العلم والتعليم ضرورة من ضروريات الحياة وهو الركيزة الأولى والأساسية لأي تطور ونماء اجتماعي واقتصادي وهو الجسر ووسيلة العبور للمستقبل الزاهر. وتعتبر فنلندا هذه الدولة الإسكندنافية الصغيرة أقوى دولة في التعليم عالميًا وفقًا لتقرير التنافسية العالمية، ومما جعل فنلندا تتصدر دول العالم في هذا المجال حسب موقع «ساسة بوست» أسباب عدة نستعرض من بينها ما يلي: * الفخر والاحترام للتعليم والتعلم في فنلندا يعدان من الجوانب الأساسية للثقافة الفنلندية، فقد بنت فنلندا هويتها القومية منذ القرن ال19 من خلال الاستثمار في التعليم للجميع، وعندما حققت استقلالها كان الهدف الأساسي هو تطوير التعليم بشكل أكبر. * يتم اختيار المدرسين بعناية شديدة، فلا بد أن يكونوا ذوي كفاءة عالية وأن يكونوا حاصلين على درجة الماجستير، ويتم قبول 11% فقط من المتقدمين لشغل وظيفة المعلم، وهذا يضمن أن المتقدمين الموهوبين والأكثر حماسة هم من يستحقون شغل تلك الوظيفة. * تركز سياسة التعليم في فنلندا بشكل أساسي على العمق في المضمون المدروس، بدلًا من زيادة المضمون والتعامل معه بسطحية، والمعلمون يعملون في الفصول لمدة 4 ساعات يوميًا و20 ساعة أسبوعيًا، نصف هذه الساعات يقوم فيها المدرس بإعداد المناهج الدراسية وتقييم الطلاب، ومع تقلص ساعات الدراسة تزداد فترات الراحة نسبيًا لتصل 75 دقيقة موزعة على اليوم الدراسي. * لا فصل بين الطلاب على أساس مستواهم التعليمي، ويعتمد هذا الشعار الذي تحول إلى واقع في فنلندا على تصعيد المستوى التعليمي للأطفال المتأخرين دراسيًا، وعدم عزل الطلاب وفقًا لمستواهم التعليمي، حتى يصلوا إلى المستوى التعليمي المتوسط والسائد بين زملائهم، وهو ما جعل فنلندا تمتلك أصغر فجوة بين الطلاب الأقوى والأضعف في مستوياتهم التعليمية على مستوى العالم وفقًا لدراسة أجرتها مؤسسة التعاون الاقتصادي والتنمية. * يمكث المدرسون في فنلندا فترة طويلة مع الطلاب، ولا يقتصر الأمر على عام واحد وإنما تصل إلى 5 سنوات دراسية، مما يوطد العلاقة بين المعلمين والطلاب الذين يبلغ عددهم 20 طالبًا فقط في الفصل الواحد. * المساواة بين الطلاب، ويعد هذا الشعار الأكثر أهمية في التعليم الفنلندي وتتفق جميع الأحزاب السياسية على ذلك، وتطبيق هذا الأمر يجعل الطلاب الفنلنديين سواء كانوا في مناطق ريفية أو حضارية، فقيرة كانت أو غنية يحصلون على جودة تعليم متساوية، ويتم توزيع المال بالتساوي على المدارس إلى حد كبير، كما أنه لا يوجد تصنيفات وترتيبات ومنافسة بين المدارس، فجميعها تعمل وفقًا لأهداف قومية واحدة. * نسبة الفنلنديين المتخرجين في المدارس العليا بفنلندا تصل إلى 93% وهي نسبة مرتفعة بشكل كبير، ما جعل فنلندا تتفوق على الولاياتالمتحدةالأمريكية في هذا الصدد ب17.5%، بالرغم من أن فنلندا تنفق على الطلاب المقبلين على الجامعة بنسبة 30% أقل مما تنفقه أمريكا.