تعد المشروعات الصغيرة، ومتناهية الصغر، إحدى الرئات المهمة، التي يتنفس منها الاقتصاد في معظم بلاد العالم المتقدم حاليا، ومن بين هذه المشروعات المهمة، تقف في صدارة القائمة، أعمال الأسر المنتجة، التي تكتسب أهمية قصوى في المملكة؛ لقدرتها على إحداث انتعاشة اقتصادية، بتحويل الكثير من الأسر التي تعتمد في إنفاقها على إعانات الدولة، إلى كيانات رابحة، تضيف إلى الاقتصاد الوطني المزيد من التنمية، والرخاء. ورغم تلك المقدمة المبشرة، فإن مشروعات الأسر المنتجة، وتواجه عددا من العراقيل، والمعوقات التي تقلص من قدرتها على الانتعاش، وبالتالي تحقيق الأهداف المرجوة منها في إطار خطط التحول الوطني، ورؤية 2030، ولعل من بين أهم هذه المعوقات والحلول المقترحة لها، ما يمكن إيجازه فيما يلي: أبرز المعوقات * غياب التمويل الكافي لإنعاش مشروعات الأسر المنتجة. * عدم توافر قواعد البيانات المتعلقة بمجالات العمل والتسويق. * عدم وضع معايير لتعريف الأسرة المنتجة. * قلة الوعي بأهميتها في دعم الاقتصاد الوطني. * قلة أعداد المدربين في الحرف المطلوبة. * عدم توحيد الجهود المشتركة من قبل الجهات العاملة بهذا المجال. صعوبات التسويق * عدم وجود جهة معنية لتسويق منتجات الأسر المنتجة. * الاعتماد على العلاقات الشخصية في تسويق منتجات الأسر المنتجة. * قلة تنظيم المعارض أو البازارات التي تعنى بتسويق منتجات الأسر المنتجة . * عدم متابعة المشروعات وإيجاد قنوات تسويقية لمنتجاتها . * عدم توفر أماكن محددة لمزاولة نشاط الأسر المنتجة . * عدم توجه البنوك التجارية المحلية لدعم الأسر المنتجة . * عدم وجود تغطيات إعلامية لهموم ومشكلات الأسر المنتجة بشكل عام. * عدم استمرارية العمل من قبل الأسر المنتجة. واتفق عدد من المشاركين في مشروعات الأسر المنتجة، على أن أهم ما يعانون منه، بالإضافة إلى العناصر ال6 المشار إليها سلفا، هو وجود صعوبات في تسويق منتجاتهم، بالإضافة إلى عدم تنظيم فعاليا دائمة على مدار العام، مطالبين بإزالة هذه العقبات، حتى يمكنهم تحقيق انطلاقة تعود بالنفع عليه، وعلى المجتمع، وتسهم في رفع معدلات النمو بالاقتصاد الوطني. وقالت «أم عبدالله»، إحدى المشاركات في مشروعات الأسر المنتجة: «نحن بحاجة إلى فعاليات وملتقيات دائمة على مدار العام؛ من أجل الاستفادة منها في إيجاد فرص تسويقية، تحقق دخلا لنا، وتتفادى أن أكثر الفعاليات المتعلقة بأنشطتنا منحصرة في فصل الصيف». ويلقي سعيد الغامدي الضوء على الصعوبات التي تواجهها الأسر المنتجة، ومنها غياب الجهود الاحترافية للتسويق، مؤكدا أنه لا يوجد جهة معنية بتسويق منتجات الأسر، التي يضطر العاملون بها إلى الاعتماد على العلاقات الشخصية؛ من أجل تسويق منتجاتهم، لا سيما في ضوء قلة تنظيم المعارض، والمهرجانات، التي تعنى بتسويق منتجات هذه الأسر. وطالب الغامدي بضرورة متابعة المشروعات، وإيجاد قنوات تسويقية لمنتجاتها، وتوفير أماكن ثابتة لمزاولة نشاط الأسر المنتجة، والتفاوض مع البنوك لدعم مشروعات هذه الأسر، مع توفير قواعد بيانات مشتركة لدى جميع الجهات المعنية بالأسر المنتجة. مشكلات التدريب * قلة الجهة التدريبية المتخصصة للأسر المنتجة. * قلة البرامج التدريبية المتخصصة والمتطورة للأسر المنتجة. * قلة أعداد المدربين وعدم توفر التخصصات المتنوعة لهم. عراقيل عملية * تهرب بعض المستفيدين من الأقساط مما يؤدي لتخوف الجهات الاستثمارية من المشاركة في برامج تمويل الأسر . * انخفاض قيمة القروض المقدمة للأسر المنتجة مما يعيق تنفيذ مشروعات متنوعة تتناسب مع رغبات الأسر. * غياب الدعم الخططي والتوجيهي المتمثل في حل العقبات وتقديم المشورة والمساعدة في تخطي العقبات. صعوبات خاصة بالتراخيص * عدم وجود أنظمة أو لوائح لترخيص عمل الأسر المنتجة . * عدم وجود مرونة في المعاملات من الجهات الحكومية. * عدم توفر الجهة التي تمنح تراخيص للعمل من المنزل. حلول لمشكلات