلك الطائرات هو استخدم الحاسوب عالي الكفاءة في "النمذجة"، إضافة إلى عمل "المحاكاة" الخيالية للتشغيل والطيران والتركيب والتجميع والصيانة والتدريب، لافتاً إلى أن هذه الأساليب والتقنيات ساعدت بتحسين المنتج على مستوى تصنيع هيكل الطائرة ومكونات جسم الطائرة بدرجات عالية تصل إلى نسبة (25%). مناطق صعبة وكشف "د.الحصان" أن الهدف من صناعة الطائرات بدون طيّار لأجل استخدامها في المناطق الصعبة عند حدوث الكوارث الطبيعية والكوارث البيئية، كذلك الإفادة منها في التصوير الجغرافي، والاستشعار عن بُعد، إضافةً إلى التنقيب والزراعة ومراقبة الحدود، إلى جانب المُشاركة في عمليات الإغاثة، مضيفاً أن الطائرات بدون طيار تقدم للمستخدم خدمات التصوير الفوتوغرافي أو تصوير الفيديو الليلي أو النهاري، أو استخدام أجهزة الاستشعار أو أجهزة الرادار وغيرها، مشيراً إلى أن الطائرات صقر2، صقر3، وصقر4، تؤهل المستخدم على خفض التكلفة التشغيلية، وطول مدة التشغيل؛ بسبب تزويدها بأجهزة حاسوب مبرمجة مسبقًا لعمل عدة مهام، تُقلّل الجهود التي تتطلب وجود الطيار أو العامل البشري. وأضاف أن هذه الطائرات مصنعة من الألياف الزجاجية والكربونية، وتتميز بخفة وزنها وقوة تحملها ولا يمكن التقاطها من خلال أجهزة "الرادار" والاستطلاع، وتتم برمجتها من خلال غرفة تحكم أرضية. آفاق أعلى وكانت "الرياض" تواجدت في غرفة التحكم الأرضية والتقت "م. ثامر الهطلاني" حيث قال: إن نجاح مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية يؤكد على ما تمتلكه المملكة من قدرات هائلة تنتظر الفرصة للانطلاق نحو آفاق أعلى، مضيفاً أن صناعة طيارة بدون طيار يُعد عملاً جباراً يستحق الوقوف أمامه كثيراً، بل ويُبرهن أنه لا فروقات بين أبناء المملكة وأبناء الدول المُتقدمة صناعياً، سواء من حيث الفكر أو الإبداع، مشيراً إلى أن غرفة التحكم الأرضية ساعدت على متابعة سير الطائرة منذ إقلاعها حتى عودتها، مع إمكانية تصوير مقاطع حول المناطق التي اعتلتها، وهو ما يُثبت جودة العمل المُقدم. وأكد "م. سلطان البلوي" على أن غرفة التحكم الأرضية مُتصلة آلياً بالطائرة، وهي تعمل عمل الطيّار تماماً، من حيث توجيه الطائرة إلى عدة أماكن مُعينة، وكذلك متابعة السير، إضافةً إلى معرفة الظروف الطبيعية وغير المُستقرة للطقس، مضيفاً أن المتواجدين في الغرفة يشعرون بسعادة بالغة نظير إنتاج مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لهذا النوع من الطائرات، وتزداد سعادتهم بما يُقدمونه، خاصةً وأنه يصب في مصلحة الوطن أولاً وأخيراً. مُستخدم يُتابع سير الطائرة غرفة التحكم الأرضية هبوط صقر4 على الأرض .. وهنا مُتحدثاً للزميل صقر4 في الهواء الطائرة مُبرمجة لعمل عدة مهام