التراخيص * إنشاء هيئة أو لجنة لوضع اللوائح والأنظمة التنفيذية التي تساعد وتحمي وتسهل عمل الأسر المنتجة والعمل من المنزل . * تسهيل استخراج التراخيص من الجهات ذات العلاقة. خطوات لزيادة التوعية * وضع معايير خاصة بتعريف الأسر المنتجة واعتمادها من قبل جميع الجهات ذات العلاقة . * تعميق مفهوم الإنتاج اليدوي من خلال تنفيذ برامج وفعاليات لرفع الوعي المجتمعي بأهمية ودور الأسر المنتجة. * إعداد البحوث والدراسات التسويقية والإنتاجية لمعرفة مجالات العمل والإنتاج والتسويق المطلوبة. جهود دعم الأسر المنتجة: * مشروع موائد لإحلال الأسر المنتجة بدلا من المطاعم في إفطار الصائمين خلال رمضان. * إقامة نقاط بيع وسوق للأسر المنتجة بالمتنزهات خلال الصيف . * تنظيم حفلات بالمحافظة والتعاقد مع الأسر المنتجة لتقديم احتياجات هذه الحفلات . * مشاركة الأسر المنتجة في أي فعالية تقام ويتم فيها إعداد سفرة استقبال للوفود والضيوف. * الإعداد لإقامة مشروعات دائمة للأسر المنتجة . * إشراك الأسر المنتجة في تشغيل المقاصف المدرسية . * تقديم دعم حكومي للأسر المنتجة . * دعم دور صناديق الدعم والبنوك في تبني برامج الأسر المنتجة ومشروعات الشباب . * تطوير أدوار الأمانات والبلديات في دعم الأسر المنتجة. * اهتمام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بدعم الأسر. * تأسيس برنامج بصندوق الموارد البشرية للأسر المنتجة للتوسع في تطبيق نظام العمل عن بعد . * توفير الدعم اللازم لإنجاح فكرة العمل عن بعد من خلال السعي إلى إيجاد مظلة رسمية تُعنى بشؤون العمل من المنزل . * تحديد برامج دعم الأسر المنتجة من قبل مختلف الجهات المعنية. * تحديد الاحتياجات والبرامج التدريبية اللازمة لتطوير أداء الأسر المنتجة. * إعداد آليات وقنوات تسويق منتجات الأسر المنتجة . * تحديد الجهات المنظمة لعمل الأسر المنتجة وإصدار لوائح تنظيمية وتمويلية لهذا العمل . * إعداد خطة لتأسيس فروع جديدة لتعميم تجربة جمعية «حرفية». حلول لصعوبات التسويق * تولي جهة معنية تسويق منتجات الأسر المنتجة. * توحيد جهود الجهات المعنية بدعم الأسر المنتجة فيما يخص عملية التسويق. * عرض المنتجات في جميع الفعاليات المنظمة من قبل الجهات. * إقامة معارض دائمة داخلية وخارجية لعرض المنتجات والمشاركة في الفعاليات والمناسبات الموسمية . * عقد اتفاقات مع القطاع الخاص كالشركات والمراكز التجارية الكبرى ونحوها لتسويق منتجات الأسر المنتجة . * إلزام الجهات الرسمية بالأمر السامي الخاص بتقديم الهدايا للوفود من إنتاج الأسر المنتجة. مواجهة الصعوبات العملية وجود مظلة واحدة لدعم الأسر المنتجة تقوم بوضع استراتيجية واضحة المعالم والأطر في: * تطوير الأسر المنتجة وتحويلها لرواد أعمال وأصحاب مشروعات صغيرة . * التنسيق والمتابعة بين الجهات ذات العلاقة لدعم الأسر ومشروعاتها . * تخصيص نسبة من قروض البنوك المحلية للأسر المنتجة . * تخصيص صفحة دورية بالصحف المحلية لأخبار وأنشطة الأسر المنتجة. التغلب على مشكلات التمويل * إيجاد جهات متخصصة للتمويل ضمن ضوابط وشروط محددة تكفل تنظيم عملية التمويل للأسر المنتجة . * توحيد الجهود المشتركة بين الجهات ذات الاختصاص لدعم الأسر المنتجة ماديا. * إيجاد بعض المواد النظامية التي تكفل استرداد مستحقات الجهات الراعية أو الممولة في حال تعثر سداد المستفيد. خطوات لدعم الاهتمام بالتدريب * إنشاء مراكز متخصصة لتدريب الأسر المنتجة لصقل المهارات الفنية لديها وتعليمها المهارات الأساسية للحرفة. * تقديم الدعم الفني والإداري والتسويقي والمالي في مجال المشروعات الصغيرة للأسر المنتجة. * أن يساهم التدريب في إتقان الحرفة والارتقاء بمستوى جودة المنتج . * دعم الأسر المنتجة ببرامج متطورة تمكنهم من استخدام التكنولوجيا في تحسين نوعية الإنتاج وحجمه . * الحصول على دعم القطاع الحكومي أو قطاع الأعمال لعملية تدريب الأسر المنتجة.